الدوافع الاقتصادية لإنشاء ميناء مبارك

د. نبيل المرسومي

یرتكز نشاط الكویت التجاري على عدة موانئ تجاریة ونفطیة تعد من بین أفضل موانئ حوض الخلیج العربي ,والتي تتمثل بموانئ الدوحة والشعیبة والكویت والأحمدي وغیرھا من المراسي والمرافئ الثانویة المنتشرة على طول الساحل البحري الكویتي العمیق ,والذي یمتد لأكثر من (500) كم, وتفوق ھذه الموانئ في طاقتها الاستيعابية حاجة الكويت الانية والمستقبلية لذا فإن الدوافع الاقتصادیة لإنشاء میناء مبارك یمكن تفسيرها بإدراك الكویت لعودة موقع العراق الجغرافي للصدارة في خارطة التجارة العالمیة خاصة التجارة المتنامیة بین الشرق والغرب عند انشاء مينار الفاو الكبير, وذلك بعد أن شھدت أھمیتھا تراجعاً بحفر قناة السویس عام 1869.

 محدودیة سواحل العراق البحریة تجعل من إمكانیة التوسع في موانئ العراق بما یكفي بالكاد لسد حاجة العراق للتجارة الخارجیة مع قدرة محدودة لنقل تجارة الترانزیت، في حین یبقى الطلب الكامن على نقل تجارة الترانزیت عبر العراق، والذي یقدر بأضعاف حجم تجارة العراق الخارجیة خارج حدود طاقة موانئ العراق الاستیعابیة. وتطمح الكویت بإنشائھا میناء مبارك لاقتناص ھذه الفرصة بتغطیتھا لجزء ھام من ھذا الطلب واستغلال المنافع المصاحبة لھذه العملیة في دعم تنمیتھا الاقتصادیة.

یعد میناء مبارك من أھم وأكبر مشاریع خطة التنمیة التي تقوم بھا الكویت لتشكیل محور نظام نقل إقلیمي في المنطقة یدعم خطط الكویت التنمویة. وسیساھم المشروع في انفتاح الكویت على العالم تجاریاً واقتصادیاً وتحویلھا إلى مركز تجاري ومالي عالمي وبعد انتھاء المشروع سیتم إنشاء مدینة للصناعات الخفیفة لدعم المیناء إضافة إلى بعض المباني الحكومیة، وسیتم إنشاء بحیرة صناعیة ومنتجعات سیاحیة، بالاضافة الى إنشاء مناطق سكنیة وتجاریة في المستقبل. وتسعى الكویت بإنشائھا ھذا المیناء لیكون البوابة الرئیسة للتجارة العالمية ولكن هذا يرتبط بتأسيس الربط السككي بين الكويت والعراق لنقل التجارة الى اوربا ومن دون هذا الربط لا يمكن تحقيق الأهداف الكويتية التي استهدفها انشاء هذا الميناء. وفي ضوء هذه الحقائق أصبح الخط التجاري عبر العراق خیاراً اقتصادیاً راجحاً لنقل تلك التجارة كبدیل للملاحة حول رأس الرجاء الصالح في حال انشاء ميناء الفاو الكبير والقناة الجافة الناقلة للتجارة العالمية.

علق هنا