وزير النفط إحسان عبد الجبار يقدم (شو إعلامي) باهت ومكشوف وخال من الجاذبية !

بغداد- العراق اليوم:

بشرنا وزير نفطنا الجديد احسان عبد الجبار عبر تغريدة تويترية انه استطاع أن يبيع نفط العراق لمدة شهرين متتاليين بأعلى من الأسعار المحددة لخام برنت!.

هذه البشرى لربما تطمئن من يقرأها من غير العارفين بشؤون النفط وأسواقه، لكنها تدعو للتساؤل أكثر من الابتشار عن هذا المنجز الذي حققه وزير بالكاد تسلم منصبه قبل شهر واحد تقريباً، فإذا كان هذا الشهر حافلاً بهذا المنجز !، فكيف سيكون حالنا ببقية الأشهر والإعوام؟ طبعا هذا الكلام الذي صدر عن الوزير لم يتقبله الكثيرون من الخبراء والمتخصصين الذين يتابعون أسعار النفط والنشرات السعرية العالمية، مثل الخبير الإقتصادي والنفطي الدكتور نبيل المرسومي الذي نشر (العراق اليوم) رأيه العلمي بهذا (الإنجاز)، فضلاً عن خبراء آخرين من ذوي الشأن في المجال النفطي، وكلهم يؤكدون على أن هنالك مغالطة في الموضوع إذ كيف يبيع العراق بتروله بأعلى من المطروح، ولمَ يتحمل المشتري فرق السعر في وقت يشح فيه النقد ويكسد السوق؛ هل يأتي ذلك من أجل عين الوزير إحسان أم من اجل سواد عيون علاء الياسري، أم أن في نفطنا لقاحاً ضد فايروس كورونا مثلاً.

هولاء المراقبون يقولون ان صح هذا الأمر، فإن هناك تفاصيل غيبت، ويجب أن تعرف، كما أن هذا الحديث يثير الف علامة استفهام حول قدرات وزيرنا الخارقة، فبعد سنوات من تولي اصحاب التخصص النفطي لهذه الوزارة، ومنهم العالم العراقي حسين الشهرستاني، وعبد الكريم لعيبي؛ والخبير النفطي المعروف جبار لعيبي، وايضا عادل عبد المهدي وحتىى ثامر الغضبان رغم كل ما يقال عنه من كلام، لم يستطيعوا ان يحققوا هذه المعجزة؛ فكيف بوزير لم تتجاوز خدمته الأيام المعدودة يغلب شركات نفط عملاقة متخصصة ولديها جيوش من الخبراء والمستشارين الذين يحسبونها بالسنتات كما يقولون ؟.

إن حديث الوزير الجديد احسان عبد الجبار هذا فيه تجاوز وعدم احترام بل وتقليل شأن مباشر لمن سبقه، وفيه ايضا تسويق مبكر لنفسه ولوزارته التي لم يرها منذ ان اصبح وزيراً سوى ثلاث أو اريع مرات فقط، لكن يبدو أن معاليه (مستعجل كلش على الشهرة، رغم أنه مشهور منذ أيام السبعة وثلاثين ملف فساد، ومنذ أن سحبت يده من الخدمة، وأعاده للوظيفة الحاج أبو جهاد بذريعة سقط سهواً، التي راح العراقيون يتندرون بها طويلاً، طبعاً بعد ان دفع المقسوم لأبي جهاد) !لذلك ونأمل أن يكون هذا التسويق في محله، وأن لا يصار إلى مبالغات إعلامية أو استعراضية، خصوصا أن الرجل كان قبل خمس سنوات رئيس قسم لا غير قبل أن يأتي به الوزير جبار اللعيبي مديرا لشركة نفط البصرة.

طبعاً، لسنا ضد ان ينجح الوزير أو غيره؛ فنحن نفرح بطبيعة الحال في ان تعود فوائد عالية للنفط على اقتصادنا، لكننا نرى التساؤل ضروري عن ماهية هذه الخطة (العظيمة)، ولماذا لم تنفذها شركة سومو في عهد الوزراء المتعاقبين، فهل كان الخلل بالوزراء السابقين، أم إن (عبقرية) الوزير الجديد فجرت مواهب إدارة شركة سومو، فكان هذا الإنجاز الأسطوري.

 وهنا يتبادر سؤال مهم الى أذهاننا، هو لماذا لم تتفجر مواهب علاء الياسري وجماعته في زمن (عمهم) ثامر الغضبان، خاصة وأنهم كانو معه ( دهن ودبس )؟!

ان الموضوع كما يوضح لنا الخبراء، خال من كل مصداقية، فهو مجرد ( شو إعلامي) سيرتد سلباً على من يقوم به ولو بعد حين.

علق هنا