هل تُمهد تصريحات (زيباري) لمواجهة ساخنة مع قوات الحشد الشعبي؟، هل بدأها حزب بارزاني من سنجار؟

بغداد- العراق اليوم:

ليست مجرد تصريحات إعلامية عابرة، وليست مجرد رغبة عبر عنها رأس "الدبلوماسية" السياسية الكردية (هوشيار زيباري)، بل هي كلمات مدروسة بعناية فائقة، وأختار أن يطلقها عبر قناة (الحرة)الأمريكية حيث يريد الرجل أن يوصل رسالة واضحة للإدارة الأمريكية مفادها، أن "حزبه"، الحزب الديمقراطي الكردستاني، مستعد للتحالف مع القوات الأمريكية ومن يسير بنهجها في سبيل أستمرار مسلسل تهميش قوات الحشد الشعبي، والتخلص من نفوذها المؤثر في المشهد الأمني، وإنعكاسات ذلك على الواقع السياسي، حيث يريد الأكراد أن يضمنوا إعادة تطبيع المناطق المتنازع عليها خارج الأقليم، كما يسمونها، إستباقاً لسيناريوهات متعددة تنتظر العراق، ليس أقلها التقسيم على أساس مذهبي، أو قومي، وبالتالي فأن " وجود قوات شيعية في المحافظات ذات الغالبية السنية، يمكن أن تعرقل مشاريع الأقلمة، وهذا ينبغي أن يتم معالجته بأي طريقة"، كما تعلق مصادر سياسية خاصة لـ (العراق اليوم).

ورأت المصادر التي أستطلع ( العراق اليوم) رأيها حول أختيار زيباري مثل هذه الكلمات القاسية في وصف قوات كانت توصف الى الأمس القريب، بأنها شريك أساس في الحفاظ على اربيل من الاجتياح الداعشي، وكانت قوات الحشد الشعبي تعمل على تأمين خط طويل ممتد من الحدود الإيرانية شرقاً الى الغرب السوري من جهة العراق، وهذا يعني أن " سياسي الأكراد ليست لديهم صداقات دائمة، وليسوا حلفاء دائميين، أنما لديهم مصالح دائمة يبحثون عنها، وقد أدركوا أن الإدارة الأمريكية عازمة على تقويض النفوذ الإيراني في العراق الى الحد الأبعد، لذا فأنهم أدركوا أن معادلات الحكم في البلاد قد تتغير تغييراً جذرياً في قادم الاستحقاق الانتخابي ، لاسيما بعد تغيير المزاج الشعبي في المحافظات الشيعية، مما يعني خسارة كبيرة لحلفاء ايران التقليديين، وهذا أيضاً يرسم مستقبلاً قاتماً لتلك المدن التي قد تجر الى حرب داخلية مبنية على مفهوم الإزاحة الذي تريد أمريكا وحلفاؤها تطبيقه عبر صناديق الاقتراع، وأن لم يتم ذلك، فأن الأمر قد يتخذ مساراً أخر".

وتشير المصادر الى أن " الصدام الكردي – الشيعي قد يبدأ في خطوط التماس الحالية، بعد أن كانت السنوات الماضية شهدت علاقة وصفت بالتاريخية بين القوتين السياستين اللتين تزعمتا الشهد السياسي في عراق ما بعد حكم نظام صدام السني".

واشارت المصادر ايضاً الى أن " تصريحات زيباري تقرأ في إطار التحشيد السلبي في مناطق سهل نينوى التي شهدت حراكاً واضحاً لاسيما بعد اتفاق التطبيع الذي مررته حكومة بغداد والذي سمح بإشراك قوات البيشمركة في الملف الامني هناك، الامر الذي عارضه الحشد الشعبي بقوة، ولا يزال يراه سابقاً لأوانه على أقل تقدير، الأمر الذي ازعج البارزاني وحزبه الذي يرى أن الاتفاق قد يكون بوابة للعودة الى سنجار ومنها الى كركوك وغيرها من المناطق التي أخرجتهم منها حكومة حيدر العبادي الماضية، وكان للحشد دور كبير في ذلك".

علق هنا