العواصف تحوم حول "الإمبراطور" والورثة يهددون بوقف المشروع

بغداد- العراق اليوم:

لا يزال مشروع مسلسل "الإمبراطور"، الذي يتناول قصة حياة الفنان الراحل أحمد زكي يثير المشكلات، رغم أنه في مرحلة الإعداد المبدئي منذ إعلان محمد رمضان شروعه في تقديم العمل.

وتخلص محمد رمضان من عقبة الترشيح الأول للمخرج والمؤلف، التي تسبب فيها اعتذار المؤلف وحيد حامد، والمخرج محمد سامي لارتباطهما بأعمال أخرى، وتم التوقيع مع المؤلف بشير الديك، الصديق المقرب للراحل، وجارٍ ترشيح أكثر من مخرج، ربما أقربهم للمشروع هو المخرج محمد شاكر خضير، الذي تميز بإخراج أعمال تعود لفترات زمنية ماضية مثل مسلسل "جراند أوتيل" و"طريقي".

وبعد حل هذه المشكلات، التي تخيل البعض أنها الأكبر في طريق تنفيذ المشروع، ظهرت مشكلة الورثة، التي قد تطيح العمل بأكمله، حيث رفضت عائلة الفنان الراحل تجسيد قصة حياته بدون الرجوع إليهم، والإمداد بالمعلومات الحقيقية التي تخص علاقته بوالدته ووالده وأشقائه، خوفاً من اللغط المنتشر حول هذه العلاقة، واشترطت العائلة أيضاً أن يتم عرض سيناريو العمل بالكامل عليهم، حتى يبدوا آراءهم بعد الكتابة، ويتم تعديل أي ملاحظات يرونها في غير محلها.

وظهر رامي بركات، الأخ غير الشقيق لهيثم أحمد زكي، ليعلن عبر محاميه الخاص أن محمد رمضان لم يتحدث معه بوصفه الوريث الوحيد، ولم يتم عمل الإجراءات القانونية المفترضة في حالة رغبة أي جهة تقديم عمل عن حياة الراحل، وأهمها تقديم العمل بالكامل مكتوباً له لقراءته والموافقة أو عدم الموافقة على ما يتضمنه من أحداث، وأبدى رامي في حالة الاتفاق أن يمد أسرة المسلسل بكل ما يملكه من متعلقات تخص الراحل لتظهر في العمل ليكون واقعياً.

 في حين  رفض والد رامي "عز الدين بركات"، تجسيد شخصية زوجته الراحلة هالة فؤاد بالمسلسل، من قريب أو بعيد، بوصفها الزوجة الوحيدة للراحل ووالدة نجله. وهدد بمقاضاة أي عمل يذكرها؛ لأنها رفضت أي ظهور إعلامي بمجرد اعتزالها وارتدائها لحجاب، وهذا يوضح رغبتها في البعد التام عن الأضواء.

ومن جانب آخر، أخبرنا أحد أصدقاء الابن الراحل، أن هيثم قال له ذات مرة إن والده كان يرفض من قريب أو بعيد تجسيد قصة حياته من باب حرصه على عدم كشف الجوانب الشخصية التي يعتبرها أسراراً تخصه وحده.

ويبدو أن مشكلة الورثة ستكون عقبة حقيقية أمام أسرة مسلسل الإمبراطور إلا في حالة الحصول على موافقة كتابية أو تفويض من جميع الورثة بعد الاتفاق على شروط مادية أو غير ذلك.

ومن ناحيته رفض الفنان محمد رمضان التعليق على الأزمة، بينما قال المؤلف بشير الديك لـ"اندبندنت عربية"، الذي يكتب حالياً معالجة مبدئية للمسلسل، وأخبرنا، "أن أزمة الورثة متوقعة وغير مفاجئة، وقد لا يكون منطقياً أن يوافقوا على أحداث معروفة وتفاصيل تخص حياة الراحل لم يعاصروها، بل عاصرها غيرهم من الناس، لهذا فالحكم المطلق للأسرة في هذه النقطة قد يكون غير عادل، وقد لا يفيد السياق والبناء الدرامي، لكن لهم كل الحق فيما يخص حياتهم الشخصية وتفاصيلها.

وتابع، عموماً حلا لأزمة الورثة المتشعبة، فسيتم التركيز على قصة حياة أحمد زكي كرحلة صعود فنية وإنسانية، بعيداً عن تفاصيله الأسرية التي قد لا يكون وقعها مؤثراً في رحلته الثرية، التي ستبدأ منذ أولى خطواته الفنية وحتى يوم وفاته. وسيتم التطرق لهذه المراحل فقط عبر حلقات المسلسل، وبالطبع لن يمكن تجاهل حياته بشكل كامل، ولكن سيتم التعرض لها بشكل ثانوي من باب الحبكة الدرامية وضرورة إكمال الدائرة الدرامية.

وحول ما تردد عن رفض الفنان الراحل تجسيد قصة حياته، أوضح الديك، أن هذا الكلام ربما يكون خالياً من الصحة بشكل كبير، فهو لم يسمع بأمر كهذا طوال تاريخ الراحل، ولم يتحدث أبداً عن رفض أو كره لتجسيده، فقد كان يعلم أن لقبه رئيس جمهورية التمثيل ويعلم قدره ومحبته بقلوب الوسط الفني والجمهور.

وأكد الديك، أنه عاصر الفنان الراحل، وتعاون معه فنياً في عدة أفلام سينمائية، مثل "النمر الأسود"، و"موعد على العشاء"، و"ضد الحكومة". ولهذا فهو يعرف عنه الكثير من التفاصيل، خصوصاً أن هذه الأفلام من الأعمال البارزة في حياته، ولها وقع خاص لديه ولدى الجمهور.

وأشار الديك أن حياة الراحل الفنية ثرية ومليئة بأحداث مؤثرة ورائعة وغنية، ولهذا فالتركيز على حياته الفنية وأعماله قد يكون غير ناقص على الإطلاق بوضع حياته الخاصة محل الخلاف، مع التنويه عنها كخطوط عريضة. والمثير في الموضوع أن الجميع يعلم أن أحمد زكي ولد في ظروف صعبة، وتوفي والده وهو بعمر عام واحد، وتزوج امرأة واحدة، وأنجب ابناً واحداً، لذلك فلا يوجد أسرار ضخمة بحياته الشخصية تستحق المعارك والمحاكم أو توقيف عمل بهذا الثراء، فالجمهور يحب أحمد زكي الفنان المتوهج العظيم بأعماله، وهذا كافٍ لبناء سياق درامي عظيم نراهن عليه بكل قوة.

 

علق هنا