هل في العراق دولة عميقة فعلاً، ومن يقودها؛ ولمصلحة من تعمل ؟

بغداد- العراق اليوم:

يردد بعض المراقبين والمحللين السياسيين والناشطين مقولة ان دولة عميقة ما هي من تتحكم بالبلاد، وأنها تدار بالخفاء، وتدير قراراتها في الباطن، ولا تهتم لقرارات الدولة وقوانينها النافذة.

البعض يقول انها ليست دولة عميقة فقط؛ بل هي دولة موازية تعمل علناً، وتمنح نفسها الحق في إدارة أكثر المفاصل دقة، كالأمن والاقتصاد، كما تؤثر على السياسة أيضاً.

لكن السؤال الدائم، من يقف وراء هذه الدولة(العميقة، الموازية)، هل هي حزبية، تجارية، مافيوية، أم أنها بقايا النظام البائد التي لم يجر استئصالها، فعاودت نسج خيوطها، وبدأت تعمل على استعادة وجودها، ومكنتها هشاشة الأوضاع وضعف الرقابة، والصراع السياسي والانفلات الأمنى من هذا.

بعض الخبراء يعلقون بالقول إن " في العراق أكثر من دولة عميقة/موازية؛ وتتقاطع هذه الدويلات المخفية، لكن دولة النظام السابق العميقة هي الأكثر تأثيرا في الداخل، أنها ارث منظومة البيروقراطية والفساد التي ترسبت في عمق المؤسسات، واستمرت تواصل تثبت أركانها بهدوء، فيما حاولت قوى سياسية ان تبني دولة موازية لها في الوزارات والمؤسسات والدوائر، لكن بنائها هش، وضعيف الولاء.

وتضيف " الدولة الموازية  أو الخفية سمها ما شئت متضامنة في أهدافها، وهي تجني الان ما عملت عليه طوال السنوات السابقة، فقد أفسدت المؤسسات وسمًمت الحياة السياسية، واشاعت الإحباط والانكسار المجتمعي، وصولاً إلى منطق التقاطع الشديد في الشارع والانقسام بين موالاة ومعارضة، وانقسام هذه الوحدات أيضا بشكل اميبي، وهنا لابد من التذكير ان هذه الدولة تمد نفوذها الان بشكل واضح وقوي للتأثير على قرار الدولة الظاهرية.

الدولة العميقة الحقيقية ليست تلك التي يتهم المالكي بتركها خلفه في المؤسسات الأمنية والإدارية وغيرها؛ رغم محاولات جرت لذلك، لكنها دولة البيروقراطية المعقدة التي تسلل إليها بعض بقايا النظام البائد أو اولادهم أو المتحالفين معهم، ووصلوا الان إلى سلم عال من المسؤوليات والمهام وينفذون مشروع إفشال النظام السياسي الجديد، والالتفاف على كل منجز واجهاضه قبل أن يرى النور.

وترى هذه الأوساط ان "مراجعة شاملة وجذرية لكل المواقع والمسؤوليات والأنظمة واللوائح وبشكل تفكيكي، وحل منظومات معقدة من شأنه أن يطيح بهذه الشبكة في الدولة؛ لكن هذا الأمر يبدو مستحيلاً نظرا لامتلاك هذه الدولة لسلطات هائلة في الإعلام والاقتصاد، وتأثيرها المباشر على الرأي العام، مما يؤمن لها قوة وحضوراً مستمراً في المشهد.

 

علق هنا