رسالة الى الرئيس الكاظمي: العراق مقبل على إستقبال اعظم شخصية دينية في العالم، عجزت حكومة صدام حسين عن استقبالها

بغداد- العراق اليوم:

في الثامن من ديسمبر من العام الماضي، كانت إذاعة الفاتيكان، تبثٌ خبراً مهماً للغاية عن أول جولة خارجية يُجريها الحبر الأعظم خارج أسوار الفاتيكان منذ عام 2019، وبعد بدء تفشي وباء جائحة كورونا.

ما الجديد في هذا؟، الجديد، هو وجهة البابا فرنسيس رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم، الرجل الذي يتبعهُ قرابة ملياري مسيحي في شتى اصقاع الأرض، والرجل الذي يمثل اعظم كنهوت ديني في هذا العالم، حيث سيحط هذه المرة في أرض النبوات والديانات، سيحلُ ضيفاً مرحبًا به وبحفارة كبرى في أرض العراق، البلاد التي عرفت أولى الديانات، وأرخت لأولى الحضارات، وعلى أديمها شيد الأنسان أول معابده، وتوجه لعبادة الإله الواحد.

هذا النبأ الذي تناقلتهُ كبرى وسائل الإعلام الدولية، وكبريات الصحف والوكالات الخبرية في العالم، قال أن "زيارة الحبر الأعظم ستكون في ربيع هذا العام، حيث ستبدأ من الخامس الى الثامن من مارس / أذار المقبل، مما يعني أن العراق مُقبل على استحقاق تاريخي لم يسبقه استحقاق مشابه منذ أن عرفت البلاد الوجود المسيحي في تاريخها قبل حوالي الفي عام".

بداهةً، يشي اختيار البابا فرانسيس لهذه البلاد دون غيرها من بلدان العالم، بأنها ذات عمق حضاري، وجذر ديني عريق، ومهمة جداً للحوار الهام والملهم بين العالمين المسيحي والإسلامي، لذا قرر ان تكون هذه الزيارة الرسولية لها، ليقف في حضرة أبي الأنبياء أبراهيم الخليل في أرض أور، ويصل الى نينوى مدينة المسيحيين العراقيين، وقره قوش واربيل، فضلاً عن العاصمة بغداد.

هذا الحدث العالمي المثير والمهم والذي سيكون مركزاً لاستقطاب اهتمام العالم بأسرهِ، يجعلنا أمام سؤال مهم ومحوري وحساس وخطير أيضاً، فماذا اعددنا كحكومة وكشعب أمام هذه الزيارة المباركة، وكيف يمكننا ان نستثمر حلول مثل هذه الشخصية التي يتبعها ربع سكان الأرض روحياً، ويتأثر بها عدد هائل من البشر، كيف ستتعامل حكومتنا مع مثل هذا الحدث الذي لن يتكرر أبداً، على الأقل خلال القرن الحالي؟.

هنا ينبغي علينا كإعلام وصحافة مستقلة ان نساهم بتذكير أصحاب الرأي والقرار، بما عليهم أن يبادروا به منذ هذه اللحظة، وصولاً الى الخامسِ من مارس/ اذار المقبل، حيث لحظة وصول البابا الـ 266 في تسلسله ضمن بابوات الكنيسة الكاثوليكية.

أعظم حدث إعلامي حول العالم خلال 2021

يرى خبراء ومتابعون للشأن الإعلامي في العراق والعالم، أن " هذه الزيارة ستكون الحدث الأهم إعلامياً خلال هذا العام على الإطلاق وستوفر للعراق مادةً اعلانية وإعلامية لا تحظى بها أي دولة على الأرض، ولن تستطيع أن تسوقها اكبر القنوات العالمية الكبرى، كالسي أن أن، والبي بي سي، وغيرها، أو أقوى شركات الانتاج الدعائي السينمائي في هوليود، مما يعني أن العراق مقبل على تحصيل أكبر وأفخم  رصيد ورأسمال إعلامي بتاريخه، فهل ستستغل هذه الفرصة حكومة الكاظمي بتعزيز مكانة العراق، وتحويله الى بؤرة استقطاب عالمي للأضواء، ونقل صورة مشرقة عنه للعالم بأسره بعد أن شبع العالم من الصور العراق المنطفئة والبائسة".

واضافوا  أن " هذه الزيارة ستحظى بتغطيات إعلامية تكاد تكون الأشمل والأعم حول العالم، وستقوم كل الفضائيات العالمية وبكل اللغات واللهجات بنقل هذا الحدث وبثه مباشرةً، والتغطية المستمرة له، فضلاً عن إعلانه في كل كنائس العالم في مختلف بقاع الأرض، بما يعني أن أسم العراق سيتم تداوله على أكبر وأوسع مستوى بشري منذ آلاف السنين".

وتابعوا " على المستوى السياسي فأن الانطباع الذي ستتركه هذه الزيارة في حال نظمت، ونجحت هو وجود حكومة وطنية تحظى بثقة اكبر زعيم روحي حول العالم، وقد نجحت في تأمين وصوله الى أرض العراق، حيث كانت رغبة البابوات السابقين، لاسيما البابا الراحل يوحنا بولس الثاني الذي حاول جاهداً زيارة العراق، والوصول الى مدينة أور في العام 1999،  لكن حكومة صدام حسين انذاك، وبكل قبضتها الأمنية الفولاذية، تعذرت، لكونها لا تستطيع تأمين الزيارة، ولا حماية الحبر الأعظم، فيما سيكتب لحكومة الكاظمي هذا النجاح الكبير أن حققته".

