بماذا يختلف جيش ترامب الألكتروني عن الجيوش الألكترونية لزعمائنا السياسيين، وما هي المهام التسع التي ينفذها أتباع ترامب بدقة وإلتزام ؟

بغداد- العراق اليوم:

بعد إصابة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفيروس كورونا سادت التكهنات حول تضرر حملته الانتخابية، لكن يبدو أنه آتٍ لاستئناف نشاطه على نطاق أوسع، كما أنه يملك الحقيبة النووية التي رافقته في جناحه الطبي محملة بكل الأساطير والحقائق المتعلقة بـ"زر الإطلاق" المدمر، فهو يمتلك أيضاً جيشاً "مدنيا" مُوازياً يضطلع بتسع مهام أبرزها تسجيل الناخبين، وتنظيم التجمعات، وجمع التبرعات.

"جيش من أجل ترمب"، أو "Army For Trump" هي فكرة ابتكرتها حملة الرئيس الجمهوري، لإشراك أنصاره في دعم مساعيه لإعادة الانتخاب، وعلى الرغم من أن الحركة تعمل منذ فترة، فإنها عادت إلى الواجهة، بعد تغريدة دعا فيها ترمب الأميركيين إلى التطوع في مجالات مختلفة لخدمة أجندته الانتخابية.

تسجيل الناخبين

يُعد تسجيل الناخبين من أهم الركائز في الحملات الانتخابية، إذ يحتاج الرئيس إلى أن يكون أنصاره على أُهبة الاستعداد للتصويت في يوم الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وعلى المتطوع أن يبذل قصارى جهده لتسجيل أكبر عدد من الناخبين، في محيطه الشخصي الذي يضم الجيران والأصدقاء.

إجراء الاتصالات

الموسم الانتخابي في الولايات المتحدة هو موسم الاتصالات الذي لا يهدأ بين شركات البيانات والناخبين، وهذه الاتصالات والاستبيانات تولد لنا ما يعرف باستطلاعات الرأي التي تتناقلها الصحف والقنوات باستمرار.

في الأوقات العادية، تنظم تجمعات لتسجيل الناخبين وإقناعهم، لكن وسط وباء كورونا، اتجهت حملة ترمب إلى إشراك المتطوعين في الاتصال بالناخبين عبر الهاتف وإقناعهم بالتصويت، وتكمن أهمية هذه الأداة في أن العديد من الناخبين يعيشون في المناطق الريفية، والمجمعات المغلقة، والمباني السكنية، وغيرها من المناطق التي قد لا يمكن الوصول إليها من خلال وسائل الاتصال الأخرى.

جمع التبرعات

جامعو التبرعات يلعبون دوراً مهماً في الانتخابات الأميركية، ويضمن أداء المهمة بالشكل اللازم حصول المرشح وحملته على الموارد الكافية لتحقيق الفوز في 3 نوفمبر 2020.

تُعد لجنة ترمب المالية ركيزة حيوية للوصول إلى المتبرعين، بغض النظر عن تباين القيمة التي يضيفونها. تبدأ عملية جمع التبرعات عبر الأفراد من خلال التسجيل أولاً، وبعد ذلك يتلقى المتطوع معرفاً خاصاً به لجمع التبرعات، ورابط مساهمة مخصصاً له، كما يسمح له بالوصول إلى بوابة لجنة ترمب المالية لمتابعة التقدم نحو الأهداف المحددة.

تنظيم التجمعات

بحسب الموقع الإلكتروني التابع لحملة ترمب، فإن هذا النوع من اللقاءات يحتوي على حوارات حول الطرق التي يحتاج إليها المجتمع لتحقيق هدف محدد، والمشاركة المستقبلية، عبر عقد لقاءات تجمع مؤيدي الرئيس الأميركي، لمشاهدة المناظرات وأحداث الحملة في جميع أنحاء البلاد. تكمن أهمية هذه المهمة في اجتذاب متطوعين جدد.

الناشط الرقمي

يُعرف ترمب بعلاقته المتوترة مع وسائل الإعلام التقليدية؛ إذ يتهم كثيراً منها على الدوام بالانحياز ضده، ولذلك فإن هذه المهمة ربما تكون محورية في أداء ترمب بالانتخابات، ودور المتطوع، بحسب الموقع الإلكتروني، هو المساعدة في الترويج لإنجازات الرئيس ترمب عبر شبكات مختلفة منها "إنستغرام" و"فيسبوك".

التواصل المباشر

تصف الحملة قارعي الأبواب بأنهم من يقفون في "الصفوف الأمامية لجيش الرئيس ترمب"؛ إذ تقوم مهمة المتطوع على التواصل المباشر مع الناخبين في مجتمعه، نظراً إلى أن التحدث إليهم بشكل مباشر هو أفضل طريقة لإقناعهم بالتصويت.

مخاوف من العنف

بالطبع، تعرَّضت فكرة "جيش من أجل ترمب"، لانتقادات بأنها تعزز العنف، وأن المسمى العسكري يدعو للقلق، وأوردت مجلة "فوربس" الأميركية، أن الموقع الإلكتروني يستخدم صوراً، ولغة عسكرية، مثل الانضمام إلى "الخطوط الأمامية"، والعمل مع فريق ترمب في "المعركة"، مع لفت أنظار المتطوعين إلى أنهم على موعد ليكونوا جزءاً من الطاقم الميداني لجيش ترمب.

وتضيف "فوربس" أن البوابة الإلكترونية الخاصة بـ"جيش ترمب" ليست هي الطريقة الوحيدة التي تستخدم بها الحملة اللغة والصور ذات الصلة بالجيش لتجنيد المؤيدين؛ إذ يظهر الموقع الإلكتروني الأساسي لحملة المرشح الجمهوري أيضاً حرساً عسكرياً يحيي الرئيس، ورجلاً يرتدي قميصَ "قُدامى المحاربين من أجل ترمب" كصورة تروج لسلع تحت عنوان الحملة.

وتنبع المخاوف من أن تتحول الحركة إلى جماعة تميل للعنف، خصوصاً أن الولايات المتحدة شهدت في الآونة الأخيرة جدلاً بشأن دور الميليشيات المسلحة، الذي رافق الاحتجاجات المناهضة للعنصرية، بعد مقتل رجل أميركي من أصل أفريقي في ولاية مينيسوتا؛ إذ تتهم الجماعات اليمينية بتنظيم أعمال شغب، كما يحمل مسؤولون أميركيون اليسار المتطرف مسؤولية تأجيج التظاهرات الصيف الماضي

 

علق هنا