هل تُمهد اعترافات ملا بختيار لمحاكمة دولية عن مجزرة (بشتاشان) بحق الشيوعيين، تطال نوشيروان وجلال طالباني حتى بعد رحيلهما؟

بغداد- العراق اليوم:

لا شك هي صادمة ومؤلمة تلك المُذكرات التي أصدرها القيادي في الاتحاد الوطني الكوردستاني (اليكتي)، الملا بختيار، خصوصاً فيما يتعلق بما أورده عن المجزرة الدموية التي أرتكبتها قوات الإتحاد الوطني الكردستاني، بحق رفاقهم المناضلين من حركة الأنصار التي شكلها الحزب الشيوعي العراقي في ثمانينات القرن الماضي، لتتولى الكفاح المُسلح ضد حزب البعث المجرم الذي غدر بحليفه الحزب الشيوعي في الجبهة الوطنية، حيث تعتبر هذه الحادثة واحدة من أبشع الجرائم التي أرتكبت بحق كوكبة من الشيوعيين العراقيين، الذي اخذوا على حين غرة في مرتفعات بشتاشان الشاهقة، في الأول من ايار من 1983، وراح ضحيتها اكثر من 100 مناضل شيوعي عراقي، اعدموا  على يد قوات الاتحاد الذي يرأسهُ جلال طالباني ونائبه نيشروان مصطفى الذي انشق لاحقًا ليؤسس حركة التغيير الكردية (كوران).

 الناجون من مذبحة بشتاشان، كانوا شهوداً على مجزرة دامية، نُفذت في لحظة غادرة قرر  فيها الطالباني ونائبه مصطفى التخلص من حلفاء السلاح، ورفاق الهدف الوطني عبر هجوم واسع ومباغت من أكثر من جبهة، شنٌ ضد حفنة من المقاتلين الشيوعيين، والذي انتهى بقتل عشرات المناضلي، وأسر اكثر من 100 اخرين جرى اعدامهم صبراً، كما يقول الملا بختيار الذي كان أحد قادة اجنحة الأتحاد الوطني العسكرية.

وبحسب ما يورده الشهود، وتظهره الشهادات، فإن هذه الجريمة، حدثت ضمن تقارب ما بين قيادة الإتحاد الوطني انذاك، وبين نظام بغداد الذي ضاق ذرعاً بما تحققه حركة الانصار من انتصارات في جبهة النضال الوطني.

وبحسب ما يورده بختيار في مذكراته المنشورة مؤخراً في السليمانية، فأنه يؤكد إمتناعه شخصياً عن المشاركة في إعدام من وقعوا في أسر قوات الاتحاد المهاجمة، من أعضاء هذه الحركة حيث  يعترف ويقول ملا بختيار :

" امتنعت عن قتل اسرى الشيوعيين في أحداث (بشتاشان ) ورفضت ان أنفذ أوامر القيادة حين طلب مني“، فيما ندد بالاغتيالات التي كان ينفذها “الاتحاد” ومنها قتل اعضاء من التيار الشيوعي العمالي منتصف التسعينات".

وبهذا الأعتراف الصادم، وغيره من الأعترافات الواردة، والشهادات العيانية التي لا يزال اصحابها أحياءً، ومنهم القيادي في الحزب الشيوعي العراقي، جاسم الحلفي، والشيوعي السابق احمد الناصري، وغيرهم ممن عاصروا تلك الحقبة، فأن مثل هذه الأعترافات، ترقى بالفعل الذي قامت به قوات جلال طالباني، وخصوصاً تلك التي كانت بإمرة نيشروان مصطفى الى جريمة حرب دولية، وأبادة جماعية منظمة، وأن ذوي ضحاياها يمكن أن يتوجهوا الى المحاكم الجنائية، أو الجنائية الدولية لتقديم الدعوى، والمطالبة بكشف الحقيقة، حتى وأن رحل بطلا هذه الانتكاسة، ومشرفا ومنفذا هذه الجريمة البشعة، فجرائم الإبادة الجماعية، لا تسقط بالتقادم، ولا حتى بالوفاة.

وضمن ما يورده الملا بختيار في شهادته او مذكراته، ما نصه (أن “نوشيروان مصطفى وهو نائب حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، قال لي حرفيا أنا سحقت رؤوس الشيوعيين وعليك ان تقطع اوصالهم) .

واضاف  ملا بختيار “ امتنعت عن قتل ابنة الشهيد سلام عادل وهي كانت موجودة في مقراتنا، والشهيد سلام عادل من اجمل رموز البطولة في تاريخ العراق ,كيف لي ان اقتل نساء ورجال واطفال عرب من الناصرية والبصرة وهم لجوؤا الى مناطقنا؟“

وهذه الاعترافات المكتوبة يمكنها أيضاً ان توثق جنائياً، كشهادة على ما جرى ويمكنها أن تكون المدخل لتحريك دعوى قضائية متكاملة ضد من قام بهذه المذبحة المؤلمة، وأن يستعاد الحق وتجلى الحقيقة ولو بعد حين.

 

علق هنا