البابا يختار أرض العراق لأهم رسالة للبشرية

فيما رأت شخصية دينية مسيحية، أن " البابا فرنسيس باختياره أرض العراق لزيارتها بعد اشهر طويلة من عدم الظهور او السفر، أنما أراد أن يبرق بأهم رسالة الى العالم بأسره، مفادها أن هذه الأرض هي مهد البشرية، وهي ارض السلام والمحبة والآخاء، وأنها  أرض مقدسة، وفيها تتجاور الأديان، وتتعايش التنوعات بكل تفاصيلها، ومن هذه الأرض المهمة تستطع أنوار الأخوة البشرية، ومنها تنبع مياه التقارب الروحي بين كل البشر، وبذا فأن في هذا دلالة عظيمة على أهمية العراق، الأرض والأنسان في عمق الوجود الديني المسيحي، فضلاً عن عمقه الحضاري والثقافي والديني بالنسبة لشعوب المنطقة والعالم بأسره، وهذا أيضاً يدل على أن هذه الأرض جديرة ان يختارها خادم خدام الله ليرسل منها رسالة السلام للبشرية".

وأضافت أن " هذه فرصة لتهنئة حكومة الكاظمي التي خصتها قداسته بثقته، وأختار ان يزور العراق في عهدها، وهذا شرف عظيم لها، وسيكون له الأثر الطيب في قلب البشرية المحبة للخير والتسامح، ورسالة التآخي التي ينشرها أسقف روما في ربوع الأرض الطيبة".

خلية عمل برئاسة الكاظمي شخصياً

فيما طالب مراقبون ومتابعون لهذه الزيارة، دولة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي شخصياً، ان يلي هذه الزيارة التاريخية الأهمية الكبرى، وأن يضعها على جدول اعماله، بل ويشكل لجنة او خلية عمل عليا برئاسته شخصياً تتولى اعداد برنامج الزيارة بكل تفاصيلها، وأن يشرف على كل ما سيكون فيها وما تتضمنه من جزئيات ولن يسمح لغيره من الرئاسات لإستثمارها لإغراض شخصية ضيقة.

وقال المراقبون لـ (العراق اليوم)، أن " الرئيس الكاظمي مطالب شخصياً أن يشرف باعتباره القائد العام للقوات المسلحة على اعداد خطة أمنية محكمة ومتكاملة لحماية هذه الشخصية العالمية المهمة، وبناء برنامج امني متكامل يضمن نجاح الزيارة بشكل تام، وأن يكلف من يراه مختصاً وجديراً بثقته لإدارة ملف الزيارة أمنياً وميدانياً، كما أن المطالبة أيضاً، ان يكون البروتوكول الرسمي لائقاً بالعراق وبأهميته وأن تتولى الحكومة عملية الاستقبال والتوديع، والتنسيق التام لبرنامج الزيارة الرسولية بكل تفاصيلها، وأن نتجنب حالة التدافع المؤسفة التي كانت تجري بين الرئاسات الثلاث في أحداث بروتوكولية سابقة، وتسببت بضياع القيمة الرمزية لمختلف الفعاليات التي احتضنها او شارك  بها العراق".

شخصيات مسيحية غير تقليدية في استقبال البابا

وطالب المراقبون أن "يخصص رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي دائرة مختصة تشكل لغرض تنظيم هذه الزيارة، وأن ينتدب لها خيرة الشخصيات المعروفة بالخبرة والحرفية، والقدرة على ادارة وتنظيم مثل هذه الفعاليات بشكل لائق، ولا بأس ان يُشرك فيها من الشخصيات العراقية المسيحية ذات الأبعاد الدينية او الفنية والثقافية، وإبعاد الجانب السياسي قدر الإمكان عن هذه الزيارة الدينية الروحية، وإظهار العراق بمظهر التكامل الحقيقي، والفريق المنسجم، ولذا فأن رئيس الوزراء مطالب من الآن بإصدار أوامره بتشكيل مثل هذه الدوائر واللجان".

لقاء مع مرجعيات دينية كبرى

واقترح المراقبون أن " يجري الإعداد لعقد لقاء موسع او تنظيم زيارات لقداسة البابا لبعض الشخصيات الدينية ذات البعد الروحي الكبير والمؤثر، كاللقاء بالمرجع الأعلى السيد السيستاني في النجف الأشرف، او اللقاء بالمجمع الفقهي العراقي وكبار علمائه الأفاضل، وكذلك رئيس الطائفة المندائية، ورئيس الطائفة الأيزيدية، وغيرها من الشخصيات الدينية العراقية التي تحظى بتقدير واهتمام ورعاية الحكومة العراقية تحت سلطة الدستور الذي كفل التنوع، وراعى حرية العقيدة والإيمان بشكل واضح، وليرى العالم تنوع وموزائيكية المجتمع العراقي".

لجنة خدمية عليا لتزيين بغداد والمدن التي سيزورها البابا

وأختتم المراقبون مقترحاتهم التي وجهوها الى رئيس الوزراء بتشكيل لجنة خدمية عليا تأخذ على عاتقها تزيين المدن وتنظيف الشوارع التي سيسلكها موكب البابا في زياراته المتعددة، وأن تعكس هذه المدن والشوارع الوجه الحضاري لهذه البلاد وأهلها وحكومتها، وحبذا لو منح الشارع الموصل بين مطار بغداد ومركز العاصمة اهتماماً خاصاً  لان وضعه الحالي بائس ومخجل، ولا يليق بمدخل لعاصمة تحمل أرثاً حضارياً تاريخياً مجيداً وزاهراً ".

 

علق هنا