هل سيبني الكاظمي عاصمةً أخرى للعراق، ماذا يعني اطلاقه لمشروع المدن الجديدة؟

بغداد- العراق اليوم:

لمن عرف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، كاتباً ومثقفاً، سيعرف ان للرجل طروحات وطموحات، ولربما ولع في العمران وتاريخ المدن، واسس الحضارات، وسيعرف انهُ زامن وعاش واقترب من فكر العمران الحديث، وقرأ نتاج المفكرين في مجالات العمارة وتاريخ المدن والبلدان، بل ان الفيديو الذي ظهر فيه الكاظمي متحدثًا كان محور حديثه عن العمارة وفنونها، وتحدث فيه عن رائد العمارة العراقية، والمفكر العراقي الراحل محمد مكية، وكان يتحدث عن بغداد العاصمة ومبانيها التراثية، وعلاقة المدينة بالنهر، واسترسل في حديث مسجل، عن رؤيته كمثقف بغدادي لتطوير  المدينة، وحفظ هويتها.

اليوم، اتاحت الظروف والتبدلات، لهذا البغدادي المتطلع، والعارف بدور الثقافة، وعلاقاتها الانسانية، واثرها الحضاري في تكوين مشهد الدولة، وإدارة هيكل المجتمع، وتكوين البنى الحضارية، اتاحت له فرصة تاريخية في ان يقف على رأس الهرم في الدولة، ويدير شؤون البلاد التي طالما حلمت ان يعيد التاريخ نفسه فيها على الآقل اعواماً قليلة، كي تدور عجلة البناء والتنمية والاعمار، كما دارت في زمن الشهيد الخالد الزعيم عبد الكريم قاسم.

لذا فإن ثمة املاً يحدو الجميع، ان ينتهي الكاظمي سريعاً من ملفات السياسة، وان يلتفت الى ملفات البناء، وان تساهم حكومته في تحريك عجلة الاعمار المتوقفة، لاسيما وان الأقتصاد العراقي يعاني من ركود متواصل، وثمة تفكك في عراه الفاعلة، بعد ان حولت دولة الفساد المردود النفطي الى مجرد ثقب اسود يستنزف الموارد دون نتاج على الارض.

الكاظمي ترأس قبل ايام قليلة اجتماعاً لمجلس الاسكان الأعلى في البلاد، ناقش فيه ملف المدن الجديدة في العراق، وهو مصطلح يكاد يكون جديداً على الادبيات المتداولة في الخطاب الحكومي على مدار عقد ونصف تقريباً، وهو اشارة الى ان ثمة توجهاً نحو انشاء مدن جديدة، تستوعب الزخم السكاني الحاصل في المدن القديمة وتحل مشكلة الانفجار السكاني غير المسبوق في العاصمة بغداد التي لم تجرِ عملية علمية لتوسيعها وتطويرها عمرانياً منذ عقود طويلة، بل ان الحاجة واضحة وملحة فعلاً لأن يتوجه الكاظمي لتوظيف جزء من ايرادات الدولة لانشاء عاصمة ادارية جديدة للبلاد، وان يخرج العاصمة الأثرية من حسابات الصراع السياسي والطائفي، وان ينهي التفكير السطحي الذي مسخ المدينة، وحولها الى محطة مزدحمة بالمقار الرسمية والامنية الى الحد الذي ضيع هويتها الثقافية والتاريخية، وصيرها خزاناً بشرياً غير متجانس!.

فهل سيفعلها الرجل، ويفاجئ الجميع بإعلانه عن ولادة بغداد أخرى، وان تظهر مدينة إدارية متطورة لتكون بوابة الولوج الى عالم حديث منسجم مع تغيرات العالم الجديد؟.

 

علق هنا