مطار بغداد الدولي .. ألف مشكلة، وحل سحري واحد : إبعدوا الفساد !

متابعة - العراق اليوم:

خطط لتطوير مطار بغداد الدولي من خلال شركات متخصصة

بداية جيدة لإنعاش قطاع الطيران في العراق وجلب واردات إضافية تسهم في دعم اقتصاده

مؤيد الطرفي / أندبندنت عربية

منذ توقفه لأكثر من عقد من الزمن بفعل العقوبات الدولية التي فُرضت على العراق إثر غزوه الكويت في أغسطس (آب) 1990، وعودته إلى العمل رسمياً بعد عام 2003، ظل مطار بغداد الدولي الذي افتتح في ثمانينيات القرن الماضي، يُعاني مشاكل كثيرة في التنظيم وتقديم الخدمات أثّرت على سُمعته في مجال النقل الجوي بمنطقة الشرق الأوسط والعالم.

فالمطار الذي يتسع لأكثر من 7 ملايين مسافر سنوياً، ويعد أكبر المطارات العراقية، لم ينجح في الوصول إلى نصف هذا الرقم في عام  2018 عندما استقبل نحو 3 ملايين و200 ألف مسافر، أغلبهم من العراقيين، باستثناء أعداد محدودة من الزائرين للعتبات المقدسة بالنسبة إلى الطائفة الشيعية في العراق.

ومن أهم المشاكل التي يعانيها مطار بغداد الدولي عدم وجود خدمات أرضية حقيقية تقدم للمسافر، فضلاً عن صعوبات كبيرة في إدخال سيارات المواطنين إليه لضمان وصول المسافرين بسرعة، بدلاً من إجبارهم على استخدام شركات لسيارات الأجرة تتقاضى مبالغ كبيرة، بالإضافة إلى عدم تطوير قاعات المطار ومدرجه ومحيطه، وافتقاده خدمات فندقية تمكنه من تقديم خدمات الترانزيت لمختلف الرحلات العابرة للأجواء العراقية؛ لذلك فإن هذه المشاكل التي يعانيها المطار، دفعت الحكومة العراقية إلى اتخاذ خطوة قد تكون الأولى من نوعها منذ سقوط نظام صدام حسين، ألا وهي توقيع اتفاقية مع شركة ناشيونال لخدمات الطيران (ناس) بهدف تغيير واقع المطار والخدمات المقدمة فيه وتمكينه من منافسة بعض مطارات المنطقة من ناحية خدمات الترانزيت.

وذكر الرئيس التنفيذي لـ"ناشيونال لخدمات الطيران"، حسين الحوري، في بيان، أن "الشركة ستوظف خبراتها ومواردها في تطوير مبنيي الركاب، بابل وسامراء، والتشغيل الحصري لخدمة مناولة الركاب في الرحلات الدولية، كما ستعمل على تطوير قاعات الترانزيت وتحديث البنى التحتية للمطار ووضع معدات جديدة فيه". وأضاف الحوري أن "الشركة ستستثمر أيضاً في مجال التوظيف وتدريب الكفاءات المحلية وتوفير فرص عمل بديلة للشباب العراقي، وتقديم خدمات وبنى تحتية عالية المستوى في المطار تلتزم بالمعايير العالمية".

وسيسهم الاتفاق بحسب الشركة في تنمية علاقات حسن الجوار والصداقة بين العراق ومحيطه العربي والدولي.

تقديم أفضل الخدمات للمسافرين

من جهة أخرى، أشارت سلطة الطيران المدني العراقي، المسؤولة عن إدارة المطارات العراقية والتي وقَّعت الاتفاق مع الشركة المطورة، إلى أن توقيع عقد تطوير المطار سيمكن مطار بغداد من تقديم أفضل الخدمات للمسافرين، بدءاً من حجز التذاكر، ووصولاً إلى انتهاء رحلة السفر. وأضافت سلطة الطيران في بيان أنه "سيتم تفعيل خدمة الترانزيت وتحديث البنى التحتية والمرافق الأخرى"، مؤكدةً حرصها على تطوير العمل في كل مطارات البلاد وزيادة العمليات التشغيلية تماشياً مع تعليمات منظمة الطيران المدني (إيكاو) واتحاد النقل الجوي (إياتا).

