هذه كواليس اللقاء الفيديوي بين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز

بغداد- العراق اليوم:

لا تهدأ العاصمة بغداد خلال هذه الأيام  ولا تنام، ولا تغلق خطوط هواتفها التي باتت ساخنة على الدوام ومفتوحة، فيما تواصل دبلوماسية نشطة جداً، حد أن الدول الأقليمية والمجاورة اصبحت تتنافس بشكل واضح في مد جسور التواصل معها، أذ تحولت الى نقطة اتصال فعالة في معالجة المشاكل، ووصل ما أنقطع من خيوط الدبلوماسية، ولا تزال تمارس أدوراً علنيةً مرة، وأخرى غير معلنة في سبيل تجنيب المنطقة الأزمات، وإعادة المياه الى مجاريها بعد عقد ملتهب تقريباً، شهدت المنطقة تفجراً للعنف اثر اندلاع ما سُمي بالربيع العربي.

مساء الخميس كان رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والملك السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز وجهاً لوجه عبر تقنية الفيديو لبحث ملفات مشتركة بين البلدين، في وقت لم تكد تصل طائرة نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مطار الدوحة، فيما تتجهز الآن طائرتا العاهل الأردني والرئيس المصري للتوجه الى بغداد لعقد أول لقاء من نوعه في العاصمة العراقية في إطار بناء مشروع المشرق الجديد.

هذه الأجواء المتسمة بالتواصل ونجاح بغداد في أن تخطف الأضواء،  وتتحول الى مركز حوار عربي وأقليمي، يراه البعض فرصة ذهبية لها لاستعادة دور فقدته بعد سنوات القطيعة والأرهاب والمشاكل الداخلية.

فيما تكشف مصادر مطلعة، أن الحوار الذي اجريّ مع الملك سلمان تناول قضايا مهمة بين السعودية والعراق، وأن الملك بن عبد العزيز  وجه دعوة رسمية لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لزيارة العاصمة الرياض واجراء مباحثات مع ولي العهد محمد بن سلمان.

كواليس أخرى تقول، أن " من المؤكد ان المفاوضات تناولت ملف الحرب في اليمن، ودور العراق في عقد اتفاق سلام ينهي هذا الصراع الطويل، وأيضاً جرت مناقشة الوساطة القطرية، والتحرك نحو عقد لقاءات مباشرة او غير مباشرة مع الجانب الايراني، وأمكانية أن تلعب بغداد دوراً مهماً في أي حوار مرتقب بين الرياض وطهران، كونها جهة موثوقة، وخاصة وإن القيادة العراقية الحالية محايدة وغير محسوبة او منحازة لأي محور أو طرف".

وتعلق على ذلك ايضاً، أن " إتصال الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز يأتي في أطار التنافس مع قطر التي بادرت الى بغداد، ولكن الرياض ترى أن من حقها الانفتاح بشكل اكبر وأكثر جدية على بغداد، وبناء تحالف معها، وهذا يعني أن بغداد قد تنجح في عقد مقاربة شاملة لكل دول المنطقة معتمدةً على دبلوماسيتها الناعمة، وأيضاً جهود رئيس الوزراء الكاظمي الذي عُرف عنه نجاحه في عقد مقاربات ووساطات ناجحة، ويمكن أن يشكل وجوده في رئاسة وزراء العراق فرصة ذهبية للرياض وطهران وكل العواصم المتناقضة مع بعض في سبيل ايجاد طرف محايد يتمتع بنفس المسافة من جميع الأطراف لقيادة حوار شامل ينهي حالة الصراع الذي لم تعد دول المنطقة قادرة على دفع فواتيره واثمانه الباهظة الكلفة جداً.

علق هنا