الكاظمي والاعرجي يضعان يدههما على قنبلة موقوتة تهدد أمن العراق !

بغداد- العراق اليوم:

لم يكن الكاظمي مجاملاً لصديقه قاسم الأعرجي، حين اختاره مستشاراً أمنياً له، بل واعتبره ساعده الأيمن الذي يعينه في جميع الظروف، فقاسم الاعرجي فضلاً عن خبرته الأمنية التي تجاوزت السنوات الاريع وزيراً للداخلية، وتاريخه العسكري مجاهداً  في صفوف الجهاد المقاوم للدكتاتورية، ومن ثم قائداً في الحشد الشعبي،  فإن الرجل يمتلك عقلاً راجحاً، وتفكيراً عقلانياً ناضجاً، ورؤى مدنية تقترب كثيراً من رى وافكار وتصورات صديقه مصطفى الكاظمي، لاسيما في موضوع بناء الدولة المدنية، أي دولة القوانين والمؤسسات والعدالة الاجتماعية. لذا فإن الكاظمي حين أختار الاعرجي مستشاراً للأمن القومي، فهو يعرف كيف يختار، بل وأجاد في هذا الإختيار، إذ ها هي الأيام تؤكد صحة وصواب قرار الكاظمي، وتثبت نجاح الاعرجي في ان يكون عند حسن ظن من إختاره ومنحه هذا المنصب، بل وراهن على نجاحه..

وهكذا نرى قاسم الاعرجي يدير اليوم مستشارية الأمن القومي العراقي بنجاح كبير، ويحول هذا الموقع الذي كان في الحكومات السابقة موقعاً فخرياً شرفياً لا يفعل ولا يعمل ولا يؤثر ولا يتأثر ، وبالعامية العراقية ( لا يهش ولا ينش)!

حوله الأعرجي، ومن خلفه الكاظمي، صاحب التجربة الرئاسية المخابراتية العراقية، والعقل الأمني الخلاق، في أن يجعلا من مستشارية الامن القومي، مؤسسة امنية بحثية دراسية فاعلة لا تقل عن أية مستشارية أمن قومي في دول العالم المتقدم.

لقد أصبحت هذه المستشارية اليوم أبرز منظومة تفكير استراتيجي أمني، عاملة في العراق، فضلاً عن تأسيسها لعمل أمني – استخباري قائم على أسس علمية، فالاعرجي والكاظمي يريدان ان ينهيا سنوات التخبط والضياع الذي واجهته البلاد، نتيجة لغياب العقل التخطيطي أو كما يُسمى (عقل الدولة) الذي يرسم مسارها، ويحدد أولوياتها، وأيضاً يشخص لها مصالحها، وينبه الى المخاطر التي تواجهها، كما أن الأعرجي وبدعم شخصي من رئيس الحكومة حول هذه الأستراتيجية لبوتقة تذوب فيها التقاطعات، وينجح عبرها بصياغة استراتيجيات متكاملة.

في هذا الأطار، يبدو أن الكاظمي والأعرجي قد حددا بشكل علمي المخاطر المتأتية من عملية ترك ملف المخيمات التي تأوي الدواعش سواء تلك التي في داخل البلاد، أو  خارجها، وبالخصوص على الأراضي السورية، لما تشكله من تهديد امني محدق، وقد تولى الأعرجي بأمر  من رئيس الوزراء متابعة هذه التفاصيل.

فقد وصف مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، مخيم الهول بـ"القنبلة الموقوتة"، فيما اكد ان العراق بحاجة إلى حل عملي ونهائي لهذا الموضوع.

وقال المكتب الإعلامي لمستشار الأمن القومي في بيان  تلقاه ( العراق اليوم) ، ان "مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، استقبل بمكتبه اليوم، السفير الأمريكي في بغداد ماثيو تولر"، مشيرا الى ان "الطرفين بحثا خلال اللقاء الحوار الإستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، واستكمال الحوارات السابقة التي جرت، وحسب طلب الحكومة العراقية".

لقد تطرّق اللقاء إلى ملف مخيم الهول الحدودي مع سوريا، وهذا ما كان يؤكد عليه الكاظمي كلما التقى الاعرجي، لذلك أشار الأعرجي إلى أن "العراق بحاجة إلى حل عملي ونهائي لموضوع المخيم، وبمشاركة المجتمع الدولي، كونه يضم جنسيات متعددة وجميعهم من الإرهابيين"، مبينا ان "استمرار مخيم الهول على ماهو عليه يشكل قنبلة موقوتة، لوجود ٢٠ ألف طفل عراقي بين طفل وحدث وهؤلاء سيصبحون دواعش يشكلون خطرا على العراق والمنطقة، إن لم يتكاتف الجميع من أجل حل هذه المشكلة التي تهدد أمن العراق والمنطقة والعالم".

 

علق هنا