مراسل (العراق اليوم) في الناصرية يرسم بريشة الصحفي المحايد صورة لساحة الحبوبي ومحيطها : هكذا أرى ما يجري أمامي في هذه اللحظة !

بغداد- العراق اليوم:

منذ اشتباكات أمسِ الجمعة، افاقت مدينة الناصرية على اغلاق تام لكل الأسواق والمحال التجارية، فضلاً عن توقف شبه تام للحركة في شوارعها بعد قيام مجاميع من الشبان الذين تقل اعمارهم في الغالب عن 25 عام على قطع الجسور الثلاثة الرئيسة في المدينة بإطارات، وأضرام النار فيها، وأيضاً استمرار مجاميع اخرى تستقل عربات صغيرة تسمى محلياً بـ (الستوتة)، ودراجات بخارية صغيرة بالتجوال في الشوارع المقطوعة، مع ترديد هتافات مناوئة للتيار الصدري، ومتوعدة، وسط غياب شبه تام للقوات الأمنية، وأزدياد المخاوف بين الأهالي من تجدد الصدامات بين اتباع التيار الصدري، وهذه المجاميع التي عاودت الدخول الى ساحة الحبوبي مجدداً، لتشتبك مع قوات مكافحة الشغب التي حاولت الانتشار في المكان بعد ان تم رفع الخيم منه في ساعات الفجر الأولى من قبل الدوائر البلدية، الا أن هذه المجاميع هاجمت قوات الشرطة بالعصي والحجارة،  وإلقاء قنابل "المولتوف" مما أدى الى إنسحاب هذه القوات الى اماكن بعيدة عن الساحة.

في هذا الوقت، ثم عادت بعض المجاميع القيام بمحاولة نصب خيام جديدة، عوضاً عن تلك التي احترقت خلال المصادمات الدامية أمسِ الجمعة، وسط تذمر شعبي واسع من تحول مركز مدينة الناصرية، الذي يعتبر الشريان الرئيس لأقتصادها وأسواقها الى ساحة لتصفية الحسابات بين الجماعات التي تدعي انتمائها لثورة تشرين، وبين بعض الجماعات.

وقال محمد سعيد، وهو صاحب محل لبيع الأكسسوارات في مكان قريب من الساحة، لـ (العراق اليوم)، أن " هذه الساحة مغلقة منذ اكثر من عام، مما تسبب بخسائر فادحة، ومع بقاء الخيام فارغة، لكن لا نستطيع رفعها، ولا تستجيب قوات الشرطة المحلية، ولا السلطات هنا للمناشدات التي نطلقها، ونخشى ردة فعل بعض المنفلتين هنا ان اقدمنا على الطلب منهم رفعها من امام محالنا، وقد تكبدنا خسائر فادحة، وايضاً تضررت محال كثيرة نتيجة الصدامات المستمرة في هذا المكان".

وأضاف أن " المدينة تعاني من شلل تام منذ عام، لاسيما ان التظاهرات قد انتهت عملياً في ساحة التحرير وسط بغداد، ولا ندري من هي الجهات التي تصر على ابقاء الحبوبي خارج سيطرة الدولة، وأيضاً تحوله الى مكان لتجمع شبان في الغالب من خارج المدينة".

فيما رأى صاحب محل أخر، يدعى حسن أبو علاء، أن " ساحة الحبوبي تحولت للأسف الى مكان للتصادم والقتال، مع أنها مركز الناصرية التجاري، وأيضاً هي مركز لكل الفعاليات الاقتصادية والاطباء والعيادات واسواق الذهب والكماليات وكل ما يتعلق بالحياة، لكن اغلاقها ساهم في كساد البضائع، فضلاً عن انتشار الفوضى واعمال السرقة، وهذا لم يتم الانتباه له، وقد عجزنا من التواصل مع الحكومة المحلية لايجاد حل ومخرج من هذه المشكلة، أما برفع الخيام وانهاء التظاهرات، أو  بإيجاد مكان أخر بعيد عن مركز المدينة يتم فيه نصبها ومن ثم تتجمع فيه هذه المجاميع التي لا تمثل كل مجتمع ذي قار، ولا تجد من يدعمها مثل بداية الثورة".

وأضاف أن " المطالب التي خرجت الناس من اجلها تحققت، فقد استقالت حكومة عبد المهدي، وأتت حكومة وطنية منتخبة، وأيضاً بدأت هذه الحكومة بتحديد موعد انتخابات جديد، وأيضاً شكلت مفوضية مستقلة من القضاة وأيضاً قانون انتخابي جديد، فما الفائدة من بقاء هذه الخيم، ولكن الناس هنا تقول أنها تمارس الابتزاز للدوائر والمسؤولين لا اكثر".

فيما يرى عمار احمد، وهو متظاهر شاب ان " الساحة رمز وطني، حيث تحولت الى مكان يقصده الثوار من مختلف المحافظات، وانها تطالب بمطالب ثورة تشرين الأولى، وأن الصدامات الأخيرة مع اتباع التيار الصدري كانت ردة فعل على قيام اتباع التيار برفع بعض الخيم في محافظات اخرى وساحات اخرى، وأن التوتر ظل مستمر خلال الفترات الماضية، وما أججه هو محاولة اتباع الصدر الدخول للساحة امس".

ميدانياً، باشر قائد شرطة ذي قار، اللواء عودة سالم، مهام بعد ان كلفه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بتسنم المنصب خلفاً لمدير الشرطة السابق حازم محمد، ولم يتبين لغاية الآن أي خطوات عملية لإدارته مع دعوة اطلقها مقرب من الصدر للأجهزة الحكومية بفرض سطوة الدولة في المحافظة.

فقد دعا (صالح محمد العراقي) ، الدولة الى حماية محافظة ذي قار.

وجاء في البيان ان العودة للتظاهر “لسويعات” في الناصرية هو حق لكن من دون “التعدي على الشعب والدولة والشرع والقانون”.

واضاف، عدا ذلك فان الدولة” ملزمة بحماية المحافظة”، مؤكدا انه في حال عجزت الدولة عن ذلك فان “للعراق جنوده”.

الى ذلك، صدر بيان من مجاميع غير معروفة في الساحة، طالب فيه المرجعية الدينية والامم المتحدة بالتدخل لحمايتهم.

وجاء  في البيان “ ندعو المرجعية العليا بالتدخل لحماية ارواح الشباب”، كما وجهوا دعوة للامم المتحدة بالتدخل والضغط على الحكومة العراقية لايجاد “مخرج لهذه الازمة العصيبة" على حد وصف البيان الذي لم يتسنَ التأكد من صحته.

 

علق هنا