ماذا سيقول العراق للولايات المتحدة يوم 7 نيسان المقبل..؟!

بغداد- العراق اليوم:

هو اللقاء الثالث من نوعه الذي سيجري عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في إطار الحوار الاستراتيجي الامريكي، الذي من المؤمل ان يخوضه رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي مع الإدارة الأمريكية، فقد سبق وان خاض في العاشر من يونيو/ حزيران 2020 اولى جولات الحوار المباشر مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، واعقب ذلك بلقاء مباشر في 19 اغسطس/ اب من العام ذاته، فيما سيكون اللقاء الثالث في السابع من ابريل / نيسان الجاري، مع إدارة مختلفة، وسيركز الحوار على موضوعات متعددة، أهمها مصير تواجد القوات الأمريكية العاملة ضمن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش.

ومن المؤمل ان يخوض الجانبان العراقي والامريكي في ملفات السياسة و الأمن والثقافة والتجارة والمناخ والصحة ومكافحة الإرهاب والاقتصاد والطاقة، وهو اعمق وادق نقاش عملي تفصيلي تجريه إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن مع حكومة عراقية منتخبة.

يأتي هذا الحوار متساوقًا مع جهود خارجية يبذلها رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي من خلال لقاءات وقمم واجتماعات ومباحثات علنية وأخرى غير معلنة، من إجل تأمين قاعدة سليمة لبدء عملية سحب للقوات الأمريكية المقاتلة من العراق، اذ قال الكاظمي اليوم الجمعة في تصريحات صحافية، أن  " العراق مرّ بتجربة الحرب ضد (داعش) التي انتهت... وليس في حاجة إلى قوات قتال أميركية، ولكنه في أمس الحاجة إلى تعاون استخباراتي أميركي، وفي أمس الحاجة إلى مساعدة قواتنا في التدريب ورفع كفاءتها وقدراتنا القتالية".

المؤمل ان تنتهي هذه الجولة من الحوار الاستراتيجي بتفاهم اكثر عمقًأ ووضوحًا لدى إدارة الرئيس بايدن، وأن تتفهم بشكل أوضح طبيعة التحول الذي حدث في العراق عقب مجيء حكومة الكاظمي التي تبرز الآن قدراً جيدًا من الاستقلالية والقدرة على ضبط الموقف الرسمي الخارجي العراقي، وأيضاً الجرأة التي يعمد الكاظمي لإظهارها امام الحلفاء والاصدقاء من خلال التأكيد على أن " العراق حر، ويستطيع اقامة اية علاقات تخدم مصالحه دون تردد".

فيما يعلق خبير استراتيجي، على هذا الحوار بالقول" أن سحب ممنهج ومدروس للقوات الأمريكية من العراق، والعمل مع حكومة الكاظمي على تعزيز قدرات الجيش العراقي، ورفع كفاءة القوات الأمنية الأخرى، وأيضاً كبح جماح المتطرفين، وأبعاد العراق عن مواجهة الأزمات والصراعات،  أمور قد تساعد الادارة الأمريكية فيها العراقيين على المضي قدماً في مشروعهم الوطني الخالص، والذي يريد ان يعيد انتاج السلطة والمؤسسات على أسس بعيدة عن الطائفية والتحاصص، وأيضاً يعيد الرغبة في انجاز اتفاقات شاملة ودائمة بين الأقليم والمركز، وأيضاً بين الجماعات السياسية الفاعلة في المشهد".

ويختتم " الكاظمي يعرف جيدًا خطوط اللعبة ويعرف قواها المؤثرة، وسيعمد الرجل لإنجاز متطلبات واقعية، مع ملاحظة الظرف الضاغط والتحديات على الأرض، وهو ما يعزز فرضية نجاح الحوار وخروجه بشكل مغاير عما سبقه".

علق هنا