بغداد- العراق اليوم: يكشف تقرير نشره موقع "ساسة بوست " الاستقصائي، عن توظيف حكومة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي لشركتين امريكيتين تعملان في تشكيل ضغط سياسي ودبلوماسي على صانع القرار الامريكي، لقاء تقاضيهما بضعة ملايين من الدولارات، ابان توليه رئاسة الوزراء بين عامي 2014 – 2018، ويذكر التقرير تفاصيل هذه العقود التي كانت تهدف لتحسين صورة الحكومة العراقية، و"تلميع" صورة رئيسها على ما يبدو، ضمن سلسلة من النشاطات التي قامت بها الشركتان. وجاء التقرير المنشور ضمن سلسلة " الحج الى واشنطن"، عن اللوبيات العربية الناشطة في الولايات المتحدة، أنه" ومع تولِّي العبادي لرئاسة الوزراء، تابعت حكومته العمل مع مجموعة بوديستا، حتى 31 مايو (أيار) 2017، ومنذ عمل هذه الشركة في 2013 لمصلحة الحكومة العراقية أخذت 3 ملايين و865 ألف دولار أمريكي، وقد وقَّع على التعاقد معها السيد جابر حبيب، السفير العراقي في أمريكا آنذاك. بعد تسلُّم العبادي لرئاسة الوزراء العراقية بشكل كامل في سبتمبر (أيلول) 2014 عادت الشركة للعمل بكثافة أكبر، إذ قلَّت أنشطتها مع اندلاع الخلاف في العراق على رئاسة الوزراء. وتستفتح الشركة خدماتها للعبادي باتصالاتٍ عديدة مع وزارة الخارجية الأمريكية، أهمها مع السفير ستيوارت جونز، السفير الأمريكي للعراق (2014 – 2016) وقد عملَ سابقًا سفيرًا للأردن (2011 – 2014)، وقد عملَ دبلوماسيًّا في العراق عام 2004، وعملَ أيضًا مديرًا لشؤون العراق في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض.
واجتمعت الشركة مع ستيوارت مرة ثانية، ولكن حضرَ الاجتماع هذه المرة دبلوماسيان آخران، هما جوناثان كوهين نائب رئيس البعثة الأمريكية في بغداد (2014 – 2016)، الذي اشتغل في السفارة الأمريكية هناك منذ 2004 وحتى 2008، ومارتينا سترونج، التي كانت آنذاك مستشارة سياسية في السفارة الأمريكية ببغداد، وللشركة في هذه الفترة اجتماعات مع موظفين آخرين بالخارجية الأمريكية.
ومن اللافت للنظر اجتماع الشركة بإليوت إيفانز، وهو ضابطٌ في سلاح الجو الأمريكي، عملَ في العراق عام 2004 وعاد إليه في 2008 ليعمل مسؤولًا عن السلامة والحماية للقوى الأمريكية في الرمادي، بحسب ما ذكرَ إيفانز عن نفسه في حسابه على منصة «لينكدإن».
أما في الكونجرس، فقد اجتمعت الشركة مع توم كوتون، عضو لجنة الشؤون الخارجية، الجمهوري الذي كانَ حينها نائبًا ثم صارَ سيناتورًا في 2015، وستتواصل الشركة معه لاحقًا عدة مرات.
توم كوتون، حاربَ في العراق وأفغانستان لخمسة أعوام من 2005 وحتى 2009، وترشح وفاز بمقعد في مجلس النواب الأمريكي بين 2013 – 2014 ثم ترشح ليكون سيناتوراً في مطلع 2015، وفي مجلس الشيوخ انضمَّ للجنة القوات المسلحة ولجنة الاستخبارات.
وتواصلت الشركة في الفترة نفسها أيضاً مع زميله النائب الجمهوري مايكل تيرنر، عضو لجنة القوات المسلحة ولجنة الرقابة والإصلاح الحكومي، وتواصلت الشركة معه لاحقًا بشكل متكرر، وأخيرًا اجتمعت الشركة مع السيناتور الجمهوري مارك كيرك، عضو لجنة المخصصات المسؤولة عن جزء المساعدات الأمريكية المالية والعسكرية.
وقد عارض كوتون الاتفاقية النووية الإيرانية التي رعتها إدارة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، وروَّج للتدخُّل العسكري ضدَّ إيران، وفي مقابلةٍ معه قال إنَّ الحل العسكري لن يكون معقدًا وصعبًا، ولن يتطلب إنزالًا بريًّا للقوات وسينتهي في غضون أيام، وشبَّه الوضع مع إيران بما حصل لإدارة بيل كلينتون حين ضربت العراق في ديسمبر (كانون الأول) 1998 بقصف جوي وبحري ردًّا على تدخُّل الحكومة العراقية في عمل المفتّشين الدوليين الذين عملوا على التحقق من وجود أسلحة دمار شامل في العراق. ويضيف التقرير في موضع أخر" تكشف وثائق مجموعة «بوديستا» عن تصاعد كثيف في أنشطتها لصالح حكومة العبادي مع بداية عام 2015 وحتى نهايته، ولربما سبب الزيادة في الأنشطة كان التمهيد لزيارة العبادي للولايات المتحدة في أبريل (نيسان) 2015، والتي قصدَ فيها البيت الأبيض ليطلب دعمًا أمريكيًّا أكبر لحكومة العراق في حربها ضد تنظيم «داعش»، واجتمع العبادي أيضًا مع جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي آنذاك، واجتمع أيضًا برئيسي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، لتأمين الديون لمساعدة الحكومة العراقية في الحرب ولإعادة الإعمار، خاصة مع انخفاض سعر النفط عالميًّا في ذلك الوقت. لكنّ العبادي خرجَ من البيت الأبيض بـ200 مليون دولار أمريكي فحسب، رغمَ أنّه جاء بفاتورة من مليارات الدولارات، واقتصر الدعم الأمريكي على الوضع الإنساني، وفي وقتٍ س… تم
اضافة التعليق