على ضوء إزدحام برنامجه اليومي بالأنشطة والمهمات.. هل 24 ساعة في اليوم تكفي الكاظمي ؟

بغداد- العراق اليوم:

من يتابع يوميات رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، سيجد أن يومه الذي يقضيه معظمنا، بساعات عمل محددة، وساعات راحة وتسلية، وجلوس في المقاهي او متابعة التلفاز او وسائل التواصل الاجتماعي، سيجده يوماً حافلاً عند هذا الرجل الذي يواصل الساعات الطويلة بعضها ببعض في حركة مكوكية، أو لقاءات متواصلة، وحركة تبتدأ باكراً، ولا تنتهي عند ساعة معينة، فالكاظمي لا يترك لنفسه ولأسرته وقتاً على ما يبدو، فهو في حالة نشاط دائم، وحراك دؤوب، ووعي، وإنتباه متوقد لكل ما يحدث ويحصل، ويدير مختلف الأمور بنفسه وبإشرافه الشخصي.

في بلد مثل العراق، يندر ان تجد ساعة واحدة غير مليئة بالأحداث والمتغيرات، فكيف اذا كانت هذه الساعة لرجل يدير البلاد برمتها، يقطع الكاظمي الساعات والأيام منذ توليه المنصب، منكباً على العمل، لا يتوقف، ولا يستريح، فالتركة هائلة، والحمل ثقيل، والاستحقاقات على كتفيه ضاغطة، والأمر برمته يقع على عاتقه.

إن هذا العمل الحكومي الشاق، طبعاً ينجز بوتيرة اعلى من السابق، وبدقة اوضح مما كان يجري، فشتان بين رئيس وزراء كان يأوي الى فراشه عند حلول المساء، وبين رئيس وزراء لا يفرق بين ساعات نهاره وليله، حيث العمل واحد والمهمة مستمرة، ولا يتراجع ابداً او يستكين للدعة والاتكال على معاونيه او مساعديه أو مستشاريه كي يديروا الأمر.

ميدانية الكاظمي، وحضوره الشخصي، ومواظبته على العمل، نجحا برأينا في أن يتحقق الكثير في مختلف القطاعات التي تتعلق بشخص رئيس الحكومة، وموقعه.

فالرجل حاضر في الملف الأمني والعسكري، ومتابع جيد لكل المواقف الميدانية، لاسيما في مواقع العمليات التي تجري فيها مواجهات مع بقايا فلول داعش وغيرها،  وتجد الكاظمي في حضور دائم مع الملف الاقتصادي والمالي، ويباشر مسؤوليات جسام في سبيل الخروج من دائرة الخطر التي تتهدد البلاد، فضلاً عن حضوره في كل تفاصيل العمل الحكومي في القطاعات الصحية والحياتية الأخرى.

هذه الهمة والشعور العالي بالمسؤولية، والحرص على أداء الأمانة تعيدك الى ذاك الزمن الذي كنا نتحدث فيه عن رجال مخلصين نذروا أنفسهم لبلدانهم من إجل خلاصها ورفعتها وازدهارها، بعد ان أفنوا اعمارهم في عمل دائم لتزدهر البلاد ويطمئن العباد، ولتكون ربيعاً للفقراء، رغم تأمر المتآمرين.

لذا نتمنى ان يواصل الكاظمي ومن معه هذا العمل الجبار وبهذه الروح المسؤولة، ليؤسسوا لنا أرثاً وأعرافاً راسخة في تفاني واخلاص والتزام وأمانة المسؤول الحكومي الحريص على بلاده.

ربما الكاظمي الذي لايملك الظروف والإمكانات التي تعينه على تحقيق ما يتمناه هو للعراق، وما نتمناه نحن لاهلنا العراقيين، لكننا نملك قول الحق، ونستطيع أن نجهره ونعلنه بقوة، فكلمة الحق يجب أن تقال للأمانة والتاريخ، خاصة وإن الرجل لم يستسلم رغم قسوة الظروف، فها هو اليوم يحفر في الصخر الصلد من اجل أن يحقق شيئاً لشعبه، وهذا يكفينا لأن نقول له: أحسنت وأجدت دولة الرئيس !

علق هنا