تفاصيل الخطة الأمريكية لإغلاق السفارة ببغداد.. والكاظمي أكثر المتخوفين من ردود أفعال ترامب

بغداد- العراق اليوم:

كشفت صحيفة واشنطن بوست نقلاً عن دبلوماسي، أن امريكا قد تغلق السفارة في بغداد لمدة تسعين يومياً، وذلك في اعقاب تحذير وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، العراق بشكل سري من أن بلاده ستغلق سفارتها في بغداد، إذا لم تتحرك الحكومة العراقية لوقف هجمات الفصائل المدعومة من طهران على المصالح الأميركية.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها "أبلغت الولايات المتحدة الحكومة العراقية وشركائها الدبلوماسيين أنها تخطط لانسحاب كامل من سفارتها في بغداد ما لم يكبح العراق الهجمات على الأفراد المرتبطين بالوجود الأمريكي هناك - وهي خطوة قال مسؤولون عراقيون إنها فاجأتهم".

ونقلت الصحيفة عن احمد ملا طلال المتحدث باسم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، "نأمل أن تعيد الإدارة الأمريكية النظر بالأمر. هناك جماعات خارجة عن القانون تحاول زعزعة هذه العلاقة وإغلاق السفارة سيبعث برسالة سلبية".

كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين غربيين في بغداد إن البعثات الدبلوماسية لبلادهما أُبلغت بالخطة، كما أكد "دبلوماسي مطلع على الوضع"، "من المتوقع أن تستغرق عملية إغلاق السفارة 90 يومًا، وهي نافذة من شأنها أن تمنح إدارة ترامب الفرصة لإعادة تقييم القرار".

وقال مسؤول عراقي إن الحكومة الأمريكية طلبت اتخاذ إجراءات أقوى ضد الميليشيات، مشيرا إلى أنه يمكن تجنب إغلاق إذا حدث ذلك.

ورفضت متحدثة باسم وزارة الخارجية التعليق على محادثات بومبيو الدبلوماسية الخاصة، لكنها أكدت "إن الهجمات الصاروخية على سفارتنا تشكل خطرا ليس علينا فقط إنما أيضاً على حكومة العراق، والبعثات الدبلوماسية المجاورة، وسكان -المنطقة الخضراء- وكذلك المناطق المحيطة بها".

وتقول الصحيفة الامريكية نقلاً عن مسؤولين عراقيون إن رئيس الوزراء لا يحظى بدعم يذكر، حاول الكاظمي إيقاف الميليشيات من خلال استهداف مصادر تمويلها وإعادة هيكلة جهاز الأمن العراقي لوضع حلفاء موثوق بهم في القمة، لكن الميليشيات ردت بزيادة هجماتها على البعثات الدبلوماسية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن "وجود الميليشيات الخارجة عن القانون والمدعومة من إيران" في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة تأمين الدعم المالي للعراق من المجتمع الدولي والقطاع الخاص، "يظل أكبر رادع للاستثمار الإضافي في العراق".

وقال مسؤول في مكتب الكاظمي يوم الأحد إن رئيس الوزراء يضغط الآن على الشركاء الأوروبيين لمحاولة إقناع الولايات المتحدة بالتراجع عن قرارها، مشيرًا إلى "العواقب السلبية" التي قد تترتب على استقرار البلاد.

وقال مسؤولون من ثلاث سفارات أوروبية في بغداد إن بلادهم ستبقى حتى لو غادرت الولايات المتحدة.

حيث يقود الجيش الأمريكي تحالفًا يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا من مقره في بغداد منذ 2014.

وقال مسؤولون دفاعيون إن الولايات المتحدة تخطط لمواصلة مهمتها لمكافحة التمرد في العراق في الوقت الحالي.

ويعلق بعض المتخصصين في الشأن الأمريكي، والمتابعين للسياسة الامريكية، إن قرار  غلق السفارة الأمريكية في بغداد، لم يأت دون حسابات معينة، إذ من المرجح أن هذا القرار سيحرر ترامب من قيود مؤذية في معصميه، بمعنى ان ترامب سيتحرر من ردود أفعال نارية قد تقوم بها الفصائل المسلحة الموالية لإيران ضد سفارة بلاده في بغداد، لو فكر بضرب هذه الفصائل!

أما الان، وبعد ان تغلق السفارة، أو تخلى، فلن يكون هناك شيء بخاف عليه ترامب، وستكون يداه طليقة، وهذا ما يخشاه الكاظمي، والعقلاء في العراق، فالضرر سيكون كبيراً على الأمن والإستقرار الداخلي العراقي، كما ستكون الأضرار على الفصائل المسلحة أشد.

 

علق هنا