الكاظمي يفعلها، ويجعل لقاء البابا بالسيستاني يوماً وطنياً، وعيداً إنسانياً، ولم يعد العراقيون بحاجة لمن يذكرهم بموعده !

بغداد- العراق اليوم:

نجحت جهود حكومة الكاظمي وعملها الدؤوب طوال الاشهر الماضية على إتمام زيارة الحبر الأعظم للعراق، وحققت ما عجزت عن فعله حكومات متلاحقة، حيث وصل البابا فرنسيس أرض العراق في حج مسيحي هو الأول من نوعه لشخصية كنسية بحجم وتأثير البابا الروحي.

لقد اجتذبت أرض العراق أكبر مرجعية مسيحية في العالم، واستطاع العراق ان يلفت أنظار الشعوب لعمقه الحضاري وامتداده التاريخي.

ولم تنته إلى هنا الحكاية؛ فقد نجحت إدارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للملف، أن تؤمن اول لقاء إسلامي- مسيحي بهذا الحجم على أرض الرافدين، بعد أن وصل قداسة البابا منزل الإمام السيستاني وبحث معه طوال ٥٠ دقيقة ملفات عالمية طغى فيها الحديث عن الجوانب المضيئة في علاقة الأديان ببعضها البعض، فضلا عن إنسانية العلاقات الروحية، والتقارب العميق في فلسفتها كمدركات أخلاقية ضامنة للتنوع الثقافي.

حسنا فعل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اليوم بإعلانه عن يوم التسامح الديني في العراق، واعتباره مناسبة وطنية مهمة، ويمكن القول بضرس قاطع، إنها تمثل انعطافة  محورية في تاريخ حوار الأديان السماوية والمعتقدات الدينية، فثبتت هذه الزيارة في أبجدية الحياة العراقية، مثلما ثبتت في ضمائر العراقيين جميعا دون استثناء.

لقد رسخ الكاظمي هذا الحوار الروحي، كأيقونة للسلام ومنارة للتسامح، ويوم المحبة بين بني البشر الذين تتوق ارواحهم للحظات سلام وصفاء وتعايش دائم.

ويمكن هنا الإشادة بدور الرئيس الكاظمي وبمشروعه الإنساني الحضاري الذي يرسمه بعقلية منفتحة على الآخر، بل إنه رسخ مفهوم التعايش كمنهج استراتيجية ستؤتي اكلها قريبا.

لن نحتاج بعد اليوم الى من يذكرنا، أو يلفت إنتباهنا كل عام الى موعد زيارة البابا ولقائه المبارك بالسيد السيستاني، فقد فعلها الكاظمي، وجعله يوماً ممتوباً في روزنامة الحياة العراقية، لقد جعله الكاظمي يوماً وعيداً وطنياً للمحبة.

علق هنا