السنوات العجاف !

بغداد- العراق اليوم:

ترميم العلاقات مع دول الجوار الجغرافي – إذا صح تعبير السيد وزير الخارجية – يجب أن تكون أولوية للحكومة العراقية. ويجب أن نتعامل مع هذه الدول على أساس: “ألف صديق ولا عدو واحد”، من دون أن ننسى بأن البلدان ليست جمعيات خيرية!

أخطاء السنوات الثمان العجاف يجب أن تصحح، ويجب على السيد رئيس الحكومة الحالي أن لا يتعامل مع الدول بطريقة : “العمّة والكنّة” التي إتبعها سلفه، وإنما تكون المصالح السياسية والإقتصادية، والإجتماعية أيضا هي الأساس، من دون الإنجرار خلف أي تصعيد إعلامي على حساب أمن ومصالح البلاد.

***

ملح هذي الأرض نحن، لنا أجداد لازالت قبورهم في (الشعيبة) تضيء صحرائها بالنور، ولنا آباء لا زالت في (جنين) لهم قبور تزيد أرض فلسطين جمالا على جمالها، ولنا أخوة سالت دماهم في ( نهر جاسم )، من أجل هذا الوطن الذي إسمه العراق.

ماتوا ولم يسألوا: من قائد الجيش ؟ عثماني كان أم حجازي أم تكريتي، قتلوا دفاعا عن رجولتهم ، وعن أرضهم، وعن مستقبل أطفالهم.

وسواء كان العدو بريطانياً أم إسرائيلياً أم إيراني، وسواء كان المبرر إعماراً، أو حقا تاريخياً، أو نصرة مذهب، فإن شرف الارض، وشرف العسكرية،وشرف الرجوله، يستحقون أن تُبذل الحياة من أجلها، ومن أجل أن لا يُذَل الرجال، ولا يستمر هضم حقوق النساء.

العراق يجب أن يكون وطن الكل، والمواطنة – وحدها دون غيرها – يجب أن تكون هي أساس التعامل مع الشعب.

أي إنحياز طائفي غير مقبول، فلا إنحياز سوى للعراق ولمصلحة شعبه، أرض الأجداد والآباء والأبناء، شربت رمالها دماء زينة شبابنا، ولن نفرط بها من أجل طموحات سياسي طائفي فاسد، أيا كان لونه، وأيا كان طول لحيته!

***

ليس السياسي وحده الفاسد في المجتمع العراقي وفي الدولة العراقية، وإنما هناك فئة واسعة من الشعب العراقي فاسدة. هذه الفئة هي من تتحلق حول الفاسدين، وتتملقهم، وتنتخبهم، وتحث على تقديسهم، وتحرض ضد من ينتقدهم.

لا نستطيع أن (نضرب) هذه الفئة كيمياوي، ونتخلص منهم في دقائق، لكننا نستطيع أن (نضربهم) بقنبلة الوعي الأوكسجينية، التي ستخلص الجو السياسي من تلكم الانبعاثات التلوثية!

الوعي يبدأ من المدرسة، ومن وسائل الإعلام، ولا ينتهي عند مجلس النواب، الذي عليه مسؤولية تاريخية بتشريع قوانين تساعد على محاربة التجهيل، والوقوف بحزم ضد الدجل والشعوذة التي تنتشر بشكل فضيع – ومسكوت عنه – في المجتمع العراقي!

علق هنا