صحيفة: دوائر أمنية في بغداد تتبادل كما هائلا من التحليلات عما سيجري بذكرى حادثة المطار

بغداد- العراق اليوم:

أكد مسؤول عراقي رفيع، السبت، أن خلاصة التحليلات التي وردت في تقارير حكومية طارئة بشأن التوتر الإقليمي فيما يتعلق بالصراع الأميركي الإيراني، لا تقدم سوى سيناريوهات ينقض بعضها الآخر.

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر رفيعة، قولها في تصريحات اليوم، 2 كانون الثاني 2021، إن "مستوى التهديدات يمكن تلخيصها،  من خلال معلومات منقوصة تعتمد كثيرا على التخمين، إلى ثلاثة احتمالات، حيث تؤكد بغداد بان  ليس لديها يقين ثابت عما سيجري، لأن جزءا كبيرا من التجاذبات والتفاهمات الحذرة يمر بقنوات خاصة بين إدارة بايدن وطهران، دون المرور بغداد، المعنية أكثر بتلقي شظايا النزاع".

وتابع تقرير الصحيفة ان "الحرب المفتوحة لن تحدث، بحسب ما أفاد به مستشارون سياسيون في كتل شيعية كبيرة، حتى لو طارت القاذفات أسبوعا كاملا دون توقف، ويستند هؤلاء لاستبعاد هذا السيناريو إلى معلومات من دوائر سياسية إيرانية تفيد بأن النظام في طهران يواجه حسابات معقدة بين مراقبة تحركات الرئيس الخاسر دونالد ترمب، والترحيب بالضغط على الفائز بالبيت الأبيض جو بايدن".

وبحسب المصادر، فان "خطة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لتفادي تفجر الوضع بين واشنطن وطهران يشمل تشغيل خطين بالتزامن، يقضي الأول بفتح حوارات جدية مع الإيرانيين والفصائل لمنعها لوقف التصعيد، ويتضمن الآخر إظهار مستوى أعلى من القوة بوجه الجماعات المسلحة في العراق، ويبدو أن المسؤولين العراقيين مقتنعون بجدوى هذا السيناريو لإقناع طرفي الصراع بالابتعاد عن الميدان العراقي، لكن المعطيات لا ترجحه حتى الساعة".

وفي الساعات الماضية تبادلت دوائر القرار الأمني في العراق معلومات وتحليلات عما سيجري في الذكرى الأولى لاغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، هل ستنتقم إيران وحلفاؤها، وكيف سترد واشنطن؟ تخمينات ومؤشرات غير مكتملة، الثابت فيها أن "العراق مسرح الاحتمالات".

واستبعد التقرير أن يكون العراق مسرحا لعمليات عسكرية، حيث أضاف انه "في أجواء هذه الحسابات، يزداد التعقيد على إيران من جهة القدرة اللوجيستية على تنفيذ هجمات نوعية، كما أنها تدرك أن مواقعها الاستراتيجية مكشوفة أمام القوات الأميركية، وهذا ما تفسره التصريحات الأخيرة لقائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني، عندما قال إن الانتقام من الأميركيين سيتم من داخل بيوتهم، في إشارة إلى عمليات تقليدية، في غير مسرح العراق".

وأشار التقرير إلى ان "استبعاد الحرب المفتوحة، يرفع من أسهم احتمالات تقليدية للاشتباك بين طهران وواشنطن، ففي بغداد، ومنذ ليلة رأس السنة، انتشرت مجموعات تنتمي إلى فصائل شيعية مسلحة في الشوارع، النية المعلنة من لافتات قاموا برفعها كانت الاستعداد لحفل تأبين يوم الأحد، يرجح أن يقام في ساحة التحرير"، لكن مصادر عراقية، قالت إنها اطلعت على تقارير أمنية، ترجح أن يكون هذا التحشيد مقدمة لأفعال انتقامية مباشرة ضد مصالح أميركية في العاصمة.

ويقدر مسؤولون عراقيون "السيناريو المتاح" لتنفيذ عمليات انتقامية، عبر إحالة المهمة إلى الجمهور الموالي، واستعمال الطرق التقليدية في تنفيذ هجمات على غرار اقتحام السفارة الأميركية في بغداد، رغم أن نخبة طاقمها الدبلوماسي تم ترحيلها إلى مواقع بديلة داخل العراق وخارجه.

وكانت وسائل إعلام إيرانية قد تداولت قبل أيام انباء عن قيام رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، قبل أيام بإيفاد المستشار أبو جهاد الهاشمي إلى طهران، وقامت طهران برفع السرية عن الزيارة التي تضمنت اجتماعات مع مسؤولين إيرانيين، في حين تحدثت المصادر عن اجتماع منفصل مع زعيم عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، لإعادة ضبط الهدنة مع الأميركيين.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن "هذه المرحلة من النزاع الأميركي - الإيراني تعكس ذروته الأقصى، منذ أن تراجع الطرفان عن ضبط قواعد الاشتباك لأسباب جيوسياسية بعد انتهاء المعارك ضد تنظيم داعش عام 2017، ومن ثم الاستغناء عنها تماما منذ مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، في الثالث من كانون الثاني الماضي، فيما يؤكد خبراء عراقيون في أن بلوغ النزاع الإقليمي هذه المستويات الخطيرة، والعلنية، سببه عجز المنظومة السياسية العراقية عن فرض إيقاعها على مسار الأحداث، إلى جانب تحولات بمنطقة الشرق الأوسط.

علق هنا