في ذكرى وفاتها.. أغنية أسمهان لا زالت تثير جدلا

بغداد- العراق اليوم:

أعادت ذكرى وفاة المطربة السورية، أسمهان، التي حلت يوم أمس 14 يوليو 1944، إلى الأذهان أحد أشهر أغانيها على الإطلاق، والتي يدور جدل على مواقع التواصل الاجتماعي حول أصلها.

يدور الحديث عن أغنية "يا حبيبي تعالى الحقني شوف اللي جرى لي"، والتي انتشرت تسجيلات لها مرفقة بأغنية كوبية تحمل عنوان "اليتيم الصغير" El Huerfanito ضمن ألبوم لرباعي أنطونيو ماتشين، صدر في نيويورك بين عامي 1930-1931.

وكان الكاتب العماني، سليمان المعمري، قد فسّر هذه المصادفة من قبل في صفحته على موقع "فيسبوك"، بأن الأغنية في الأصل لم تكن لأسمهان، وإنما كانت للممثلة المصرية من أصل لبناني، ماري كويني، التي كانت خالتها هي المنتجة السينمائية الشهيرة، آسيا داغر، والتي غنتها في فيلم "زوجة بالنيابة" (1936) من قصة وسيناريو وحوار وإخراج وبطولة أحمد جلال، الذي تزوجته عام 1940. والتقت ماري كويني وأحمد جلال وآسيا داغر عام 1931، وانخرطوا فيما يمكن وصفه بفريق عمل متكامل للإنتاج والإخراج والتمثيل وكتابة القصص والسيناريو والحوار، حتى أن ماري كويني كانت تقوم نفسها بالمونتاج.

    يا حبيبي تعال الحقني شوف اللي جرى لي

    من بعدك

    سهرانة من وجدي بناجي خيالك

    مين قدك

    وأنا كاتمة غرامي، وغرامي هالكني

    ولا عندي لا أب ولا أم ولا عم أشكي له

    نار حبك

    روحي وقلبي وجسمي وعقلي وجمالي

    في يدك

    محتارة أعمل لك إيه في دلالك

    وف صدك

    ليه أخبي غرامي، وغرامي هالكني

    لا أشكي وأبكي وأحكي بلكي يا غزالي

    يلين قلبك

بل ودخل ضمن مهام أحمد جلال كتابة كلمات الأغنية، التي تبدو بمقاييس ذلك الزمان (الذي كتب فيه أحمد رامي، بيرم التونسي، مأمون الشناوي، أبو السعود الإبياري، حسين السيد) غير لائقة على أقل تقدير. ولهذا السبب كانت استعانة الفريق بملحن شاب مغمور آنذاك، مدحت عاصم (لم يتجاوز عمره 27 عاما وقتها) منطقيا، حتى لا يدفع المنتج أجورا إضافية.

وتابع المعمري أن "صوتا ساحرا كصوت أسمهان كان قادرا على أن يخفي كل ما في أي أغنية من عيوب، كما تنظف إسفنجة مبللة بقايا الطعام من صحن زجاجي" وهو ما جعل هذا "النظم ينطلي علينا، وصرنا نقاسمه حصة من الولع".

ترى هل يتغير انطباعنا الآن عن أسمهان، أو عن مدحت عاصم؟ أو قل هل يتغير انطباعنا عن الأغنية التي حفرت في وعينا الكثير من الذكريات والمشاعر التي انتقلت من أجيال سابقة إلى أجيال لاحقة؟ بل والسؤال الأهم: من كان السبب في صهر كل تلك الثقافات والتيارات الموسيقية وحتى الكلمات "المتواضعة فنيا" في بوتقة فنية تحركت عبر المكان والزمان إلينا اليوم على "فيسبوك".. هل هو أنطونيو ماتشين، أم أحمد جلال، أم مدحت عاصم، أم أسمهان؟

وأسمهان هي "آمال الأطرش"، مغنية وممثلة سورية، وشقيقة الموسيقار والمطرب، فريد الأطرش. وهي الابنة الوحيدة التي كتب لها الحياة في أسرتها. والدها فهد الأطرش، درزي من جبل الدروز في سوريا، وكان مدير ناحية في قضاء ديمرجي في تركيا، ووالدتها علياء المنذر، ولديها شقيقان هما فؤاد وفريد، وقادها الأخير إلى عالم الفن، لتصبح من ألمع نجوم مصر والعالم العربي في الغناء.

علق هنا