ليلة ألق الكاظمي.. رئيس وزراء العراق يخطف الأضواء بتلقيه أول إتصال هاتفي يجريه الرئيس بايدن مع زعيم عربي !

بغداد- العراق اليوم:

كتب المحرر السياسي في "العراق اليوم":

ليس سراً نكشفه حين نقول أن حال الزعماء العرب، أو الرؤساء في منطقة الشرق الأوسط برمتها، هذه الأيام مؤسف،  فعيونهم مفتوحة بقوة، وآذانهم مصغية بانتباه الى خطوط هواتفهم، التي لا تزال باردة، وهم بانتظار أول مكالمة يُجريها قاطن البيت الأبيض، الرئيس جوزيف بايدن، للحديث معهم، وبدء صفحة من العلاقات المشتركة بين بلدانهم، لكن هذا لم يحدث أبداً، فالرئيس الأمريكي أختار المنطقة الأهم بالنسبة للولايات المتحدة، وفضلَ أن يذهب الى شريك أساسي وحقيقي في حرب الولايات المتحدة على الإرهاب والتنظيمات الداعشية، وبلد لا يزال يسير - ولو ببطء - نحو ترسيخ الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، ولا يزال شعبه يراهن على تصحيح المسارات بشكل غير عنيف.

نعم، فقد أدار الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، بعد ايام من دخوله البيت الأبيض، قرص هاتفه ليطلب على الخط رئيس مجلس وزراء العراق،  مصطفى الكاظمي، ويبحث معه جملة من الملفات المهمة، ليس أقلها الحوار الاستراتيجي البناء الذي يخوضه العراق مع بلاده، وكذلك العمل المشترك الذي تقوم به حكومتا البلدين من إجل ترسيخ السلام، والعمل على إرساء الاستقرار في المنطقة برمتها، فالرئيس بايدن يعرف ويدرك ويعي أن العراق محور المنطقة، وقطبها الأهم، وقلبها النابض، وأن كل العواصم في المنطقة مؤجلة، حتى يبدأ مع بغداد جولاته الدبلوماسية، ومنها ينطلق خط أي قطار نحو بناء تفاهم شامل يؤمن مصالح الجميع، ويجنب الولايات المتحدة وحلفائها ويلات ومتاعب طويلة.

 أن اختيار الرئيس الأمريكي، للسيد الكاظمي ليس عملية اعتباطية، ولا مجردة من الحسابات الدقيقة، فكل شيء في حسابات البيت الأبيض محسوب بدقة، بل بدقة متناهية، فهناك كما معروف معايرة في ميزان الذهب، ولا شيء متروك للقدر أو الصدفة، أو المجاملة، فجزء من أهمية الرسالة التي أراد بايدن إيصالها عبر هذا الإتصال (المميز)، تتمثل باستمرار إدارة الولايات المتحدة بدعم العراق، ورغبتها الأكيدة في مساعدته على تجاوز بعض مشاكله الآنية، وأيضاً جزء من اعترافها بمحورية دوره، فضلاً عن محاولة بايدن إبداء الثقة الواضحة، وتأكيد الاعجاب والاحترام لمساعي الرئيس الكاظمي وفريقه العامل في تنفيذ وانجاز عملية انتقالية نوعية في البلاد، وعبر تنظيم انتخابات مبكرة شاملة تتمتع بالمصداقية العالية والثقة الشعبية التي ستقود الى انطلاقة جديدة في العراق.

ومع هذا، فنحن ندرك جيداً مدى الانزعاج الذي سيرتسم على ملامح بعض الزعماء والملوك والرؤساء في هذه المنطقة، وسنرى ذلك في تفاصيلهم الإعلامية اللاحقة، لكن المؤكد أن الجميع في هذا العالم سيعرف مدى حجم وإمكانات وقيمة العراق العالمية، ومدى قدرته على العودة كلاعب مهم ورقم صعب في معادلات السياسة والاقتصاد في منطقة الشرق الاوسط برمتها، أن لم يكن في العالم ككل.

لذلك يحق للعراقيين اليوم الفخر والاعتزاز بهذه القيادة الشابة الوطنية الطموحة، والتي تحظى باحترام عالمي وتقدير رفيع مميز بين رؤساء الحكومات في هذه المنطقة، ويحق لهم أيضاً الاطمئنان الى أن قرارهم الوطني أصبح بأيديهم منذ تولي الكاظمي مسؤولياته.

هي ليست كلمات مجاملة ندونها في سطور هذا التقرير، فربما لا تشكل كلماتنا هذه شيئاً أمام ما تردد وما تناقل، وما كتب وسيكتب منذ ليلة أمس واليوم وغداً وبعد غد، على لسان كبار الصحفيين والإعلاميين في العالم، وما بثته وستبثه شاشات وصفحات وكاميرات وميكروفانات آلاف القنوات الفضائية والوكالات والإذاعات وكبريات الصحف في مشرق الأرض ومغربها، حيث يتردد إسم. بايدن، واسم الكاظمي - مصحوباً بإسم العراق - لاغير ..

لقد كانت ليلة أمس ليلة الكاظمي بحق .. وليلة العراق الذي أرغم الجميع على الإعتراف بأهميته ودوره وموقعه وتاريخه، بل وحاضره أيضاً رغم الظروف والصعوبات!

شكراً مصطفى الكاظمي ..

*********************************************************

*********************************************************

 

 

 

 

علق هنا