البابا يريد أن يفتح بوابة التأريخ من أرض أور العظيمة ويؤكد: سأصل العراق من إجل الناس هناك

بغداد- العراق اليوم:

أنه حلم كل البابوات تقريباً، أنهُ حلم الراحل البابا يوحنا بطرس الثاني، الذي لم يتحقق في لحظاته الأخيرة، أنه الحلم الأعظم بالوصول الى أرض النبوات القديمة، أرض التوحيد، أرض الرسالات، أرض الحرف، وأرض كلكامش، أرض عشتار وديموزي وكل ما حوته  أرض الوادي الخصيب.

وهذا قداسة البابا فرانسيس، رأس الكنسية الكاثوليكية في العالم، والحبر الأعظم الذي يحمل الرقم 66 بعد المائتين، يستعد للرحلة الخلود، وسفر الأسفار، ويتأهب الآن، ومتاعه الإيمان السماوي، ليشد الرحال نحو ارض القداسة الأولى، والقداس الثابت في هذه البقعة المقدسة، حيث ولد ابو الانبياء، وسيد الرسالات السماوية، ابراهيم الخليل ( عليه السلام)، حيث شكلت هذه الأرض انعطافة كبرى في تاريخ العالم.

"العراقيون سيرون البابا موجودا في بلادهم". بهذه الكلمات المُلهمة اعاد البابا التأكيد على تمسكه بتحقيق حلمه التأريخي، وقال البابا فرنسيس إنه مصمم على زيارة العراق في أوائل مارس بصفته "راعي المعذبين".

وشدد البابا على أنه حتى وإن كانت تعليمات التباعد الاجتماعي يمكن أن تُضطر العراقيين الى متابعته عبر شاشات التلفزيون، "فإنهم سيرون أن البابا موجود في بلادهم"، موضحا مع ذلك أنه يمكن أن يغير رأيه في حالة حدوث موجة جديدة من كوفيد-19 في العراق.

واوضح البابا الذي يسافر دائما على متن طائرة مستأجرة إنه سيكون جاهزا إذا لزم الأمر للسفر في طائرة ركاب عادية.

وكان البابا البولندي الراحل يوحنا بولس الثاني يعتزم زيارة العراق في ديسمبر 1999، لكن ذلك لم يتحقق بعد مفاوضات مع الدكتاتور صدام حسين.

وقال الكاردينال لويس ساكو بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق لفرانس برس إن البابا سيلتقي خلال زيارته المرجع الكبير علي السيستاني في مدينة النجف.

وفي بغداد، سيقيم البابا قداسًا في كنيسة سيدة النجاة التي تعرضت لهجوم دامٍ في عام 2010 أدى الى مقتل عشرات من المصلين.

وسيسافر الى الموصل ومنطقة سهل نينوى المحيطة بها التي سيطر عليها تنظيم داعش  في 2014، وسيزور مدينة أربيل حيث سيقيم قداسًا في ملعب في كبرى مدن إقليم كردستان الذي لجأ إليه عدد كبير من المسيحيين بعد هجمات تنظيم داعش  على بلداتهم وقراهم.

وقال ساكو إن البابا سيقيم صلاة مشتركة بين الأديان في أور في الناصرية ، بحضور ممثلين لطوائف عراقية واسعة النطاق - من الوجهاء الشيعة والسنة واليزيديين والصابئة.

وتعليقًا على أهمية الزيارة، تقول الكاتبة مينا العريبي في مقالة منشور لها، تابعه ( العراق اليوم)، " لا شك أن زيارة البابا إلى العراق ستكون لها أهمية خاصة للمسيحيين من أبناء العراق، وخاصة من أتباع الكنيسة الكاثوليكية، رغم أن الزيارة بالفعل تعني كل العراقيين، لأنها تحمل دلالات ورسائل مهمة".

وتضيف "  الرمزية التي تحملها زيارة البابا يمكن اختصارها على ثلاثة أصعدة رئيسية؛ أولاً، تمثل دعماً لمسيحيي العراق وتؤكد أهمية وجودهم في البلاد واستمراريتهم رغم صعوبة العيش حالياً. من المؤسف أن أعداد المسيحيين في العالم العربي تتراجع سنوياً ولقد تراجعت بشكل ملحوظ في العراق مع الهجرة العالية بسبب أزماته المتتالية. وبعد أن كان المسيحيون يشكلون حوالى 12 في المائة من سكان العراق، باتوا يشكلون نسبة أقل بكثير، يقول البعض إنها أقرب إلى 1 في المائة اليوم  .

وتتابع " أما على الصعيد الثاني، فالزيارة تعتبر مؤشراً على مكانة العراق وأهميته إقليمياً ودولياً، على الرغم من كل المصاعب التي يشهدها.

وتضيف أيضا" أما على الصعيد الثالث، فتشكل الزيارة مرحلة مهمة للحد من التطرف وكبح جماح من يدعو إليه. وفي الحقيقة، هذا التطرف يأتي ليس فقط من «داعش» والمجرمين التابعين للتنظيم الإرهابي، بل من المتطرفين الذين يرفضون التنوع الديني الذي لطالما امتاز وتمتع به العراق. زيارة البابا إلى الموصل وقرقوش في سهل نينوى المرتقبة ستكون ذات رمزية عالية بعد أن سعى أتباع «داعش» لطرد أبناء نينوى من وطنهم التاريخي".

 

علق هنا