التمبل خانة .. شيدها فيصل الأول عام ١٩٢٧ لتكون ثكنة عسكرية، وخصصها الزعيم داراً للمسنين، وأعاد تأهيلها الوزير اللعيبي

بغداد- العراق اليوم:

أبقت سنوات الاهمال الطويلة مؤسسات الدولة وخصوصا تلك التي لا ترتبط بالأمن أو براس السلطة الأساسية ومفاصلها، منسيةً يلفها الاهمال، وتعلوها غبرة زمن قاس.

واحدة من هذه المؤسسات هي دار إيواء العجزة والمسنين الذين كانوا يفترشون الأرض الجرداء بعد عمر مديد؛ كتبت يد القدر نهايته بشكل مأساوي.

ودار المسنين في الرشاد، كانت داراً منسية مهملة، تكتظ بمن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت؛ وكان نزلاؤها ينتظرون ان تلتفت السماء بعطفها لهم؛ علها تخلصهم من عذابات لا تنتهي .

ولربما هيأت السماء من يمد يده وتعاطفه الإنساني لهذه الشريحة المستضعفة، فلم  يكن وجود الخبير النفطي جبار اللعيبي على رأس وزارة النفط من عام 2017 - 2018 مجرد ممر له لإدارة شؤون الانتاج والبيع والتكرير والتوزيع، وإدارة الاستخراج وغيرها من العمليات الفنية البحتة، إنما كان الرجل للأمانة والتاريخ، منحازاً إلى جهة توظيف الجوانب الإنسانية والاجتماعية في عمل هذه الوزارة، فحول منصبه إلى محطة لتطوير البنى التحتية لمؤسسات الدولة؛ بل ذهب الى ابعد من ذلك عبر تأمين حصول المؤسسات الاجتماعية على دعم مالي ومعنوي من خلال تبني الوزارة لسلسلة من المشاريع الخدمية والتطويرية.

بمعنى أن وزير النفط الأسبق جبار اللعيبي حول الموقع الوزاري إلى نقطة ارتكاز وإسناد بقية المؤسسات والوزارات التي تحتاج لدعم وإسناد، مستفيداً من المنافع الاجتماعية في دعم هذه المؤسسات بشكل كبير؛ بل إن عهده القصير شهد إنجازات طيبة في عدد من المحافظات التي كان لنشاط وزارة النفط حضور فاعل فيها؛ سواء في تطوير الكهرباء أو المياه الصالحة للشرب أو تعبيد الطرق أو دعم المدارس وترميمها.

ولعل التفاتة لعيبي إلى دار المسنين في  الرشاد التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، كانت خير شاهد على ما نتحدث .

فما أن اُبلغ عن وضع هذه الدار السيء، التي يعود تاريخ إنشائها إلى عهد الملك فيصل الاول رحمه الله؛ حيث كانت تسمى آنذاك (التمبل خانه)، وقد شيدت في البدء كثكنة عسكرية، إلى أن اتى الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم رحمه الله ليحولها الى دار نظامية رسمية للعجزة؛ ويرعاها ويمدها باسناد الدولة؛ لكنها دخلت دهليز النسيان فترات طويلة، وبقيت مظلمة؛ كأنها لحد قبل القبر، وبقي سكانها منسييين، بل ومدفونين في الحياة مع شديد الاسف، فكان أن مد اللعيبي كفه لهذه الدار، معيداً الحياة لها ولقاطنيها ممن جار عليهم الزمن وغدرت بهم تحولات الدنيا .

وقد تم تأهيل هذه الدار بطريقة محترفة ومختلفة؛ إذ استفاد الوزير اللعيبي من جهود وامكانيات الشركات المتعاقدة مع وزارته لتنفيذ هذه المشاريع المهمة؛ وبالفعل فقد كانت نتيجة هذا التضامن الفريد ان أعيدت الحياة  لهذا المرفق المهم.

رحم الله الملك الوطني فيصل الاول والزعيم الوطني عبد الكريم قاسم، وأطال الله في عمر الوزير الوطني جبار اللعيبي .. وهل هناك أعظم من أن تزرع بستاناً أو حتى شجرة يستريح في ظلها الوافر، أهلنا المتعبون والكبار الطاعنون في الأسى والضيم، والمكتوون بجمر الجحود من أقرب الناس اليهم ؟

 

 

علق هنا