السيرة الذاتية لكلكامش الكاظمي

بغداد- العراق اليوم:

د. حسين القاصد

لم تعرف البشرية أسطورة مذهلة مثل العراق؛ ففي العراق ظهر كلكامش وكان أول عمله صحفيا والصحفي يكون ملماً بأبجديات الأمور.

يقول بعض المختصين انه من ( الشطرة) وقال آخرون انه (مياحي) من الكوت وبعضهم قال إنه ولد في صدر الإسلام في ( ميناء مندلي)!!.

لكن من هو الكاظمي؟ كل من يتصدى لمنصب حكومي يتخلى عن لقبه الحركي أو لقبه الشعبي ويفصح عن اسمه الحقيقي لا سيما إذا كان المنصب رئيسا لحكومة العراق.

كلنا نتذكر أيام التحالف الوطني حين احتدمت المنافسة بين السيد الجعفري والسيد عادل عبد المهدي، كان في وقتها الناطق باسم التحالف الوطني شخص اسمه جواد المالكي؛ وكان جواد المالكي متمسكا بصاحبه الجعفري إلى آخر لحظة، قبل أن يتفق التحالف الوطني على أن يتولى جواد المالكي نفسه منصب رئاسة الوزراء وعلى الرغم من أن الجعفري مغرم بالشعر واللغة ولا يظهر بصورة الا ومن خلفه مكتبة كبيرة، ومثله عبد المهدي الذي كان والده وزيرا للمعارف وكان عادل عبد المهدي يمارس العمل الصحفي ويكتب المقالات، لكن الجعفري انشغل بالمارد الذي سيخرج من القمقم ولم يذكر لنا شيئا عن حياة كلكامش أيام صدر الإسلام ومثله عبد المهدي المهتم بالاقتصاد، فهو لم يسافر إلى الصين عبر ميناء مندلي الذي لا نعرف حتى الآن على أي بحر يقع هذا الميناء.

لكننا لم نر جواد المالكي، فالذي تسلم السلطة أفصح عن اسمه الحقيقي وعرفناه للمرة الأولى بأنه نوري كامل المالكي ماجستير لغة عربية من أهالي طوريج، ولا توجد وقتها كلية أهلية في طوريج تمنح البكالوريوس بمعدل ٥١ ولاشيء عن كلكامش وميناء مندلي.

اسوق هذه المقدمة لأقول أن الذي يعمل في الصحافة لا يقع في مطبات من مثل ظهور كلكامش في صدر الإسلام، وليس له أن يتخيل ميناءً في مندلي، كما أن الذي يتصدى إلى أعلى هرم في السلطة عليه أن يتخلى عن اسمه الكلكامشي ومعلوماته المندلاوية ويفصح عن اسمه الكامل لأنه رئيس حكومة العراق ولأن النظام الإداري في العراق يطالب اي شخص مسؤولا كان أم مواطنا عاديا، يطالبه بالاسم الثلاثي واللقب.

فإذا كانت معلوماتنا ضبابية عن كلكامش ونسبه وعشيرته، وإذا كانت معلوماتنا عن جغرافية العراق وموانئه غير دقيقة ولا نميز بين مندلي وأم قصر، فهذا لا يعني أننا لايتسنى  لنا معرفة رئيس حكومتنا؛ فهل لنا أن نخاطبك باسمك الحقيقي دولة رئيس الوزراء؟  اسمك الثلاثي واللقب ضروري جدا في الخطابات الرسمية لأنها خطابات دولة وليست خطابات صفحة شخصية في التواصل الاجتماعي ليكتب كل شخص اسمه كما يحلو له.

علق هنا