الناصرية على صفيح ساخن .. والكاظمي امام بحر عريض، أما أن يعبره سباحةً، أو يشربه كله، وكلاهما خطير !

بغداد- العراق اليوم:

وصلت حالة التأزم السياسي والأمني في ذي قار الى ذروتها خلال هذين اليومين، في وقت توقع الجميع أن تنخفض حدة الأزمة التي فجرها اختفاء ناشط في التظاهر في ظروف غامضة، فيما يقول مقربون منه، أنه " تعرض لإختطاف على يد جماعات مسلحة تنتمي لفصائل سياسية"، فيما تُحجم قيادة شرطة ذي قار عن تحديد الجهة الخاطفة، مكتفيةً بالقول " أنها حددت مكان الاحتجاز، لكنها تمتنع عن تنفيذ مهمة الاقتحام بسبب تداخلات عشائرية"، الأمر الذي حفز رئيس مجلس الوزراء الى الدفع بفوج من قوات مكافحة الأرهاب الى المدينة الملتهبة منذ عام، في محاولة لتحرير الناشط " سجاد العراقي" الذي أشتهر بمهاجمته شخصيات مقربة من رئيس الحكومة على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضاً اتهامه للتيار الصدري بأنه " يحاول تصفيته".

ويقول مصدر مطلع، أن " الدوافع الحقيقية للأختطاف قد تبدو للوهلة الأولى، هي محاولة اسكات لهذا الشخص، الا أن الأمر يثير علامات تعجب، عن الطريقة البدائية التي نفذت بها عملية الاختطاف، لاسيما وأن أحد الأشخاص الذين اصدر القضاء مذكرة قبض بحقهم، كان مع سجاد العراقي لحظة اختطافه، وأن الشخص الذي أدلى باعترافات وحدد الشخص المتهم بالوقوف وراء العملية يتصل بصلة قرابة مع الخاطف، مما يثير اسئلة لابد من تحقيق نزيه للوقوف على الحقيقة".

واشار الى أن "القضاء العراقي يتولى التحقيق في الحادثة، لكن اجراءات البحث عن العراقي، أخذت طابعاً اخر، بعد أن داهمت قوات مكافحة الأرهاب، منزلاً يعود لرئيس قبيلة العساكرة، الشيخ كاظم ال شبرم، وحدوث مشادة بين رئيس القوة المداهمة، العقيد سلام العبيدي وأحد انجال ال شبرم كما يقول الشهود، الامر الذي استفز العشيرة التي يعرف ولائها للدولة، ومساهمة ابنائها بشكل كثيف في القوات الأمنية، فضلاً عن تطوعها لتلبية نداء المرجعية الدينية عام 2014".

ولفت الى أن " تكرر الاحتكاك مع العشائر العراقية من قبل قوات الجهاز، وفي غضون أقل من شهر، أستفز العشائر هناك، فبعد مداهمة عشائر الحجام وال جويبر بحثًا عن اسلحة تكرر الأمر مع العساكرة، مما دعا زعماء القبائل ورؤساء العشائر الى التحرك وإدانة ما جرى، وقد عدوه مسلسلاً لإستهداف العشائر ومحاولة سحبها للصدام مع القوات الأمنية"،

في ذات الوقت فإن الأمر يتطلب من شيوخ العشائر أيضاً تفهماً استثنائياً للمرحلة ومخاطرها، والظروف الصعبة التي وضعت فيها القوات الامنية، وما يعانيه رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي شخصياً من صعوبات وتداخلات تقف حجر عثرة في تنفيذه لوعود كان قد تعهد بها للمتظاهرين، تتعلق بحمايتهم، وتوفير المظلة الامنية لحراسة حرياتهم، والتعبير عن آرائهم ومطالبهم دون خوف أو مضايقة.

لذا كان يتوجب على العشائر وشيوخها الكرماء، التعاون قدر المستطاع مع القوات الامنية التي داهمت ناحية سيد دخيل، بل وأيضاً توفير المناخ الملائم لهذه القوات لتنفذ واجبها دون أي عراقيل او تسخين او تعقيد لاجواء المشهد.

إن التوتر الذي ترتب وطغى بعد الحادث دفع النائب عن تحالف سائرون، الممثل للتيار الصدري في مجلس النواب، غايب العميري، الى إتهام دولتي الكويت والأمارات بالعمل على تأجيج الوضع الأمني في المحافظة، من خلال التمويل لأشخاص مشبوهين في ساحات التظاهر، حيث يقوم هولاء الاشخاص بإثارة الفتن والمشاكل في المحافظة.

وقال العميري في مقابلة تابعها (العراق اليوم)، أن " تقارير أمنية ورسمية وصلت الى مكتب رئيس جهاز المخابرات السابق مصطفى الكاظمي، والآن رئيس الوزراء عن عمليات التحويلات المالية التي وصلت لمحافظة ذي قار من هذه الدول، في محاولات لاثارة الفتنة بشكل واضح في المنطقة الجنوبية، لكن لم تتخذ الدولة أية اجراءات بخصوص هذه القضية".

ختاماً نؤكد على قضية ممكن أن نشبهها بصورة واحدة مفادها: أن

الكاظمي اليوم بات أمام بحر عريض، أما أن يعبره سباحة بكل مخاطره، وأما ان يشربه كله ليتخلص من مشاكله !

وقطعاً فإن الكاظمي - مهما كانت قدراته -لن يستطيع شرب البحر كله لذلك دعونا نساعده على أن يعبر بنا البحر نحو  بر الامان والسلام !

 

علق هنا