دراسة أميركية تعزز “اعتقادًا شعبيًا” سابقًا انتشر في العراق حول كورونا.. هل نمتلك مناعة مسبقة؟

بغداد- العراق اليوم:

لطالما تداول العراقيون منذ بدء ظهور الوباء، وتأخر ظهوره في البلاد وبدء تسجيل اصابات منخفضة في بداء الامر مقارنة بالدول الاخرى، معلومات عديدة حول “حصانة العراقيين” من الفيروس، ومن بين هذه المعلومات الحديث عن وقوف لقاح “السل الرئوي” الذي يتلقاه معظم العراقيين منذ الصغر، وراء تخفيف الإصابات وكبح جماح الفيروس.

لقاح السل.. وتخفيف الاعراض والوفيات!

ومؤخرًا، أكدت دراسة حديثة أن مطعوم السل أو التدرن الرئوي، المعروف اختصارا باسم “بي سي جي”، يمكن أن يوفر حماية ضد الإصابة بفيروس كورونا المستجد، لا سيما وأن اللقاح مصمم للحماية من التهابات الرئة، ويعزز المناعة ضد الإصابة بفيروسات معدية.

وتوصل الباحثون في الولايات المتحدة إلى وجود صلة واضحة في انخفاض معدل الوفيات بمرض كوفيد-19 لدى الأشخاص الذين حصلوا على مطعوم السل في شتى أنحاء دول العالم، مع الأخذ بعين الاعتبار الفروقات الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية.

ووجد العلماء أنه حيثما كان هناك معدل انتشار أكبر بنسبة 10 في المئة للقاح السل في منطقة ما، كان هناك أيضا انخفاض بنسبة 10.4 في المئة في معدل الوفيات الناجمة عن الإصابة بـفيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19.

وتمت الاستعانة بلقاح ضد السل لأن فيروس كورونا يلحق ضررا كبيرا بجهاز الإنسان التنفسي، أو يؤدي إلى إصابته بالتهاب الرئة في الحالات الأشد.

ويقول الباحثون إن لقاح السل قد يكون مفيدا لدى الأفراد المعرضين لخطر كبير، مثل العاملين الصحيين والعاملين في الخطوط الأولى ضد الوباء، وضباط الشرطة، أو أولئك الذين يعانون أمراضا أخرى مثل السمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.”

وأكدوا أن مطعوم السل يمكن كذلك أن يعزز من الحصانة المكتسبة لدى الفئات العمرية الضعيفة بدنيا مما قد يخفف من شدة أعراض الإصابة بوباء كوفيد-19.

وتم استعراض هذه الدراسة من قبل الأكاديميين في معهد فرجينيا للعلوم التطبيقية وجامعة نيويورك والمعاهد الوطنية للصحة، ونشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم.

وكانت دراسة في أبريل الماضي قد توصلت إلى أن معدلات الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا، أقل بنحو ست مرات، في البلدان التي لديها برنامج تطعيم وطني.

لماذا وفيات العراق مرتفعة؟

وبالرغم من ان الدراسة تؤكد على ملاحظة انخفاض في الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا لدى الاشخاص والبلدان التي لديها برنامج لقاح من السل الرئوي، إلا أن تضارب غير مفهوم يحدث فيما اذا قارننا الوفيات بفيروس كورونا في العراق، التي شهدت بداية الامر ارتفاعا كبيرا بالنسبة للاصابات، فيما اعتبر المسؤولون في وزارة الصحة وعلى رأسهم وزير الصحة حسن التميمي مؤخرًا، أن الوفيات مقاربة للنسبة الطبيعية الموجودة عالميًا مقارنة بعدد الاصابات المشخصة.

ومع ذلك، فإن استمرار الوفيات بالمعدل العالمي، يطرح تساؤلات عن تأثير لقاح السل الذي يعطى في برنامج حكومي للعراقيين منذ ولادتهم، ويعيد الى الاذهان التساؤلات والمؤشرات التي سبق وان طرحها مختصون، بوقوف العلاجات المتبعة في المستشفيات العراقية، وراء ارتفاع الوفيات بالفيروس ولاسيما الهيدوركلوروكوين (علاج المالاريا) والذي نشرت تقارير عالمية تفيد بوقوفه وراء رفع عدد الوفيات.

 

علق هنا