قبل ساعات من رحلة التناقضات .. هل ستفلح دبلوماسية الكاظمي في وضع العنب الإيراني والسعودي في السلة العراقية ؟

بغداد- العراق اليوم:

بدأ فريق رئيس الحكومة الانتقالية مصطفى الكاظمي ديبلوماسية ناعمة من أهم عاصمتين في المنطقة لغرض تحييد بغداد عن الصراع الإقليمي المحتدم بين العواصم المتناحرة والمشتبكة في الساحة العراقية منذ عقدين من الزمن.

الكاظمي الان يقود مقاربة سياسية قد تفضي إلى أن يخرج العراق من كونه الممر الرئيس لحل الخلاف الأزلي بين الرياض وطهران،  فيما تُقرأ زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظربف إلى بغداد قبيل مغادرة مصطفى الكاظمي إلى الرياض على كونها رسالة ايرانية على ان حضورها وحيزها الحيوي في الساحة العراقية لا يزال متقدما رغم المنغصات التي نجحت الرياض في صنعها، ونجاحها في شيطنة الدور الإيراني في العراق على الاقل إعلامياً.

الكاظمي استلم الرسالة على ما يبدو، وبدل ان يمررها بشكل معتاد،  اختار ان يغير بوصلة البرتوكول الرسمي المعتاد لرؤساء الوزارات الذين يبدؤون عادة الزيارات الإقليمية من أجواء طهران الحميمة، مستبدلاً أياها بأجواء الرياض الساخنة هذه الأيام.

ملخص سريع لما يجري، إذ سيلحظ المراقب ان دبلوماسية الكاظمي الإقليمية ترتكز هذه المرة على العامل الاقتصادي؛ ويبدو أن وزير المالية محمد حيدر عبد الأمير علاوي مكلف بإدارة الديبلوماسية البرغماتية، حيث يسعى العراق للإفادة من التنافس على ساحته في تطوير اقتصاده الذي يعاني ركوداً وأزمة مالية.

لكن جهود علاوي الوزير الباحث عن المال، لا تعجب ابن عمه رئيس الوزراء المخضرم اياد هاشم علاوي الذي انتقد ضمناً جهود الحكومة، حيث أكد أن الهدف من زيارة الرياض من قبل الكاظمي البحث عن المال لدعم حكومته؛ ليفجر علاوي قنبلة بالقول " لكن ليس لدى الرياض المال الان لتعطيه للكاظمي أو غيره!".

المفارقة لا تكمن بين البون الشاسع بين آراء (العلاويين) أياد ومحمد، إنما تكمن في مشكلة الكاظمي الذي سيذهب الى بلدين متخالفين في كل شيء، بدءً من إختلافهما في آذان الصلاة، وليس إنتهاء بطريقة طبخ الباذنجان.

علق هنا