الانتخابات القادمة.. التحدي الاكبر..

بغداد- العراق اليوم:

بقلم الفريق الركن/ احمد الساعدي

المرحلة القادمة من اصعب المراحل في تاريخ ومستقبل العراق وستواجه الحكومة القادمة جملة من التحديات المصيرية ان نجحت عبرنا ضفة الامان وان تعثرت ينحدر البلد نحو الهاوية وتختفي خارطة العراق من الوجود والجميع يترقب نتائج الانتخابات القادمة ببصيص من الامل وتنعقد كل اماني وامال الشعب عليها املين الابتعاد عن المحاصصة والطائفية التي افقدت قيمة التجربة الوطنية وساهمت بنشر الفوضى والفساد والمتأمل يجد الخلاص من كابوس جثم على صدر العراقيين لمدة عقدين وهي امنية العراقيين ولكن هنالك وجه اخر عكس المشهد المذكور بحالة تعثر الانتخابات حيث كثر فيها التزوير واستخدام وسائل القوة بالتاثير على الناخبين.

من المؤكد اننا سنذهب الى الاقتتال والحرب الاهلية بين جمهور رافض لعودة الوجوه القديمة وبين جمهور متمسك بالسلطة والنفوذ ولايرغب بمشاركة الاخرين له وان حصلوا على اصوات تؤهلهم للبرلمان.

هذا المشهد ينتج عنه وضع امني وسياسي عسير جدا مع وجود تحدي اخر ومهم هو الصراع الاقليمي والدولي الذي سيساهم بشكل كبير في التاثير على الناخب ونتائج الانتخابات وكل طرف يحاول هذه المرة ان يكون له حضور برلماني عالي ورغبة بالسيطرة على قبة البرلمان فالصراع ليس سهلا في الانتخابات القادمة وان حصل ستكون ولادة الحكومة مريرة جدا  اذ سوف تواجه تلك الحكومة جملة من التحديات  المورثة من الحكومات السابقة مابين تحد اقتصادي متردي يصل حد اعلان افلاس العراق ماليا والسبب يعود الى سوء ادارة الموارد الاقتصادية وكذلك العامل الامني وهو عودة نشاط داعش وان كانت العمليات محدودة ولكنها تدل على وجود الارهاب بالعراق وتاثيراتها التي تنعكس على الاستثمار الاجنبي.

وهنالك سؤال مهم يطرح ماهو المطلوب من الجميع لاجل النجاح؟..

إن اردنا احتواء الازمات والعقبات المتوقعة سياسيا وامنيا واقتصاديا وان توفرت الرغبة الصادقة لدى جميع الاحزاب وصولاً للنجاح عليها التفكير بقبول الاخر وجعل الانتخابات حرة وشفافة دون اي تاثير على الناخبين وقبول نتائج الانتخابات مهما كانت دون التشكيك ..

ان تتحلى الاحزاب بروح وطنية منطلقة من مبدأ نكران الذات وفسح المجال امام القوى الوطنية الاخرى باخذ دورها دون تحسس او كيل التهم للاخرين وليكن شعار الجميع العراق للجميع دون تمييز بين ابناء الداخل والخارج  والخدمة الوطنية هي المعيار الحقيقي

وضرورة عدم عودة الاشخاص السابقين الى الجهاز التنفيذي والايمان بتجديد الدماء  وتنشيط العمل الحكومي الجديد

وضرورة عدم اشراك او قبول ترشيح اي شخص عليه ملف او مؤشرات فساد سابقا ويمنع من المشاركة السياسية القادمة ..

الانتخابات القادمة سيكون لها تحصيل ونتائج مهمة في تاريخ العراق اما ان يستمر العراق بوحدته وعنوانه الحالي هذا ان ساهم الجميع في نكران الذات والابتعاد عن الانانية الحزبية والطائفية ووضع هدف سام وهو الجميع مع وحدة العراق وخلاف ذلك فاننا سنذهب نحو التقسيم والحرب الاهلية التي تحرق الجميع دون استثناء!.

علق هنا