(الناصرية تحترق) !.. أي ظلم وافتراء هذا؟ هل هذه مدينة تحترق؟ "العراق اليوم" يصحبكم الى الناصرية بعيداً عن التظاهرات وأعمدة الدخان!

بغداد- العراق اليوم:

من  يتابع وضع الناصرية وأخبارها من بعيد، سيعتقد أن المدينة في حالة حرب ضروس، وإن أنهار الدماء تجري بمحاذاة الفرات الذي يتوسطها، فقنوات (الشرقية، دجلة، الحدث، الجزيرة...الخ) والقنوات الباحثة عن الإثارة، لا تزال تضع خلف مذيعي نشرات أخبارها، صورة لجسر محترق، وأعمدة الدخان تتصاعد، وشبان غاضبين، وصورة بندقية ممدودة، وتكتب بمانشيتات عريضة، ( الناصرية تحترق..)، لكن هل هذه الصورة الإعلامية صحيحة؟، هل فعلًا هذا ما يجري هناك في مدينة كانت واحة الأستقرار والحياة الهادئة طوال عقدين؟.

اما أن هذه الصورة، جزء من عملية " التنميط" الذي تريده هذه القنوات وغيرها لمدينة يراد لها أن تتحول الى ( أنبار ) 2005، أو ( موصل) 2014، ولأسباب معروفة!.

لذا حزمنا الأمتعة، نحو هذه المدينة التي تتوسط الجنوب، كعروس في أحلى بهجتها، ورونقها، فوجدنا المدينة رغم " كِمامات" كورونا، وعلامات الحظر الجزئي التي تنتشر في شوارعها المتعامدة، المتقاطعة بإناقة، مدينة تضج بالحياة، وصور الجمال والهدوء، فكل شيء طبيعي، الحياة مستقرة، الناس تتبضع، الأسواق عامرة، الناس يعيشون بشكل آمن مستقر، المؤسسات الحكومية تواصل عملها، المصارف تفتح ابوابها، الصرافات الآلية يقف خلفها موظفون في الغالب لتسلم مرتباتهم التي صرفت منذ ايام، الهدوء هو السمة الأكيدة.

توغلنا الى عمق المدينة، حيث ساحة السيد الحبوبي، المركز الحيوي والتجاري والسياسي للمدينة، كل شيء فيها هادئ، العيادات الطبية الخاصة تستقبل مراجعيها، الأسواق المليئة بشتى أنواع البضائع، أيضاً مفتوحة تعج بالمتبضعين، كل شيء هادئ وطبيعي، بل وهناك لمسات رومانسية واضحة جداً، فأهل المدينة، يعشقون الجمال والفنون.

في المساء كانت لنا جولات مستمرة بين شوارعها الرئيسية، في صوبيها الشامية والجزيرة، الأسواق والمتاجر مفتوحة، الإضاءة الجميلة تزين شارع الأمام علي الذي افتتح قبل اشهر قليلة، في مناطق شارع بغداد، وغيرها من المناطق يتجمع مثقفو المدينة ورياضيوها ونخبها، في مقاه خاصة جميلة تقدم المشروبات الساخنة، العراقية والتركية والأجنبية حتى، فيما مئات السيارات الحديثة تجوب الشارع، والنساء يتجولن ايضاً بسياراتهن دون مضايقات واضحة، فيما ينتشر رجال المرور بزيهم الطبيعي.

هذه الصورة التي رسمناها، ليست خيالية ابداً والله، بل هي الناصرية بكل ما تستطيع المساحة الصغيرة حصره وتصويره، وأذا كنت متشككًا بهذا، فما عليك سوى زيارة هذه المدينة، وستجد ابنائها مضيافين جداً، ويرحبون بكل قادم لمدينتهم الكريمة السخية الشاعرة ايضاً.

الكاظمي يوصل اعمدة النور  الى أور  بعد إنقطاع 4000 سنة

في الاسابيع الأخيرة، عمل فريق خاص شكله رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، على وضع لمسات جمالية وإبداعية، فضلاً عن عمل دؤوب لاحياء مدينة أور التاريخية التي شهدت ولادة أولى الحضارات على الأرض.

لقد واصل الفريق الحكومي انجاز الكثير من العمل على الأرض، في مساء أمس الثلاثاء، اكمل فريق هندسي مختص في الكهرباء ايصال اعمدة النور الى هذه المدينة للمرة الأولى من 4 آلافسنة، لتضاء زقورتها الشهيرة، التي بناها الملك المصلح، أورنمو، ليصل الى قمتها في عبادته المشهورة للإله السومري نرام سين.

المدينة وادعة ورائعة وكل ما هو جميل ورمانسي ستجده فيها أن كنت تريد أن ترى الصورة من جانبها الأخر، لا من جوانب اولئك الذين يصنعون الاجندة، ويسوقونها وينفذوها على الأرض.

 

 

علق هنا