هل يسيطر حزب الله على مرفأ بيروت .. وهل له أسلحة ومتفجرات فيه، وما مسؤوليته عن إنفجار أمس؟

بغداد- العراق اليوم:

هل يسيطر حزب الله على مرفأ بيروت بشكل يسمح له بتخزين أو تهريب مواد متفجرة حسب تفسير بعض الروايات لسبب انفجار بيروت الكبير.

من المعروف أن لبنان بلد له طبيعة خاصة تسمح بأن المرافق الأساسية للبلاد موزعة كمناطق نفوذ بين القوى السياسية والطائفية الكبرى، وحتى المهن ونقاباتها تسود فيها طوائف بعينها.

فالمطار ينظر له بشكل كبير على أنه خاضع لنفوذ الشيعة ولاسيما حزب الله، بينما كازينو لبنان والذي له أهمية اقتصادية وتاريخية كبيرة في البلاد، خاضع لنفوذ القوى المسيحية خاصة حزب القوات اللبنانية، وإلى حد التيار الوطني الحر.

والجيش ينظر له على أن منطقة نفوذ خاصة للمسيحيين لاسيما مسيحيي 8 آذار الموالين لسوريا، وله علاقة جيدة بحزب الله، وخاصة مخابرات الجيش، بينما الأمن العام ينظر له كجهاز أمني شيعي حيث يترأسه اللواء الشيعي عباس إبراهيم (لا يعني ذلك أن أغلبية العاملين شيعة).

والأمن الداخلي يخضع لنفوذ تيار المستقبل السني حتى لو خرج من الحكم، خاصة شعبة المعلومات التي تمثل الجهاز الاستخباراتي النظير لمخابرات الجيش والأمن العام.

ويصل الأمر في الأجهزة الأمنية إلى أنه إذا وقع انفجار إرهابي في منطقة سنية يحقق فيه شعبة المعلومات، وإذا وقع في منطقة شيعية تحقق فيه مخابرات الجيش أو الأمن العام

مع ملاحظة أنه بصفة عامة ازداد نفوذ قوى 8 آذار مع مرور السنوات، خاصة حزب الله على مجمل الحياة في لبنان مع تراجع نفوذ 14 آذار.

تعدد الاتهامات بأن حزب الله يمد نفوذه لمرفأ بيروت.

وقيل إن ما يوصف بالاقتصاد المافياوي للحزب بحاجة الى مرفأ بحري، فاضطر الحزب للهيمنة على مرفأ العاصمة الذي بات يعرف بـ"مغارة علي بابا" تنشط فيه ايضاً أعمال الاستيراد والتصدير "المفخّخة" بالصفقات والرشاوى، بإدارة مجموعات تحظى بغطاء سياسيّ "مقاوم" و"ممانع"، تؤمن دخول ودخول كل ما هو ممنوع.

وحسب هذه الاتهامات فإنه بفعل الحصار على إيران، فقد حزب الله الكثير من القوة والدعم المالي، لذلك لجأ الحزب، إلى توسيع دائرة التهريب واستباحة مرفأ ومطار بيروت الدولي، وتبييض الأموال والتجارة بالمخدرات.

 ويوجه للحزب اتهامات بأنه يحمي شبكة من تجار المخدرات والتهريب، والتهرب الضريبي وتبيض الأموال والسيطرة على مرفأ بيروت والمطار.

كما صدرت هذه الاتهامات من إسرائيل، حيث سبق أن اتهم مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إيران بأنها تنقل معدات إلى حزب الله بحراً عن طريق مرفأ بيروت كما تنقلها جواً من مطار دمشق إلى مطار بيروت.

سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة قال إنه في عامي 2018 و2019 "وجدت إسرائيل أن إيران وفيلق القدس شرعا في التحرك لاستغلال القنوات البحرية المدنية لا سيما ميناء بيروت". وقال إن "ميناء بيروت أصبح الآن ميناء حزب الله".

الأمر الذي استدعى رداً من الحزب على أعلى مستوى.

إذ سبق ونفى أمين عام حزب الله حسن نصر الله اليوم اتهامات إسرائيلية بأنه يستخدم مرفأ بيروت ومطارها لنقل السلاح.

