جدل إلغاء رفع الأذان في قناة العراقية .. أولى القنابل بطريق نبيل جاسم غير المعبد في الشبكة

بغداد- العراق اليوم:

يبدو أن مهمة نبيل جاسم الإعلامي العراقي المعروف؛ والرجل الذي عمل ردحاً من الزمن في صحافة النظام البائد، لاسيما في صحف الزمن وبابل المقربة من عدي نجل الطاغية صدام حسين، فضلا عن حصوله على شهادة الدكتوراه لاحقا، وانخراطه في العمل الإعلامي والتلفزيوني، وعمله في قنوات عديدة، فمن العراقية التي بدأ منها مشواره؛ انتقل إلى السومرية؛ ومنها الى تأسيسه لقناة دجلة التابعة لجمال الكربولي، الرجل الذي يتهم بالفساد وسرقة أموال منظمة الهلال الأحمر العراقية.

انتقل جاسم بعد استقالته من دجلة إلى تأسيس عدد من الوكالات الإخبارية العاملة، كان آخرها وكالة خبرية تتبع رجل الأعمال السني والنائب الحالي مثنى السامرائي، قبل أن يختار أقصر الطرق إلى قناة الشرقية التابعة لسعد البزاز، ليقدم من خلالها برنامجا حوارياً في السياسة وكواليسها.

اتسمت حوارات جاسم بالعقلانية والطرح الموضوعي في الغالب، إلا أنه اندفع في سجال لم يكن يستدعي ذلك مع الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة السابق، واصفا إياه ببوق السلطة،  في مشادة إعلامية مشهورة.

يبدو أن رغبة الكاظمي، ورغبة تحالف سائرون النيابي الذي يسيطر على مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي، هو من امن له الطريق نحو رئاسة الشبكة، بعد أن أخفقت المحاولة الاولى نتيجة الاعتراض ائتلاف دولة القانون؛ لكن المحاولة الثانية نجحت ليدخل مبنى الصالحية الشهير ( مقر شبكة الإعلام العراقي ) من أوسع أبوابه ، وسط تعويل من دفعوا به على قدرته في خلق بي بي سي  بنسخة عراقية!.

بدأ جاسم الرجل المعروف بهدوئه، بأولى خطواته، بإعفاء مدير قناة العراقية الفضائية، وتعيين شخصية إعلامية أخرى بدلا عنه؛ فيما يقول المقربون من واقع الشبكة أنها بانتظار تغييرات كبرى على  مستوى المناصب والمؤسسات الإعلامية التابعة لها.

ويبدو أيضا أن مهمة جاسم ليست فقط إجراء تغييرات إدارية على إدارات الشبكة، قدر ما هي رغبة في تغيير خطابها الإعلامي من موال إلى الحكومة ويعكس نشاطها إلى اعلام محايد ينقل الحقائق ويكون صلة الوصل بين السلطات والشعب.

هذه المهمة، لن تكون يسيرة على اي حال، لكن البوادر قد بدأت كما يقول متابعون لقناة العراقية، التي بدأت بتغطية الاحتجاجات الشعبية في بعض المحافظات الجنوبية المحتجة على سوء الخدمات ونقص الكهرباء.

لكن لم ينته الأمر إلى هنا؛ فقد سرت معلومات عن نية الإدارة الجديدة إلغاء رفع الأذان الإسلامي من على شاشة العراقية؛ والتي تقوم ببثه على مدار اليوم  بواقع خمس مرات، ثلاث على المذهب الجعفري واثنين على مذهب السنة، ورغم أن الخبر غير صحيح لغاية الان؛ إلا أنه آثار جدلا اجتماعيا واسعا على المنصات الإلكترونية، حيث عده البعض خطوة موفقة؛ وتصل باتجاه تحرير القناة الرسمية من التورط في خطاب ديني ليس من مهمتها، وبين من رأه اعتداءً على الهوية الثقافية لغالبية الشعب العراقي، ومحاولة لطمس الخطاب الإعلامي للدولة العراقية المسلمة.

هذه القنبلة الموقوتة ولو كانت وهمية وغير حقيقية، لكنها تمثل اول الاختبارات الصعبة امام جاسم في مهمة يبدو أنها غير سهلة بالمرة، وتحتاج صبر طويل، وعمل دؤوب؛ والأهم السير بحذر في لعبة الحبال المتقاطعة، خوفا من الانزلاق مع جهة دون جهة أو فئة دون أخرى، فهل سينجح جاسم في مهمته هذه؟.

 

علق هنا