خليفة ميركل المحتمل.. نصيحة وفضيحة

بغداد- العراق اليوم:

يميل ماركوس زودر للتباهي ويفقد صبره سريعا، حتى إن ميركل لاحظت ذلك ونصحته يوما ما قائلة: هناك قوة في الهدوء.

الأمر انحسر بين شخصين لا ثالث لهما، أرمين لاشيت وماركوس زودر، لخلافة المستشارة أنجيلا ميركل في حكم ألمانيا عقب الانتخابات التشريعية المقررة سبتمبر/أيلول المقبل.

لكن ماراثون الشخصين باتجاه المنصب الرفيع لابد أن ينتهي في مارس/آذار المقبل، ويعلن اسم من حسم المعركة الثنائية.

وحتى هذا التاريخ، تضع الصحافة حياة لاشيت، رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي "الحزب الأكبر"، وزودر، رئيس الحزب الاجتماعي المسيحي "الأصغر"، تحت المجهر.

وبصفة عامة، يشكل الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الاجتماعي المسيحي، تحالفا انتخابيا وسياسيا تحت اسم "الاتحاد المسيحي"(يمين وسط)، يقود الانتخابات موحدا منذ عقود، ويصبح قائده مستشارا بشكل تلقائي في حال فوز التحالف بالانتخابات التشريعية.

وفيما يتعلق بشخصية زودر، يبرز كتاب "زودر.. السيرة الأخرى" الذي كتبته مؤخرا الكاتبة المقربة من السياسي الصاعد بقوة، آنا كلاوس، إذ يظهر جوانب غير معروفة عن حياته وطباعه.

وكتبت كلاوس "زودر يميل للتباهي ويفقد صبره سريعا، حتى أن ميركل لاحظت ذلك ونصحته يوما ما قائلة: هناك قوة في الهدوء".

وتابعت الكاتبة "رغم ذلك، يندفع زودر دوما للمقدمة على قدر ما يستطيع.. يملك عقلا ذكيا للغاية، لكنه يتصرف مثل طالب الصف المتفوق الذي يفرح بالحصول على درجة أعلى من كل زملائه".

وأضافت "يفتقر للقرب من الناس العادية، ولم أره مطلقا جالسا مع أناس عاديين على طاولة واحدة بعد إلقاء خطاب في حانة للبيرة كما يفعل السياسيون في إقليم بافاريا "جنوب"".

الكاتبة تابعت "لم يكن ماركوس زودر مشهورا على الإطلاق قبل سنوات، لكنه كان يعرف طريقه جيدا منذ البداية"، مضيفة "في مسيرته المهنية، كان خصومه أكثر من أصدقائه حتى في داخل حزبه".

وأوضحت "حتى أن هورست زيهوفر، وزير الداخلية الحالي والرئيس السابق للحزب الاجتماعي المسيحي، كان يريد منع زودر من خلافته في قمة الحزب، لكنه فشل".

ومضت قائلة "كان زودر طموحا للغاية وأعد نفسه جيدا للفوز برئاسة الحزب، وبعد شد وجذب ومساومات، نجح في فرض نفسه".

وتابعت "يمكن أن يسير الأمر بنفس الطريقة في تنافسه مع لاشيت على منصب المستشار، وأتوقع أن يصمد زودر ويفوز في النهاية".

وعن اتهام زودر بتسريب خبر تورط رئيسه السابق هورست زيهوفر في علاقة غير شرعية، للصحافة، قالت الكاتبة الألمانية "لم يحدث"، موضحة "عشيقة زيهوفر هي من سربت خبر علاقتها به وحملها منه قبل سنوات وليس زودر".

وحول حياته الشخصية، قالت كلاوس "حتى يتسنى لعائلته وأطفاله الأربعة أن يكبروا بشكل طبيعي قدر الإمكان، فإنه يبقيهم بعيدا عن وسائل الإعلام ولا يظهر إلا مع كلابه".

وفي مارس/آذار المقبل، يخوض زودر ولاشيت مفاوضات ومساومات لاختيار أحدهما قائدا لقائمة الاتحاد المسيحي في الانتخابات التشريعية، وبالتالي خلافة ميركل على رأس الحكومة. ويتوقع مراقبون أن تكون المفاوضات صعبة ويستخدم فيها الطرفان عدد من أوراق الضغط، وشبكات العلاقات.

 

 

علق هنا