احموا ظهر الحشد الشعبي !!

العراق اليوم- المحرر السياسي :

يتعرض الحشد الشعبي هذه الأيام الى هجمة إعلامية، وسياسية شرسة، لم يسبق لها مثيل منذ انبثاقه قبل سنتين ونصف تقريباً. وهذه الهجمة المنتظمة المدروسة تسعى بشكل محموم لرسم صورة مشوهة لفصائل الحشد الشعبي كي ترتكز هذه الصورة وتبقى في ذهن المواطن العراقي وغير العراقي، بحيث لا يسمح بتغييرها، أو تصحيحها مهما حاول نجباء وشهداء الأعلام الوطني الحر من محاولات حثيثة ومنصفة لإظهار الصورة الحقيقية لأبطال الحشد الشعبي. فالصورة الواحدة، والوحيدة التي يجب أن تبقى في الذهن العراقي- كما رسمها مسؤولو الهجمة المعادية- هي صورة الحشد (الطائفي) بفصائله (وميليشياته) المسلحة (الدموية) التي تقتل وتغتصب وتنهب وتهدم المنازل وتهجر الناس على الهوية، وهدف الأعداء من ذلك تسقيط الحشد الشعبي داخلياً وخارجياً، لتسهل عليهم إزاحة هذه العقبة الكبيرة من طريق طموحاتهم، ومخططاتهم السياسية والطائفية والتقسيمية. فهم يظنون- وظنهم صحيح طبعاً- أن الحشد الشعبي بمشروعه المناوئ للاحتلال، والتقسيم، والعمالة، والارتزاق، والتبعية، والفساد، سيحرمهم حتماً من تحقيق أهدافهم الشريرة، حيث أتضح ذلك من خلال الأدوار التي لعبها الحشد الشعبي في طرد (داعش)، وأذنابه من مواقع عراقية كثيرة، كان فيها للسياسيين الخونة والعملاء منافع، ومصالح، وأدوار، ومفاسد كبيرة.

إن أعداء الحشد الشعبي يسعون هذه الأيام بكل الوسائل الى تشويه صورة الحشد، فتارة ينسبون العصابات الاجرامية التي تطوف شوارع بغداد الى الحشد الشعبي، وتارة يتهمون أحد فصائله بعملية خطف (مفبركة)، أو قد يدعون أن لهذا الفصيل المقاتل نواباً يسعون لتمزيق وحدة البرلمان العراقي (وكأن البرلمان العراقي واحدٌ موَّحد)؟!

 أو يسعون لتفتيت بنية (التحالف الوطني) من خلال تأسيس جبهة الإصلاح .. وتارة يطالب بعض السياسيين المأجورين، بالحماية الدولية لهذه المدينة، أو لتلك، كما حصل مع مدينة المقدادية قبل سنة تقريباً أو لمدينة تكريت قبل سنتين- لأنهما كما يقولون تتعرضا للإبادة والتطهير العرقي على يد مسلحي الحشد الشعبي، ولم يسأل واحد من هؤلاء السياسيين عن هوية الفصائل التي حمت المقدادية، وتكريت من شرور الاحتلال. وهل يمكن لمن نزف دماً من أجل حمايتهما من اعتداءات داعش أن يفكر واحداً في المليون في أن يعتدي عليها بنفسه؟!

 لقد نشط أعداء الحشد هذه الأيام في انتاج برامج، وافلام دعائية، ونشرات اخبارية وبيانات ومؤتمرات صحفية ومقاطع فيديو مفبركة وصور مركبة  بالفوتو شوب، واعلانات، وتحقيقات مدفوعة الثمن، وتصريحات صلفة لسياسيين بارزين، ورسائل طائفية، وتقارير كاذبة لمراسلي قنوات فضائية معادية، كلها تنشط، وتهدف الى تسقيط هيبة الحشد الشعبي وتشويه صورته الناصعة. إذ ما أن تدير مؤشر (الريموت) نحو احدى القنوات المعادية لنا، حتى تصدمك الأكاذيب الفجة، وتقتحمك السموم، وتزكم أنفك الروائح النتنة التي تنبعث من كل مسامة من مسامات المتحدثين عبر هذه الشاشة او تلك، حتى تشعر بالغثيان من هذا الحجم الهائل من الدجل والتزييف، والافتراء، والكراهية المقيتة.. فتنبثق الأسئلة في عقلك، تبحث عن السبب الحقيقي لكل هذا الحقد على هؤلاء الفتية، الفتية الشجعان الذين مضوا لساحات الشرف، مضحين بحياتهم من أجل حماية عرض وأرض هذا السياسي الجاحد الحاقد الفاسد..

 وهنا لا تجد على لسانك غير سؤال واحد، يقول:

 -أيعقل أن يكذبوا عليك بهذه الطريقة (الفطيرة)، بينما هم يدرون أنك تعيش في العراق، وتعرف أكثر مما يعرفون، فكيف يجرؤون على احتقار عقلك، ووعيك بهذه الأكاذيب السمجة، والمفضوحة؟

ورغم كل هذا النشاط المعادي المحموم، فأنا واثق من أن الصورة الناصعة التي رسمها أبطال الحشد الشعبي بدمائهم الزكية، وهم يحررون عشرات القرى المدن العراقية من دنس الدواعش، لا يمكن أن ينالها حقد الأعداء، أو يشوهها اعلام الطائفيين والنفعيين والعملاء المرتزقة في الداخل والخارج.

قبل الختام أقول، أن أعداء الحشد الشعبي ليسوا كلهم طائفيين معادين، تدفعهم أحقادهم الطائفية، إنما هناك أيضاً عناصر (سياسية) من نفس لون الحشد، عناصر خائفة من جماهيرية الحشد الشعبي، وخوفها يأتي من خشية  أن يكون لقادة الحشد في العراق- أي بعد اندحار داعش وخروجه النهائي -دور سياسي وبرلماني ستمنحه لهم الجماهير الشعبية، جراء تضحياتهم، ومواقفهم البطولية، متناسية -أي هذه العناصر -أن تكريم الشعب للمضحين والذائدين عنه بدمائهم حق مشروع، بل وواجب أيضاً ..

 وهنا أستشهد بموقف للزعيم السوفياتي (ستالين) الذي كان يحضر مهرجاناً احتفالياً كبيراً بمناسبة الانتصار على الفاشية، إذ فجأة لمح أحد الضباط (المبتورة أيديهم) واقفاً في زحمة الحضور.. فنهض ستالين، وتقدم نحوه، ليأخذ بيده، ويقوده نحو المنصة، ويجلسه في مكانه، ولما حاول الضابط الاعتذار عن الجلوس، أبتسم ستالين، وقال له: أنت أحق مني بهذا المقعد.. فنحن نحتفل اليوم بالنصر على الفاشية، وأنت من صنع لنا هذا النصر.. وأنجز لنا كل هذا الفرح، وهذا الاحتفال!!

هكذا ينظر الآخرون للمضحين، وليس كما ينظر ظافر العاني أو (غيره)!

لذا دعوني أتوجه بندائي لجميع العراقيين الشرفاء، وأقول له:

 احموا ظهر حشدكم الشعبي، فظهره اليوم مكشوف أمام الأعداء الحاقدين!!

 

علق هنا