الكاظمي يذهب فجراً الى عمليات بغداد ويناقش معها خرقاً أمنياً بسيطاً، هل سيحدث الأمر نفسه لو كان عبد المهدي رئيساً للوزراء؟

بغداد- العراق اليوم:

شتان بين رئيس وزراء يغادر مهامه مع حلول اول ساعات المساء، ويذهب الى فراشه الوثير، كما كان يفعل رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، وأخر يواصل النهار بالليل في متابعات مستمرة لمختلف الشؤون الأمنية والاقتصادية والسياسية.

ولو افترضنا جدلاً ان ما حدث ليلة البارحة  في الطريق الى مدينة الكاظمية المقدسة، حدث في عهد عادل عبد المهدي مثلا، هل كان الرجل مستعداً مثلاً ليقطع نومه الثقيل، ويذهب فجراً الى العمليات المشتركة، ويتابع شخصياً ملف أنفجار " رمانة يدوية" خبئت في مكب نفايات؟.

هل كان احد سيجرؤ مثلاً على ايقاظه، ليبلغه بهذا الحادث، أم سيكتفي القادة باشعار  مكتب القائد العام، او مدير مكتب رئيس الوزراء الذي كان يتولى مهام إدارة الدولة بعد الساعة السابعة مساءً كما تقول المصادر، الى أن يصحو دولة الرئيس في اليوم التالي!!.

لكن الأمر بات مختلفاً اليوم، بعد ان جاء لموقع المسؤولية الاول رئيس وزراء، قائد شاب ومعه فريق متحمس، لا يترك أي ملف او شاردة او واردة الا وتتبعها، وكان معالجاً ميدانياً لها، علماً بأن الجميع يعرف أن القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لم يكد ينتهي للتو من متابعة خطة تأمين زيارة قداسة البابا التي أمتدت على طول وعرض خارطة الوطن، وما أستتبع ذلك من تأمين شامل للزيارة العالمية الناجحة، حتى توجه في ذات اليوم الى مقر العمليات المشتركة، ليشرف شخصياً على تأمين الزيارة الكاظمية الكبرى، والتي تعد من اكثر المناسبات الدينية التي تشهدها العاصمة بغداد، ولم يترك الكاظمي للتقارير الأمنية، أن تصله الى مقره، بل واصل البحث في كل التفاصيل الدقيقة فيما يتعلق بالجانب الأمني، وأهمية المناسبة، فضلاً عن متابعته لملفات أمنية أخرى في مختلف بقاع العراق.

حيث لا يزال انتشار وحركة القوات الأمنية الماسكة  للأرض في بغداد، واجراءاتها الأمنية المشددة، والعملية جيدة ومنضبطة وفقاً لتوجيهات صارمة نازلة من القيادات العليا، ولا تزال الأمور مشجعة ومطمئنة، لو لا حدث عرضي، بسيط تمثل في وضع رمانة يدوية في مكب للنفايات قرب جسر الأئمة، وما اسفر عن اصابة بعض زائري الأمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام) بجروح متفاوتة، ورغم أن هذه الخروقات الأمنية البسيطة، متوقعة نظراً لكثافة الأعداد، ولوجود خلايا ارهابية نائمة، وجهات تهدف لايقاظ الفتنة بين ابناء الشعب العراقي، الا أن اجراءات استخبارات وزارة الداخلية البطلة، وعلى رأسها الفريق الحقوقي احمد ابو رغيف كانت بالمرصاد لمخطط جبان يهدف لاستهداف جموع المؤمنين الذاهبين نحو مرقد الامامين الجوادين ( عليهما السلام).

وهذا أن دل على شيء، يدل على حرص رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة على تنفيذ العمليات الاستباقية، ونجاحه في تحويل فلسفة العمل الأمني في العراق، من ردة الفعل واستعراض القوة، الى مرحلة الاستباق واستخدام القوة قبل الحدث، وهذا تحول ايجابي جدًاً، وانقذ البلاد من أزمات متلاحقة ومتوالية، وقضى على خلايا ارهابية خطرة تهدد السلم الأهلي والمجتمعي.

فجر اليوم، الثلاثاء لم ينم رئيس الوزراء، أو يترك هذا الوقت لراحته، بل اشرف شخصياً على الملف الأمني، ووصل قيادة العمليات المشتركة للإشراف الميداني هذه المرة على تنفيذ القطعات الأمنية للخطط الموضوعة، ومعالجة أي خروقات قد تحدث – لا سمح الله-، بل وأن المعلومات الأمنية تقول ان جهوداً عظيمة بذلت من إجل كشف الجهات الجبانة التي قامت بهذا الفعل الأرهابي الخسيس.

ان همة الشباب - والكاظمي أحدهم- ووعيهم وتوثبهم المستمر، أنما يُبشر بغد أفضل، وتواصل تصاعد الانجاز الأمني، والوصول الى مرحلة تأمين بغداد وكل مدن العراق، ما دامت قوى الأرهاب الجبانة، تعرف ان لدينا قيادة  لا يغفو لها جفن، حتى تطمئن على سلامة الجميع، ولا يهدأ لها بال حتى تأتي بالمجرمين والارهابين الى قفص العدالة وينفذ بحقها القانون، بما يضمن حماية المجتمع وأمنه واستقراره.

علق هنا