ويرى متخصصون أن تطوير المطار يشكل بدايةً جيدة لإنعاش قطاع الطيران في العراق وجلب واردات إضافية تسهم في دعم اقتصاده، الذي يُعاني قلة الواردات نتيجة انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية.

الإيرادات السنوية

في سياق متصل، اعتبرت الباحثة الاقتصادية سلام سميسم، أن "تطوير مطار بغداد وتحسين خدماته سيؤديان إلى ازدهار حركة الطيران في العراق، وسيجلبان واردات تصل إلى 3 مليارات دولار سنوياً". وأضافت سميسم، أن "البنى التحتية والخدمات المقدمة في مطار بغداد متخلفة جداً، والكثير من الخطوط الجوية العالمية ترفض التعامل مع مطار بغداد لتلك الأسباب؛ لذلك من الضروري أن تطوير الخدمات في قطاع الشحن الجوي والسوق الحرة".

وأكدت سميسم أن "مطار بغداد بحاجة إلى تدعيم أمني، لا سيما أنه يقع في منطقة حساسة وقرب قاعدة أميركية؛ لذلك يجب إعطاء ضمانات لشركات الطيران، خصوصاً بعد الحوادث الأخيرة"، في إشارة إلى استهداف المطار من قبل بعض الميليشيات بصواريخ كاتيوشا.

ورأت سميسم أن "الاستعانة بشركة متخصصة تعد قفزة كبيرة من أجل منافسة مطارات دول الجوار".

"الأخضر" سيدخل أوروبا من جديد

بدوره، يعتقد رئيس لجنة الخدمات النيابية، وليد عبد الحسين، إمكانية أن ينافس مطار بغداد الدولي مطارات الدول المجاورة بعد تطويره وإدخال خدمة الترانزيت إليه. وصرح عبد الحسين لـ"اندبندنت عربية"، بأن "الوضع الأمني وسيطرة داعش على عدد من المحافظات، أخّر مشروع تطوير مطار بغداد المُراد له أن يكون مطاراً مركزياً، لكن الاتفاق مع شركة (ناس) سيساعد في تطوير قطاع الخدمات الذي يعانيه المطار، ما يؤثر بشكل كبير على زيادة عدد المسافرين".

وسيؤدي إدخال خدمة الترانزيت في مطار بغداد الدولي بحسب عبد الحسين، إلى "آثار إيجابية مهمة، سواء على الوضع الاقتصادي وتجاوز الأزمة الحاصلة التي تمنع دخول الطائر الأخضر (الخطوط الجوية العراقية) إلى أوروبا".

خطط لتطوير مطارات عراقية

وتأمل مطارات أخرى تطوير بناها التحتية لتتمكن من استقطاب شركات الطيران العالمية، وأن تشملها الحكومة بالخطط المستقبلية، لا سيما أنها تمتلك الموقع الجغرافي والجدوى الاقتصادية، فمطار البصرة الدولي الذي يقع في جنوب العراق، وتم تطويره في ثمانينيات القرن الماضي يسعى إلى أن يكون محطة إقليمية، ولا سيما أن لديه خططاً في هذه الاتجاه، وذلك بحسب مديره سمير يونس.

وصرح يونس لـ"اندبندنت عربية"، بأن "الموقع الحيوي والاقتصادي والجغرافي الخاص بمطار البصرة يجعله نقطة ربط بين آسيا وأوروبا،  ومحطةً للطائرات العابرة وطائرات الشحن ونقطة مرور للمسافرين إلى وجهات مختلفة، إلا أن الظروف الأمنية والاقتصادية التي سادت خلال السنوات والعقود الماضية أثرت على تحقيق هذا الهدف".

وكشف عن وجود خطط لدى إدارة المطار تتضمن تزويد الطائرات بالوقود وفتح طريق شحن جوي بتقنية حديثة وتطوير البناء الحالي وتوسيعه ليصل إلى ثلاثة أضعاف قدرة استيعابه الحالية

 

علق هنا