الحلقة الحادية عشر .. لو لم ينجز الكاظمي سوى إعادة النازحين الى ديارهم وإغلاق ملفهم، لكان كافياً أن ينال عليه وسام الشكر والمحبة العراقية ..

بغداد- العراق اليوم:

عبر اجراءات عملية وسريعة، واصل فريق رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، عمله في تفكيك أخطر الألغام التي تواجه الدولة والمجتمع في البلاد، نعم، أنه ملف النزوح الداخلي وما فيه من تعقيدات ديموغرافية، وأخرى أمنية وتداعيات سياسية.

نعم، فمنذ احتلال داعش للمدن الغربية من العراق، وجد مئات الآلاف من أبناء المجتمع السني أنفسهم مجبرين على ترك منازلهم وقراهم واحيائهم ومدنهم في موجة نزوح جماعي غير مسبوقة في تاريخ البلاد الحديث، ولذا كانت للحرب على داعش ضريبتها العالية، وكلفتها الباهظة التي دفعها ذلك المجتمع، وتحول العراق الى واحد من البلدان المسجلة كأكثر البلدان نزوحًا على المستوى الداخلي، وبقيت نشرات الأمم المتحدة التي تصدر طوال الأعوام الماضية تشير الى ملف النازحين العراقيين، كمأساة ماثلة، ومستمرة للأسف ومعقدة، وتزداد تعقيداً يوماً بعد أخر، لاسيما أن الملف فيه جوانب أخرى متداخلة، وبقاء مئات الآلاف من البشر المعزولين في مخيمات، ولا يباشرون حياتهم الطبيعية، أمر فيه تداعيات ذات مستويات قريبة وبعيدة الخطورة، فهذه المجتمعات المعزولة في غيتوهات ستتحول الى قنبلة موقوتة تنفجر بوجه المجتمع، اذ لم تحسن الدولة التعامل معهم، وأنهاء معاناتهم الطويلة الصعبة، التي تتمثل في فقدانهم للحياة الطبيعية، من حيث السكن الملائم، والعمل والفرص الدراسية والتأهيلية، والرعاية الصحية، وممارسة الأنشطة التجارية والثقافية والدينية المنحرفة والملغومة، وغيرها، فالنزوح في معسكرات، هو احتجاز وتقييد بشكل وبأخر، لاسيما أن البعض لديهم مشاكل معقدة من الناحية الأمنية، وغيرها.

أذن، كان الملف يشكل تحدياً حقيقياً، والتعهد بانهائه كان يبدو ضرباً من الخيال، وقد تابعنا بدقة تعهد رئيس الوزراء مصطفى  الكاظمي أبان تشكيله الحكومة الانتقالية، بالعمل على انهاء ملف النازحين، وكنا نترقب كيف يمكن أن يحل مثل هذا الملف الشائك والمعقد والصعب، وقد يكوٌن واحدة من أصعب الأزمات التي تواجه أي حكومة، لكن الرجل وبمعاونة مستشاره للأمن الوطني قاسم الأعرجي، وغيرهم من اعضاء فريق نشط وحقيقي يعمل على الأرض استطاعوا ان يفككوا كل الألغام، ويرفعوا كل العقبات التي تعيق اعادة تطبيع الحياة في المدن المحررة، والبدء بمرحلة اعادة السكان الأصليين الى احيائهم ومدنهم وقراهم ومنازلهم، مع توفير متطلبات الحياة، وتأمين وجودهم بشكل طبيعي، مع الأخذ بنظر الاعتبار ان الإعادة طوعية، ولم يجرِ اجبار أي نازح على العودة أو يتم تعريضه لأي خطر على حياته وحياة عائلته.

أحد النواب همس ل (العراق اليوم) قائلاً:

" صدقاً إن مشكلة النازحين لغم حقيقي، بل هي قنبلة موقوتة لا نعرف متى تنفجر بوجوهنا جميعاً دون استثناء، فضلاً عن جوانبها الإنسانية والوطنية، لذا فإن ما فعله الكاظمي في هذا الجانب، يستحق عليه وسام الشكر والمحبة من جميع العراقيين، حتى لو لم ينجز شيئاً غير هذا المنجز الوطني" ..

وبذا يكون رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد استطاع بحكمة وعمل دوؤب ومواصلة جهود ان يطوي صفحة من أسوأ واصعب الصفحات التي واجهت الحكومات التي سبقته وفشلت للأسف بإدارتها، و ما تزال الأخبار السارة تترى عن تواصل عمليات الأغلاق لمخيمات ومعسكرات النزوح الداخلي، بأنتظار يوم تصفيرها الذي بات قريباً جداً مع استمرار جهود حكومة الكاظمي في سبيل تفكيك هذه العقدة، واعادة الحياة الى نصابها الصحيح بعد سنوات من الأختلال.

 

علق هنا