بعد النتائج الطيبة والحفاوة الكبيرة التي أستقبل بها في قصر الأليزيه، الكاظمي يغادر الى برلين فرحاً، محلقاً بأجنحة الأمل والتفاؤل ..

بغداد- العراق اليوم:

"أتوجه بالشكر إلى العزيز مصطفى الكاظمي على استعراض المبادرة التي بدأناها معاً بعد شهر من زيارتي بغداد" بهذه العبارة اختتم الرئيس الفرنسي ايما نويل ماكرون تغريدته التي كتبها باللغة العربية في أعقاب لقائه رئيس مجلس الوزراء العراقي السيد مصطفى الكاظمي، في بادرة تدل على اهتمام فرنسي واضح بالزيارة، وبالضيف الزائر، الأمر الذي يعطي انطباعًا لدى المراقب على نية فرنسية شديدة على العودة الى الأجواء العراقية واللعب ضمن شراكة أساسية مع الحكومة العراقية الجديدة التي يبدو أنها " نجحت في فك أبواب الأليزيه الشهير بوجهها، وستتمكن من فتح أبواب القصور الرئاسية الفخمة في عواصم القرار الأوربي ( برلين، لندن) وستتمكن من استحصال وحشد دعم هام لها ولبرنامجها السياسي والإصلاحي.

تغريدة الرئيس الفرنسي، ماكرون، اشارت بوضوح الى أستمرار الجهود الفرنسية بدعم العراق، وتقوية جهوده في سبيل مكافحة الأرهاب، وتعزيز الأمن، وبناء الأقتصاد، حيث كتب ماكرون أيضاً على الموقع الشهير، قائلًا "تستمر فرنسا في التزامها بالوقوف إلى جانب العراق في محاربة الإرهاب، وفي دعم احترام سيادته. وسنهزم الشّر من جذوره"، مما يعني أن الزيارة لم تكن بروتوكولية على الأرجح، بل تعدت ذلك الى جدول أعمال منظم، كما كشفت عنه الأتفاقات الثنائية التي وقعت في مجالات النقل والتعليم والزراعة، بعد لقاء الرئيس الكاظمي مع نظيره الفرنسي جان كاستيكس ضمن سلسلة من اللقاءات التي عقدها الرجل مع صانعي القرار الفرنسي.

 الزيارة المهمة والتي سبق وأن نشرنا عنها في (العراق اليوم)، وعن أهميتها السياسية والاقتصادية للعراق، وأيضاً في إطار تفعيل المبادرة الفرنسية المرتقبة لدعم العراق، وجهوده في مجال بسط الأمن والاستقرار، وأيضاً التعاون المثمر في مجال القضاء على جائحة كورونا، كانت أيضاً جزءاً من اللقاء الذي جمع الكاظمي مع رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرارد لارشيه، حيث جرى خلال اللقاء بحث العلاقات العراقية الفرنسية وتطوير التعاون بين البلدين في مختلف الصعد والمجالات.

وبيّن الكاظمي، خلال اللقاء، أهمية العلاقات العراقية الفرنسية، كما بيّن التحديات التي يواجهها العراق حالياً وحاجته الى الدعم والتعاون الدوليين في مجال مواجهة تداعيات جائحة كورونا، والحرب الدولية على الإرهاب.

الزيارة التي أنتهت في ساعة متأخرة من يوم أمسِ الأثنين، كانت أول بشائر الغيث المنتظرة، وكانت نتائجها بحسب متابعين لها، ذات جدوى حقيقية، ولم تكن مجرد زيارة استعراضية، ولا يمكن عدها مجرد زيارة عابرة لرئيس وزراء قادم من الشرق نحو عاصمة الأنوار الأوربية، بل أنها برنامج عملي سيترتب عليه اجراءات على الأرض، لاسيما بعد تأخر دخول فرنسا وحلفائها الأوربيين في سوق العراق الواعدة في مجالات النقل والتعليم والزراعة، فضلاً عن التعاون العسكري المهم.

مراقبون وصفوا ما نتج عن الزيارة، بقول الشاعر : أول الغيثُ قطرة.. ثم ينهمرُ، وبالفعل فأن الزيارة الأوربية يمكن ان ينتج عنها سيل من الاتفاقات والبروتوكولات ومذكرات التفاهم التي يجب ان تُستتبع بعمل على الأرض، وتفعيل مباشر لحصد نتائج ما بذرهُ الرئيس في تلك العواصم الخصبة.

إن الحفاوة التي قوبل بها الكاظمي في باريس، والنتائج المفرحة التي حصل عليها الكاظمي من زيارته لفرنسا، جعلته يغادر باريس نحو برلين سعيداً، طائراً بأجنحة الفرح، ومتفائلاً بأحلى صور التفاؤل، متمنياً أن ينال في برلين ترحيباً وتعاوناً  ودعماً مثلما ناله في باريس، بل وربما أكثر مما نال.

علق هنا