ماذا يحدث لجسمك عند ارتداء الكمامة أثناء ممارسة التمارين الرياضية؟ إليك آراء الخبراء

بغداد- العراق اليوم:

لا بد أن محبي ممارسة التمارين الرياضية هم الأكثر سعادة بتخفيف قيود الحجر الصحي في كثير من البلدان، فقد أصبح بإمكانهم أخيراً الذهاب إلى الصالات الرياضية والعودة إلى روتينهم المعتاد، مع تعديل طفيف: يتوجب عليهم ارتداء الكمامة أثناء التمارين الرياضية.

لكن هل سيؤثر ارتداء الكمامة على جودة التمارين الرياضية؟ وهل يؤدي إلى أي مضاعفات جسدية ضارة مثل الدوار؟

بحسب ما ورد في مجلة Bustle الأمريكية، يتعيّن علينا ارتداء الكمامة أثناء ممارسة التمارين الرياضية، خاصة في الأماكن المغلقة، حتى لو كان ارتداؤها مزعجاً للغاية، فهي مهمة للغاية في حماية نفسك والآخرين من الإصابة بفيروس كورونا.

لكن، قد تلاحظ بعض التغييرات المثيرة للاهتمام في الطريقة التي يتفاعل بها جسدك مع ممارسة الرياضة أثناء ارتداء الكمامة.

تقول ميليسا موريس، عالمة فسيولوجيا التمارين المعتمدة من الكلية الأمريكية للطب الرياضي: "لا توجد الكثير من الأبحاث في الوقت الحالي عن الاستجابات الفسيولوجية الدقيقة لارتداء الكمامات أثناء ممارسة التمارين الرياضية. وبناءً على أدلة غير موثقة وأبحاث محدودة، يمكن أن يزيد ارتداء الكمامات من معدل ضربات القلب، ويقيد التنفس، ويسبب الدوار، ويزيد من درجة حرارة الجسم".

ولا يعني أي من ذلك أنه لا يمكنك ممارسة التمارين الرياضية وأنت ترتدي كمامة، إذ يمكنك دائماً ممارسة التمارين في المنزل إذا لم تكن تشعر بالراحة أثناء التمرين وأنت ترتدي الكمامة في الخارج.

ماذا يحدث لأجسادنا عند ارتداء الكمامات أثناء التمرين؟

أول ما قد تلاحظه أثناء ممارسة الرياضة وأنت ترتدي الكمامة هو الفرق في قدرتك على التنفس، إذ يحد ارتداء الكمامة من تدفق الهواء، ويمكن أن يؤثر على استنشاق الأكسجين.

وبالتأكيد يحتاج الجسم إلى استنشاق المزيد من الأكسجين أثناء ممارسة الرياضة، لأنه يبذل جهداً أكبر من المعتاد، وبما أن الكمامة تعيق هذه العملية فإنك ستضطر لبذل جهد أكبر أثناء التنفس في هذه الحالة.

وقد تلاحظ ارتفاعاً في معدل ضربات قلبك ودرجة حرارة جسمك عند ممارسة الرياضة أثناء ارتدائك للكمامة.

تقول جاكلين فولوب، اختصاصية العلاج الطبيعي المعتمدة: "يحدث ارتفاع في درجة حرارة الجسم بسبب الحرارة العالقة داخل الكمامة، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة الكلية والشعور بالإرهاق بسرعة".

وهذا الارتفاع في حرارة الجسم، والصعوبة النسبية في استنشاق الأكسجين، سيعني أيضاً أن قلبك يبذل جهداً أكبر من المعتاد.

لذلك من الطبيعي أن تتعرق أكثر عند ممارسة التمارين مع ارتداء الكمامة، وبالتالي ستحتاج إلى شرب المزيد من الماء.

ومن الجدير بالذكر أن الكمامة لا تحبس ثاني أكسيد الكربون بالقرب من الفم، ما يسبب الشعور بالدوار، كما هو شائع؛ إذ إن الأطباء اعتادوا على ارتداء الكمامات لساعات دون ظهور آثار سلبية مثل الدوار.

تبذل جهداً عضلياً أقل مع ارتداء الكمامة

بالرغم من أن جسدك يبذل جهداً مضاعفاً وأنت ترتدي الكمامة أثناء التمرين، فإنك في الحقيقة لن تحصل على نتائج إيجابية مضاعفة كما تتوقع.

إذ وجدت دراسة نُشرت في موقع Sports، وأُجريت على ثمانية أشخاص، أن ارتداء الكمامة أثناء ممارسة تمارين المقاومة، مثل رفع الأثقال، جعل الناس يشعرون بأنهم يبذلون جهداً أكبر، لكن أداءهم العضلي في الواقع كان أقل من الأشخاص الذين يؤدّون الحركات نفسها دون كمامة.

لكن الوضع قد يختلف قليلاً إذا كنت تمارس تمارين الإيروبيك.

إذ وجدت دراسة أُجريت عام 2020، ونُشرت في مجلة Journal of Human Sport and Exercise، أن الكمامات الطبية لا تؤثر على أداء الأشخاص الذين يمارسون الرياضات الهوائية مثل الإيروبيك.

وكل هذا يعتمد على معدل اللياقة البدنية لقلبك وأوعيتك الدموية، ومعدل ممارستك للرياضة، لذا احرص على مراقبة أدائك بانتباه.

يقول عالِم فسيولوجيا التمارين الرياضية بيت ماكول: " إذا كنت لا تشعر بالارتياح عند ارتداء الكمامة فقد تنقبض عضلاتك بشكل انعكاسي، وتغير طريقة تفاعل جسمك مع التمارين الرياضية. وإذا شعرت بالتوتر، فخذ نفساً عميقاً وحاول الاسترخاء قبل بدء التمرين التالي".

تساعد الأقنعة حقاً في الحماية من فيروس كورونا، حتى إذا تعيَّن عليك تعديل توقعاتك المرجوة من التمارين أو تغيير روتينك.

أوضحت توصية نشرتها المجلة الطبية البريطانية British Medical Journal (BMJ، في يونيو/حزيران 2020، أنه إذا لم تكن مريضاً وتعاني من أعراض تنفسية، فإن التمرين باستخدام القناع يعد آمناً، وسوف يساعد في الحدِّ من انتشار المرض من خلال الرذاذ المتطاير من الجهاز التنفسي.

لكن يوصي الأطباء بممارسة التمارين العنيفة خارج المنزل في منطقة نائية بعيداً عن الآخرين، ما يعني أن ارتداء القناع ليس ضرورياً تماماً.

وإذا كنت تمارس التمارين في صالة رياضية أو مع مجموعة من البشر، فإنّ الحفاظ على القناع سيحميك أنت ومَن حولك.

عموماً، يتعيَّن عليك الإنصات إلى جسدك إذا كنت تمارسُ الرياضة مرتدياً قناع الوجه.

خذ استراحة إذا شعرتَ بارتفاع في درجة الحرارة أو بالدوار، أو خصِّص وقتاً للاستراحة حتى تشعر أنك أفضل حالاً.

قد يكون من الجيد أيضاً تسهيل عملية التمرن مرتدياً القناع عن طريق تقسيم روتينك إلى جلسات أقصر، أو عن طريق زيادة مدة جلسة التمرين ببطء.

 

علق هنا