في ذكرى غزو الكويت .. كم دفع العراق ثمن حماقة صدام ؟

بغداد- العراق اليوم:

أنها حرب الخليج الثانية التي اشعل فتيلها ديكتاتور العراق صدام حسين، فلم تكد دماء مليون شهيد تجف على حدود العراق الشرقية، نتيجة الحرب مع إيران، حتى استدار صدام جنوبا؛ ليحتل الكويت؛ الدولة التي وقفت (معه) بالمال والسلاح ابان حربه على إيران.

فعلها، حاكم بغداد المتجبر، ولم يرف له جفن، فما الذي سيخسره في حرب حصن عنها نفسه واهل بيته وعشيرته ومقربيه، وزج في اتونها اولاد الخائبات، ليموتوا ثمناً لرغبات مجنونة.

احتل العراق الكويت، وحين يسأله أخوه المجرم برزان عن سبب هذه الفعلة، خاصة وإن المجتمع الدولي لن يسمح له أن يبتلع الكويت؛ يرد انه شاهد في منامه عمه المقبور ابراهيم الحسن زوج امه صبحة، وهو مستبشر فرح بما حدث!، وأن ابراهيم الحسن الان يحتفل في الجنة مع الملائكة بهذا الانتصار .

هذا ما يرويه برزان ذاته في مذكراته، فأي حاكم احمق متخلف كان يحكم البلاد، وأي استهتار وصل به ليقود حروباً على منامات شيطانية، ويدمر بنية بلدين وشعبين مسالمين، بعد أن دمر المجتمع الإيراني في حربه العبثية الطويلة.

لقد ضرب صدام مواثيق العالم كله، وداس على ميثاق العمل العربي المشترك الذي كان قد وقعه قبل عام واحد فقط، والأهم فقد هدم صدام العراق بكل معاني الهدم.

لم يترك (الرئيس القائد) الكويت الاً بحرب مدمرة قادتها الولايات المتحدة الأمريكية ومعها ٣٣ دولة من الحلفاء، ولم يخرج العراق من عاصفة الصحراء إلا وكان جيشه هشيماً بجحيم القاصفات والطائرات، وأكثر من نصف مليون قتيل وجريح، ودمار هائل طال البنى التحتية للبلاد.

لقد خسر العراق ما تبقى لديه من حرب إيران، وانتهى مداناً مذعوراً، وقد وقع عنه وزير دفاعه المقبور سلطان هاشم احمد اتفاقية الذل والهوان في خيمة صفوان الشهيرة التي قدم فيها العراق هدية للتحالف مقابل ان يسلم راس صدام من المقصلة الأمريكية.

نعم فقد ادمت هذه الحماقة قلوب العراقيين جميعاً، وتركت اثراً لا ينمحي مهما استطال الزمن، ومهما حاولت آلة البعث ان تبرر، فبعد غزو الكويت انقلبت موازين الشرق الأوسط ولم يعد العالم آمناً ابداً.

وبفعلته الشنيعة هذه يكون صدام حسين قد أسس لاحتلال العراق والإجهاز على دولته، حيث عاش بعد ذلك عزلة وانكساراً، لكنه لم يتوقف عن اجرامه بحق شعبه الذي ثار بوجهه بعد ذلك في انتفاضة اذار الشعبية.

ان العراق الذي خسر آلاف المليارات من الدولارات إزاء تلك الفعلة، خسر استقراره وقوته أيضاً، ولم يعد بعد ذلك، أو يتعافَى إلى يومنا هذا.

فأي نداء أسود هذا، وأي يوم مفجعاً كان؟

 

علق هنا