عندما يثأر موظف مغمور !

بغداد- العراق اليوم:

د. أحمد الركابي

كاتب واكاديمي عراقي

في حمى الصراعات الوظيفية الرخيصة، يأتي موظف مغمور أُبعد عن تشكيلة وفد عراقي رسمي ذاهب للكويت، ليخلط الاوراق ثأراً من الوفد واعضائه لا اكثر ولا اقل، حتى لو كان الثمن تشويه صورة موظفين عراقيين وطنيين واكفاء .

للاسف الشديد هذا هو العراق اليوم، يحترق الاخضر فيه بسعر اليابس !

والموضوع باختصار شديد ان وفداً تشكل في وزارة الخارجية للذهاب الى الكويت في مهمتين محددتين لا ثالث لهما، الاولى متابعة مخرجات مؤتمر الكويت للمانحين، والثانية اعداد جدول اعمال اللجنة العراقية الكويتية المشتركة التي من المقرر ان تجتمع في بغداد نهاية العام الجاري، وغير ذلك لا علاقة له بالوفد لا من قريب ولا من بعيد.

لعل من البديهيات التي يعرفها الصغير قبل الكبير والجاهل قبل العالم، ان قضية وطنية كبرى كترسيم الحدود بين دولتين، لا يتكفل بها وفد اداري يرأسه وكيل وزارة الخارجية عبد الكريم هاشم، وعضوية محمد الحاج حمود مستشار الوزير، وطارق الشاهر معاون رئيس الدائرة القانونية ، بالاضافة الى كل من خليل الشمري وسوسن ورحاب،(اما السفير زيد المذكور اسمه ضمن الوفد فهو متقاعد اصلا فكيف يتم ايفاده؟!!)حتى الكويت نفسها لن تقبل بترسيم الحدود مع وفد اداري بهذا المستوى من التمثيل، بل تريد ساسة وقادة ووزراء لكي تعطي لاي قرار بعده السياسي.

ثم هل سمعتم يوماً ان موضوعاً سياسياً بهذا الحجم والمستوى من الحساسية، يخول فيه موظفون بهذا المستوى ؟ اين الاحزاب النافذة والشخصيات السياسة الفاعلة بالقرار السياسي؟ وهل اصدر مجلس الوزراء تفويضاً رسميا لهذا الوفد للتفاوض باسم العراق في موضوع سيغطي كترسيم الحدود ؟؟

اما هذا الهجوم الخبيث على زميلنا الاعلامي والدبلوماسي الدكتور اسامة مهدي الرفاعي، وغيره من اعضاء الوفد، ومحاولة ربط اسمه بهكذا موضوع، فهي محاولة اخرى للتشويش على اصوات وطنية عراقية كفوءة تمارس عملها في خدمة العراق بصمت ومهنية وبعيداً عن الاضواء، وهو رئيس الدائرة العربية بوزارة الخارجية المسئولة ادارياً عن سفارات وممثليات الدول العربية في العراق، والدائرة العربية هي دائرة سياسية معنية بالشأن السياسي العربي ومتابعة عمل واداء السفارات العربية؟ فما علاقته اذا بقضية فنية كترسيم الحدود؟ اليس هذا خلطاً للاوراق وتلاعباً بمشاعر الناس ؟!

هي وبمنتهى الوضوح، مناورة مكشوفة يريدون من خلالها رمي تركتهم الثقيلة في التنازل عن حقوق العراق التاريخية مع الكويت، على اكتاف موظفين عراقيين مهنيين، ظانين انهم بهذه الطريقة سيتخلصون من هذا العبأ التاريخي الذي سيلاحقهم الى ابد الابدين .

زميلنا الرفاعي مثله مثل بقية اعضاء الوفد؛ هو وبامتياز، فوق كل الشبهات، معروف بوطنيته ومهنيته، ولا يساوم عليهما مهما حدث او سيحدث، لا يرتضي لإسمه ولا لإسم عائلته (لا سامح الله) ان ترتبط بأي شيء له علاقة بالانتقاص من العراق او من حقوقه وحقوق شعبه في موضوع الكويت، ولا في اي موضوع اخر، ونتحدى أياً كان ان يقدم ربع دليل لا دليل كامل على عكس هذا .

والله والتاريخ والعراق وشعبه من وراء القصد.

علق هنا