دخلت التنظيم عبر قصة حب.. “الأرملة السوداء” من قيادية بداعش إلى التصفية

بغداد- العراق اليوم:

خلال سنوات نشاطها في العراق، لجأت التنظيمات الإرهابية، إلى الاستعانة بالنساء للاستفادة منهن في عمليات بث الرعب وتصدير سيطرتها ومقبوليتها لدى شراح واسعة من المدن أو القرى التي يسيطرون عليها، وأبرز من جند النساء في العراق لأغراض جهادية هما تنظيمي القاعدة وداعش، ليتوسع دور المرأة في العمليات الإرهابية.

عراقيا، كان تنظيم القاعدة اول من نجح بتجنيد النساء في صفوفه، وشكل التنظيم بمحافظة ديالى أول كتيبة انتحاريات نفذن اكثر من 20 عملية إرهابية بين عامي 2006-2007 قبل ان تنجح القوات الامنية وخاصة الاذرع الاستخبارية بتفكيك 4 من اهم خلايا تجنيدهن خاصة في بعقوبة التي كانت مركز الثقل في عمليات التنظيم آنذاك، بحسب مصدر أمني.

وتشير تقارير دولية إلى أن ثلث أعضاء داعش من النساء، كما أن ما لا يقل عن 500 امرأة أوروبية انضممن للتنظيم خلال العامين الماضيين، بينهم نساء محليات من القرى والمدن التي تسقط بيد التنظيم.

وأضاف المصدر أن "القاعدة حاولت استثمار بعضهن،وخاصة من يظهرن تطرفا قويا في احياء عملياته، وقد أعطى التنظيم للكثر من النسوة مراكز قيادية في صفوفه للاستفادة منهن في مجالات متعددة، بينهن امرأة عرفت داخل التنظيم على نطاق واسع، وهي الارملة السوداء".

ويقول ضابط متقاعد برتبة عميد إن "قصة الارملة السوداء قصة يمكن من خلالها فهم طبيعة تعامل التنظيمات المتطرفة مع النساء من خلال تحويلهن الى اداة للقتل والعنف والتطرف وايضا للعبث الجنسي".

وأضاف العميد الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "الارملة السوداء ويطلق عليها ام عبد الرحمن ولها اسماء أخرى، كانت فتاة عادية ثم وقعت فريسة علاقة حب فاشلة دفعتها للانطواء ثم سرعان ما وجدت طريقها الى تنظيم القاعدة حتى بلغت مستوى متقدم في التنظيم وتزوجت امير القاعدة غرب بعقوبة، الذي قتل فيما بعد، ثم اختفت الأرملة وقيل بانها قتلت نهاية 2008، ثم ظهرت بعد سنوات".

يرى متابعون لتحرك وسلوك الجماعات الإرهابية، إن ظاهرة تجنيد النساء في التنظيمات الإرهابية تعود إلى أسباب نفسية وترجع للطبيعة العاطفية للمرأة، فبعد ان تتجاوب مع الخطاب التحريضي الذي يبثه التنظيم على وسائل التواصل، تنخرط دون رجعة.

كما أن الكثير من النساء يرغبن في تغيير الصورة النمطية من المرأة الضعيفة إلى المرأة القوية القادرة على حمل السلاح وتنفيذ عمليات القتل الوحشية، إضافة إلى أن الكثير من المراهقات يتم تجنيدهن عبر وعود بالزواج وعن طريق الرواتب المرتفعة.

أكمل الضابط المتقاعد، أن "الارملة السوداء ظهرت مرة اخرى بعد حزيران 2014 وتزوجت امير الحرب في داعش (ابو اسحاق العراقي) ضمن قاطع شمال ديالى، الذي قتل بعدها بغارة، وبعدها بسنوات قتلت الارملة السوداء عام 2018 على يد التنظيم نفسه في المطبيجة بمحافظة ديالى".

وأشار إلى أن "الارملة السوداء هي صندوق القاعدة وداعش معا، وربما تمثل اداة لفهم الكثير من خفايا التنظيم، لكن الاخير أنهى حياتها، ويبدو ان الامر ياتي في إطار الصراعات بين ما تبقى من قياداته".

رئيس اللجنة الامنية في مجلس ديالى السابق، صادق الحسيني، يقول إن "القاعدة هو اول من استغل النساء وجندهن الى صفوفه بعد بروزه في المشهد الامني للمحافظة في منتصف 2005، واستخدمن لأمرين رئيسين، الأول نقل الرسائل بين قيادات داعش والمساعدة في التجنيد ونقل العبوات والاعتدة الخفيفة لان فهم الطبيعة المجتمعية وعدم قدرة السيطرات تفتيش النساء في اغلب الاحيان شكل عاملا لاستغلال هذا الامر".

واضاف الحسيني، ان "النساء اللاتي برزن في القاعدة وحتى داعش قتلن او تم اعتقالهن من قبل القوات الأمنية"، لافتا الى أن "داعش ووفق المعلومات لم ينجح في احياء اي خلية نسوية منذ سنوات، وما يقال عن الارملة السوداء اصبح من الماضي وانتهى".

 

علق هنا