البلاد تشتعل بنار الشائعات والقلق والخوف من المجهول، وأنت صامت يادولة الرئيس ؟

بغداد- العراق اليوم:

أمر  غريب يدعو للدهشة، هو تواري رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي عن الانظار، وعدم ظهوره للعلن واطلاعه الرأي العام على تسارع الأحداث التي  تشغل وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي التي بدأت تنسج من وحي خيالها، وتكتب سيناريوهات مرعبة قد تنتهي بتدمير البلاد واستقرارها الهش.

فتصاعد الأزمة وعدم وجود رد مناسب أو إيضاح رسمي من الدولة يمنح الفرصة لكل المتصيدين بالمياه العكرة؛ لتأجيج الشارع الذي بات بين مطرقة الأمريكي وسندان الإيراني اللذين قررا على ما يبدو أن يتصارعا على الأراضي العراقية بلا هوادة.

لكن تواري رئيس الوزراء عن المشهد ليس أمراً بصالحه أو صالح الحكومة برمتها، فالكل يعرف أن رئيس الوزراء بريء مما يجري، وليس له يد فيما يحصل من صراع دولي، وكلنا يعي أن ليس له ولا الدولة التي يقودها القدرة والقوة على كبح جماح أطراف الصراع، في بلد تهيمن فيه الفصائل المسلحة على جزء كبير من المشهد، وتدير مفاصل حساسة فيها، وايضا تنامي نفوذ دول الجوار وقدرتها التأثير في القرار الوطني، فلماذ الخشية من الظهور وإعلان الحقيقة كما هي.

إن صمت الرئيس وسكونه، وسكوته، وكأن على رأسه الطير -كما يقولون -

أمر يزيد المخاوف، ويكثر القول والتأويل، فلم كل هذا ؟!

إن مشاغل الرئيس ليست أهم من هذه ( الشغلة) فالبلاد تحترق بالخوف، والقلق، والقيل والقال.

كما أن التبريرات مهما كانت مقنعة، لا تعفي الرئيس الكاظمي من ان يظهر ، ويتحدث علناً عما يحدث من أمور وأحداث، وأن يعلن موقفه منها، وموقف حكومته الرسمي ايضاً لاسيما وأن الحديث الغامض عن إغلاق السفارة الأمريكية من عدمه باتت قضية رأي عام، تشكل ضاغطًا مقلقاً، خاصة وإنها ترتبط بالتسريبات التي تحدثت عن وجود مخطط أمريكي لإستهداف قيادات عراقية في الداخل، وايضا الحديث عن صراع محتمل بين الإيراني والأمريكي فوق الأراضي العراقية.

ان ظهور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في مؤتمر صحفي لبيان الحالة وتطورات الأوضاع وتعقيدات المشهد السياسي والأمني هو جزء ومفصل رئيس من مفاصل حكومته التي يراد ان تنهي هذا الصراع بالعمل، لكن مع ذلك تنوير الشارع بالتطورات كافة؛ لا ان يبقى الشارع أسيراً لاجندة وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي ومموليها متعددي الولاءات والاتجاهات، ويبقى مشتعلاً بنار الإشاعات والمخاوف من المجهول القادم!

علق هنا