وقال نصر الله "أنا أنفي نفياً قاطعاً ادعاء المندوب الإسرائيلي في مجلس الأمن أن حزب الله يستخدم مرفأ بيروت لنقل سلاح أو مكونات سلاح إلى لبنان".

وأضاف أن الادعاءات الإسرائيلية تهدف إلى جلب قوات متعددة الجنسيات لفرض قيود على الحدود البحرية والجوية والبرية اللبنانية.

مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة أمل مدللي ردت بدورها قائلة إن هذا الاتهام يمثل تهديدات مباشرة على السلام والبنية التحتية المدنية.

هناك مبالغة في هذا الأمر والأخبار في لبنان دوماً أخبار مسيسة، هكذا يقول باحث لبناني رفض الإفصاح عن هويته.

وقال إن فرضية أن حزب الله متورط في الانفجار فرضية قائمة لا نستطيع بشكل مطلق نفيها، كذلك في المقابل لا أحد يستطيع أن يقول بأن لديه ملفاً موثقاً يؤكد سيطرة حزب الله على المرفأ، لكن بالتأكيد لديه نفوذ كأي قوة سياسية لبنانية وهو نفوذ زاد في إطار تعزيز هيمنة الحزب على كل مفاصل الحياة في لبنان.

وأضاف "لكن فرضية ارتباط الحزب بالانفجار تتراجع وفقاً للمؤشرات والمعلومات الأولية التي تشير إلى أن الانفجار سببه مواد كيميائية مخزنة في المرفأ منذ سنوات".

وقال إن موقع المرفأ الجغرافي والسياسي مختلف عن المرافق الأخرى، فهو يقع على تخوم مناطق سكانياً وتاريخياً سنية ومسيحية.

وأضاف كل الحكومات والقوى السياسية التي تضمها حاولت التأثير على المرفأ وأن تفرض رجالها وقد تكون نجحت أو فشلت، مشيرا إلى أنه حالياً الإدارة الحالية للمرفاً محسوبة على التيار الوطني الحر الحليف للحزب باعتباره أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مؤسس التيار.

الرئيس اللبناني ميشال عون والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله/رويترز

ولكنه يرى أنه لأسباب كثيرة ليس هناك نفوذ استثنائي لحزب الله في المرفأ بحكم وجوده في منطقة كثيفة السكان في قلب بيروت وليس قريباً من مناطق شيعية مثل المطار المحاصر من قبل الضاحية الجنوبية لبيروت معقل الشيعة.

كما أن حزب الله لديه طريق بر أكثر أمناً وموانئ كبيرة في سوريا وحزب الله يعرف تماما أن هناك قوى سياسية تترصد به وتحاول تعريته أمام المجتمع اللبناني وموقع المرفأ يجعل ذلك ممكناً، كما أن الحزب لديه حساسية شديدة في الجانب العسكري.

ورأى أن الكارثة الكبرى في لبنان هي الفساد الإداري أكثر من المحاصصة الطائفية.

وأضاف أن هذه الحاويات الكيميائية تم التحفظ عليها قبل سنوات وكان يفترض أن يتم التخلص منها أو إتلافها وأُبلغت المؤسسات الحكومية بأنها قنبلة موقوتة وذلك ليس في عهد الحكومة الحالية.

واستدرك قائلاً: ولكن هذا ليس عذراً للحكومة الحالية لأنها الحكومة المعنية باعتبارها تتولى إدارة البلاد (رئيس الحكومة حسان دياب حاول في كلمته إلقاء المسؤولين على الحكومات السابقة).

وأضاف "الحزب لديه موانئ في جنوب لبنان في مناطق أكثر أمناً من مرفأ بيروت، الأمر الذي يجعل رواية سيطرته على الميناء واستخدامه لأغراضه العسكرية ذات احتمال قليل".

ولكن من وجهة نظره، المسؤولية الأكبر للحزب هي أنه المحرك الفعلي للحكومة الحالية، وكان له دور فعال في أغلب الحكومات السابقة التي تركت هذه القنبلة الموقوتة في قلب بيروت".

علق هنا