تفجيرات بغداد الدامية .. الأبعاد الحقيقية والمأمول منها

بغداد- العراق اليوم:

أمتدت يد الغدر والجريمة والأرهاب مرةً اخرى لتضرب بغداد العاصمة، في صباح دامً، ولحظات عصيبة مرت على مدينة السلام، في وقت يترقب العالم بأسره مصير المنطقة برمتها، مع التغيير الدراماتيكي الذي شهدته الولايات المتحدة، والانتقال السياسي غير المرن  للسلطة فيها، وسط تفاؤل حذر، أن يقود الرئيس المُنتخب عملية التفاوض مجددًا، ويطلق سفينة التقارب مجددًا في المياه الدافئة، بعد سنوات من التسخين الهائل، والشد غير المسبوق، حد أنه أوهم " الكثير من المحللين" بوقوع شيء ما مع قرب انتهاء رئاسة الجمهوري فوق العادة، دونالد ترامب، لكن الأمر مضى الى نهايته بسلام على ما يبدو.

بغداد التي استفاقت اليوم، على تفجيرين غادرين في ساحة الطيران، حيثُ يتجمع العمال والفقراء والكسبة والمارون من هناك، قد تغير من استراتيجياتها المتبعة حاليًا، لاسيما مع رغبة واضحة لدى رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، في  إدارة عملية وعلمية وتقنية للملف الأمني، وانهاء حالة التشظي التي كانت تعطل جزء من عناصر العملية الأمنية، لصالح التقاطع الشديد في وكالات المعلومات، وأجهزة التنفيذ.

المعلومات التي رشحت لغاية الآن، والتي تابعها ( العراق اليوم)، عن الاجتماع الأمني الطارئ الذي عقده رئيس مجلس الوزراء، وعدد من القادة الأمنين، اشارت الى ان تغييرات سريعة وحاسمة ستجري خلال الساعات القادمة وستطال عددًا من القيادات الأمنية والاستخبارية ولربما القيادات الميدانية، فضلاً عن اجراءات اخرى لم يجرِ الإفصاح عنها او تفاصيلها الأمر الذي يشير الى ان المعالجات الأمنية ستكون شاملة وهيكلية هذه المرة، ولن يكتفي الكاظمي بمجرد مراجعة الخطط الموضوعة، قدر ما سيكون اجرائياً وحازماً في تفاصيلها.

نأمل ان يواصل رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، هذا المسعى، وأن يطور من أداء الأجهزة الأمنية والاستخبارية، ويمدها بما تحتاج من عون ومساعدة كي تستطيع منع مثل هذه الاختراقات الجبانة، والتي لا تدل الا على ضعف وخسة من يقف ورائها ومن يخطط لها.

علق هنا