آخر المعلومات من واشنطن: قناعة أمريكية بفشل الكاظمي في حماية البعثات الدبلوماسية، وقرار نقل السفارة الى اربيل قد أتخذ فعلاً !

بغداد- العراق اليوم:

آخر المعلومات المتسربة من العاصمة الأمريكية تشير الى أن الخطوة التالية لواشنطن في العراق تتمثل بنقل السفارة الى اربيل وإدارة السياسة الأميركية من هناك، وأن قرار النقل قد أتخذ فعلاً قبل يومين لا أكثر، وهذا يعني أيضاً

للأسف، إغلاق أو خفض البعثات الدبلوماسية البريطانية والفرنسية

وقد أفادت المعلومات المتسربة أو (المسربة) أمس الثلاثاء، إن الحكومة الأميركية عازمة على اتخاذ خطوات لا رجعة فيها في العراق، ومن الممكن أن تغيّر من خلالها إدارة الرئيس الأميركي ترمب الواقع الدبلوماسي والأمني في العراق، وتفرض واقعاً جديداً تتعامل من خلاله مع العراقيين والإيرانيين، وإن لم يبق ترمب في البيت الأبيض فسيكون الرئيس الأميركي الآخر مضطراً للتعايش مع هذا الواقع الجديد.

وقد تحدثت المصادر الدبلوماسية في العاصمة واشنطن، أن الأميركيين باتوا مقتنعين أن الكاظمي فشل في استعمال قوته الحكومية لمواجهة جماعة إيران، رغم أنه يسيطر على جهاز المخابرات، وقوات مكافحة الإرهاب، والجيش العراقي، وهي أجهزة ضخمة ومجرّبة وقادرة ، لكنه لم يستعملها لضرب الميليشيات التي تابعت تهديدها للدولة وللبعثات الدبلوماسية خصوصاً الأميركية.

المعلومات السرية أضافت أيضاً، نقلاً عن المصادر ذاتها، إن البيت الأبيض شعر في منتصف شهر سبتمبر/ أيلول الجاري أن الأمور لا تتجه بسرعة لمصلحة الحكومة العراقية، ولا ضمانات ملموسة على الأرض أو إجراءات تطمئن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أو تمنع أي هجوم جدي على الدبلوماسيين الأميركيين.

لذلك  قرّر المسؤولون الأميركيون في نهاية الأسبوع الثالث، اتخاذ إجراءات تحميهم من جهة وتعبّر عن “نفض أيديهم” من التعامل مع العراقيين في بغداد، فاتصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو (برجلهم) في العراق -رئيس الجمهورية- برهم صالح، وأبلغه بالقرار الأميركي، وبعد ذلك اتصل أيضاً برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

علماً بأن الاتصالين لا أثر لهما رسمياً  في بيانات وزارة الخارجية الأميركية، لكن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، قال “إننا لا نعلّق ولا نشير الى المحادثات الدبلوماسية التي تجري مع زعماء دول أجنبية”، مشيراً إلى أن الأميركيين يتطلعون “إلى متابعة العمل مع الشركاء العراقيين لضمان أمن موظفينا ومنشآتنا”.

يبدو أن هذا التصريح يشير إلى أن الأميركيين كانوا يتريثون قليلاً قبل القيام بالخطوة التالية، ويربطون خطوتهم المقبلة بنجاح أو فشل مصطفى الكاظمي بحماية الأميركيين.

لكن سيناريو “الفشل” له مضاعفات ضخمة، ويشمل بحسب مصادر في العاصمة واشنطن إغلاق السفارة الأميركية في بغداد ونقلها إلى إقليم كوردستان، وإدارة السياسة الأميركية من أربيل بدلاً من بغداد، وقد أبلغ الوزير بومبيو الرئيس العراقي ورئيس وزراء العراق بذلك.

هذا يعني أيضاً إغلاق أو خفض باقي البعثات الدبلوماسية في بغداد مثل البريطانية والفرنسية وغيرها، وتوجّه المدنيين إلى إقليم كوردستان حيث لا يتعرّضون لأي تهديد.

إلى ذلك، ووفق التقرير تؤكد المصادر الدبلوماسية، أن الأميركيين لا يقصدون الانسحاب العسكري من العراق، بل سيحتفظون بقاعدة عين الأسد وهي قاعدة “استراتيجية” للأميركيين، ومنها يدعمون قواتهم في شمال شرق سوريا، كما أنهم سيحتفظون بقاعدة أربيل، وسيكون لديهم ما لا يقل عن 2500 جندي في العراق وأسلحة متقدمة يستطيعون من خلالها تغطية مساحات واسعة من العراق.

حسب الدبلوماسيين في العاصمة الأميركية، فإن هذا الإجراء سيحمي الدبلوماسيين والموظفين الأميركيين من اعتداءات الفصائل المسلحة، وسيفتح الطريق أمام الأميركيين لضرب الميليشيات الموالية لإيران من دون قلق على سلامة الأشخاص أو المنشآت الأميركية.

ومضت المصادر بالقول، لكن مخاوف مؤيّدي واشنطن ومعارضي إيران في العاصمة الأميركية تصل إلى التحذير من أن أي خروج أميركي من بغداد يعني أن الولايات المتحدة تأخذ خطوات لارجعة فيها، وستكون جزءاً من الواقع العراقي لسنوات طويلة، وستفرض طبيعة جديدة للعلاقات الأميركية العراقية يحكمها الحضور الأميركي في إقليم كوردستان وليس في بغداد حيث يجب ان يكون !

علق هنا