عشية انعقاد قمة بغداد: ما هي المكاسب التي يحصل عليها العراق من تحالف "المشرق الجديد، ولماذا يصر الكاظمي على عقده الان؟

بغداد- العراق اليوم:

لاشك أن هناك الكثير من العراقيين الذين يتابعون الأحداث السياسية، يبحثون عن جواب لسؤال يخالج صدورهم، عشية انعقاد قمة بغداد، مفاده :

ماذا سنحصل من هذه القمة، بل وماذا سيحصل العراق والعراقيون من مشروع ( المشرق الجديد)، وقبل ذلك ماذا يريد الكاظمي من هذه الخطة، التي يقال أن الرجل تبناها عندما كان رئيساً لحهاز المخابرات في عهد حكومة العبادي، وأعاد طرحها في عهد حكومة عادل عبد المهدي، ورغم عدم تحقيق فكرته وخطته هذه - طبعاً لأسباب غير سياسية- فإن الكاظمي لم ييأس مطلقاً، وها هو ينفذها أول ما أصبح رئيساً للوزراء، فلماذا يهتم الكاظمي ويتشبث بهذا المشروع، وما هو سًر هذه الخطة، وهذا التحالف ، وماذا بإمكانه ان يحقق للعراق وللعراقيين؟

وكي يكون حديثنا ذا طابع تخصصي، وليس حديثاً اعلانياً واعلامياً أو إنشائياً،  مضينا الى الباحث في الشأن السياسي أحمد علي الربيعي ليحدثنا عن المنافع والفوائد التي سيحصل عليها العراق من مضيه قدماً في مشروع المشرق الجديد الذي سيعقد ملتقاه الرابع في العاصمة العراقية بغداد، بمشاركة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبرئاسة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي.

يقول الباحث أحمد علي الربيعي، لـ ( العراق اليوم)، أن" العراق يتمتع بموقع جيو سياسي مؤثر جداً، ويعد حلقة وصل بين شرق اسيا وغربها، فضلاً عن أطلالته على الخليج العربي، واتصاله بتركيا نحو أوربا مما يجعله محط أنظار العالم كله، ولذا فأن استقراره وأزدهاره وعودته معافى أمر يهم المنطقة ويسهم في نمو وازدهار اقتصادي للجميع، لكن هذه العودة كانت رهنًا بشخصية قادرة على توظيف هذه المزايا في عملية تقارب حقيقي بين دول المنطقة وإدارة الصراع على العراق، لصالحه، وهذا ما نلحظه خلال الفترة الماضية".

واضاف الربيعي، أن" الكاظمي بتحريكه المياه الراكدة، والاندفاع بحراك دبلوماسي نحو مختلف العواصم، وأن كانت هذه الجهود تبدو معزولة ظاهراً، الا أنها في الحقيقة تتجمع وتنتهي كلها عند بغداد، التي لربما يمكن أن تنجح في بناء سلام ومصالحة شاملة بين السعودية وإيران وتركيا وكل الدول المحيطة، وتستفيد من علاقاتها الطيبة والمفتوحة وقنواتها السياسية لخدمة مشروع التكامل العربي- الأسيوي".

وعما سينعكس على العراق من المضي في هذا المشروع، قال أن " من ضمن هذه الفوائد والمزايا، هو استكمال مد انبوب النفط العراقي نحو الأردن وميناء العقبة، وبالتالي سيؤمن للعراق طاقة تصديرية اضافية، اضافةً الى خطوط تصديره عبر الخليج، أو خط جيهان التركي المعطل في الوقت الحاضر".

واضاف " ايضاً سيعزز العراق حضوره العربي، وسيكون له كلمة الفصل في الكثير من القضايا والأزمات، وبالتالي يمكن أن يشكل العراق رقماً في معادلة المواقف العربية التي اتسمت تجاه بغداد فيما سبق بالعدائية والتجاهل".

وتابع " كما سيحصل العراق على تنوع اقتصادي واتحاد مهم مع دولتين تطلان على البحر الأحمر،  والمتوسط، وأيضاً تملكان قدرات صناعية وموارد بشرية وطبيعية تشكل عاملاً في نمو قطاعي الصناعة والزراعة في العراق".

وأشار الى أن" مصر دولة مؤثرة اقليمياً ودولياً، وتخوض عمليات تفاوض معقدة حول سد النهضة مع اثيوبيا، ويمكنها ان تشكل باتحادها مع العراق ايضاً ثقلاً وضغطاً على تركيا في ملف المياه وسد اليسو وغيرها من المشاريع التركية التي تقلص من حصة العراق".

ولفت " كما أن مشروع الربط الكهربائي المشترك سيوفر على العراق الكثير، وسيدعم قطاع الكهرباء المتعثر فيه، وسيساهم في تنويع خطوط استيراد الطاقة، والتخلص من احادية مصدر الطاقة التي كانت ولا تزال تتسبب بإشكالات واضحة في هذا القطاع".

وأختتم بالقول " يمكن ان يسهم هذا التحالف النوعي في تدفق الاستثمارات العربية والأجنبية للعراق واستفادته من خبرات البلدان الغنية في تطوير قطاع الأعمال وأنعاش اسواقه المحلية، فضلا عن تسهيل حركة رؤوس الاموال والتجار والمستثمرين والموارد البشرية والطبيعية".

علق هنا