الكاظمي يسدٌد في العارضة

بغداد- العراق اليوم:

فالح حسون الدراجي

إفتتاحية جريدة الحقيقة

في كرة القدم ثمة لاعبون يفضلون التسديد في العارضة على التسديد في المرمى، وأنا ومعي جمهور كبير من عشاق كرة القدم أيضاً نفضل أن يسدد لاعبو فريقنا في عارضة الخصم أكثر مما لو سددوا في داخل المرمى، لان التسديد في العارضة سيخيف الفريق الخصم ويخلع قلب حارس مرماه، ولاعبيه أيضاً.

فتخيل عزيزي القارئ، حالة الفريق، بل وحالة الجمهور المنافس، لو أن لاعبي فريقك سددوا كرتين في عارضة الفريق الخصم في الشوط الأول مثلاً، وتخيل كيف ستكون الروح المعنوية لهذا الفريق ولجمهوره بعد إهتزاز عارضتهم مرتين في شوط واحد؟

أنا واثق أن الرعب سيصيبهم في هذه الحالة أكثر من الرعب الذي سيصيبهم لو سجلت هدفاً أو  هدفين في مرماهم!

 في الميدان السياسي والكروي ثمة تماثل أو تشابه، وأقصد التشابه بين العارضتين فقط، ولا أقول تطابقاً بين الرياضة والسياسة، لأن الأهداف الكروية تسجل في المباريات الرياضية، وفي الملاعب الخضراء، وأمام أنظار الآلاف، أو ربما الملايين من الناس، بينما تسجل أغلب الأهداف السياسية في الملاعب (السوداء)، بعيداً عن عيون المشاهدين، والمراقبين، وفي أغلب الأحيان خلف الكواليس !

أقول هذا وأنا أتابع مباراة السيد الكاظمي السياسية مع الأحزاب والكتل والتحالفات، وسألخص إنطباعي عن سير هذه المباراة بفقرتين فقط.

ولكن قبل ذلك، وددت التذكير بأني كنت قد كتبت قبل ثلاثة أيام مقالة هنا، عتبت فيها على الكاظمي، لأنه تذكر جميع القوى السياسية في تعييناته الأخيرة، دون أن تسعفه ذاكرته لتذكر الشيوعيين العراقيين أصحاب الأيادي النزيهة البيضاء، والقلوب الشريفة الناصعة، وقد أيدني في رأيي - بشكل غير مباشر - الزميل والصديق الأستاذ عبد المنعم الأعسم، رئيس التحرير الأسبق لجريدة الصباح، وقد جاء رأيه في مقال نشره في الكثير من الوسائل الإعلامية العراقية.

وبعيداً عن عتبي على الكاظمي، فإني أسجل إعجابي بالبيان الذي أصدره الرجل، وهو يرد على فضيحة ( الفيلم ) الهزيل الذي عرضته الأحزاب والكتل والتحالفات السياسية بعد صدور  قرارات التغييرات، والذي أنكرت فيه علاقتها أو  حتى علمها، بهذه التغييرات!

والمصيبة ان هذه الأحزاب والتيارات السياسية لم تنكر علاقتها بالأسماء المرشحة للمناصب العليا فحسب، بل إنها أدانت (المحاصصة) التي تمت بموجبها هذه التغييرات !

كم أنتم كاذبون أيها الناكرون - الماكرون - ولا أستثني أحداً -!

لقد أنكرتم ونفيتم ترشيح أي أحد من هؤلاء، بينما أنتم تعلمون  تماماً أن الكاظمي يعرف أنكم تكذبون، وإن الشعب يعرف إنكم تكذبون ، ولكن !!

وعودة الى موضوع تسديدات الكاظمي في العارضة، فإني إتصلت أمس بصديق قريب من الكاظمي، وهو  وزير سابق، وسألته:

- ماذا ستفعل لو كنت في موقع الكاظمي، ورأيت الجماعة كيف ينكرون ويقسمون (بالعباس) ؟!

فقال صاحبي: لو كنت محله، لقلت لهم كلهم، ما دام هؤلاء لا يمثلونكم، وليسوا منكم، فسألغي قرارات تعيينهم !

وأكمل صاحبي: ولقمت حالاً بشطب أسمائهم، وتعيين أسماء أخرى بدلاً عنهم، وبإختياري الشخصي فحسب، وسأحرجهم أمام أتباعهم وأضعهم في مشكلة لا حل لها !

ثم التفت اليً الوزير، وقال:

والآن جاء دورك، ماذا ستفعل أنت لو كنت محل الكاظمي؟

قلت:

لفعلت نفس ما فعله الكاظمي في بيانه أمس، أي أن أقول لهم:

إذا لم يكن هؤلاء مرشحيكم، فهذا يعني أن التغييرات لم تكن تحاصصية، فعلام أقمتم الدنيا ولم تقعدوها علينا، وتتهموننا بالمحاصصة!

وبذلك أضع الأحزاب والكتل في هلع وخوف خشية أن أفضحهم، وأكشف مستورهم !

فضحك صاحبي وقال:

يعني تضربها بالعارضة؟

قلت له ضاحكاً: طبعاً، ولذلك أنا أفضل التسديد في العارضة على التسديد في الشبكة !

علق هنا