لعدم ثقة الامريكيين بإستقلالية المحققين اللبنانيين، فريق FBI أمريكي يحقق في إنفجار مرفأ بيروت

بغداد- العراق اليوم:

شدَّد نائب وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل على ضرورة إجراء تحقيق شفاف في الانفجار المدمر الذي هز في وقت سابق من الشهر الحالي مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت، وصرح هيل، خلال زيارة إلى موقع الانفجار الذي خلَّف 172 قتيلا وستة آلاف مصاب وألحق أضرارا هائلة بالعاصمة اللبنانية، بأن الولايات المتحدة «تريد التأكد من إجراء تحقيق شامل وشفاف وموثوق به» في الحادث المأساوي.

وطالب الدبلوماسي الأميركي بضرورة «سيطرة الدولة اللبنانية على الحدود والمرافق الرسمية كمرفأ بيروت لضمان سيادة البلد»، قائلا: «لا يمكن العودة إلى عصر كان يحدث فيه أي شيء عند حدود لبنان وفي مرافئه أسهم في هذا الوضع».

وأكد هيل أن فريقا من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI) سيصل الى بيروت أواخر الأسبوع الحالي للمشاركة في التحقيقات، مشيرا إلى أن ذلك يأتي حرصا من الولايات المتحدة على «حصول اللبنانيين على أجوبة شفافة»، بحسب قوله، ووصل هيل إلى بيروت الأربعاء الماضي، ضمن زيارة رسمية التقى خلالها قادة البلاد بينهم رئيس الجمهورية ميشال عون.

وشكر هيل الرئيس عون على موافقة لبنان على استقبال فريق من مكتب التحقيق الفيدرالي FBI للمشاركة في التحقيقات التي يجريها القضاء اللبناني، مؤكدا أن «بلاده لن تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي بل ستتعاون مع السلطات والأصدقاء والحلفاء في المنطقة لمساعدة لبنان وشعبه الذي يجب الإصغاء إليه والسهر على تحقيق تطلعاته»، على حد قوله.

بدوره، أكد الرئيس عون أن التحقيق مستمر لمعرفة ملابسات حادثة التفجير في المرفأ وأن المطلوب المساعدة في معرفة ظروف وصول الباخرة التي كانت محملة بنيترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت وتفريغها فيه، مرحبا بفريق مكتب التحقيق الفيدرالي لمساعدة الجانب اللبناني في تحقيقاته.

ولفت عون إلى أن عددا من المسؤولين في مرفأ بيروت الحاليين والسابقين هم قيد التحقيق، مشيرا إلى أن الحكومة الجديدة التي سوف تشكل سيكون من مهامها الأولى تحقيق الإصلاحات والمضي في مكافحة الفساد ومتابعة التدقيق الجنائي الذي قرره مجلس الوزراء.

في السياق نفسه، أكد الأمين العام لـ»حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، أن الحزب «لن يسكت على جريمة تفجير المرفأ في بيروت في حال ثبت أن إسرائيل تقف وراءها».

وقال نصر الله مساء أمس الأول الجمعة في كلمته بمناسبة «الانتصار في 14 تموز» عام 2006: إن «حزب الله ليس لديه رواية بشأن تفجير مرفأ بيروت».

وتابع أنه «إذا ثبت أن سبب انفجار مرفأ بيروت تخريبي يجب محاسبة المقصرين لكن علينا البدء بالتحقيق بشأن من يقف خلفه»، وأوضح قائلا: إنه «إذا كانت إسرائيل على علاقة بانفجار المرفأ؛ فلن يتم التوصل إلى الحقيقة في ظل مشاركة FBI في التحقيق الحالي».

وبشأن محكمة اغتيال الحريري، قال نصر الله: «لسنا معنيين بقرارات المحكمة الدولية في قضية اغتيال رفيق الحريري المحكمة الخاصة بلبنان»، وأضاف، «إذا حكم على أي من إخواننا بحكم ظالم كما هو متوقع، فنحن متمسكون ببراءة إخواننا»، مؤكداً أن «القرار الذي سيصدر بالنسبة إلينا كأنه لم يصدر، لأن القرار صدر منذ سنوات طويلة».

وأضاف انه «ليس المهم مضمون قرار المحكمة الدولية؛ بل الانتباه إلى محاولات البعض استغلاله لاستهداف المقاومة»، وتابع: «حماية لبنان تكون بالتمسك بالمقاومة وقواعدها وقدراتها والصبر على كل الظروف والبحث عن طرق لتجاوزها».

ودعا نصر الله أنصاره إلى الهدوء وضبط النفس، وقال: «اصبروا واصبروا..

ولكن قد يأتي يوم نحتاج فيه لغضبكم لننهي كل محاولات جر لبنان لحرب أهلية».

وكان يفترض أن تنطق المحكمة بالقرار في السابع من شهر آب الحالي، إلا أنها «قررت تأجيل الجلسة (إلى يوم 18 آب) جراء انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الحالي».

ومن المرجح أن يحضر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الجلسة في لاهاي، حيث من المفترض أن يتلى الحكم من قاعة المحكمة مع مشاركة جزئية عبر الإنترنت جراء وباء «كوفيد- 19».

 

علق هنا