تحالف عراقيون .. هل هو مشروع دولة كما يدعي مؤسسه، أم مشروع مصالح وبزنس في الدولة؟

بغداد- العراق اليوم:

رأى مراقبون ومواطنون، أن اعلان عمار الحكيم لتحالف (عراقيون)، المؤلف من 41 نائباً من قوى متعددة، لاسيما قوى صغيرة تبحث عن مصالحها، لا يعدو كونه تحالف مرحلي آني، يبحث عن مصالح مادية ونفعية ضيقة، وسينهار هذا التحالف ما أن يواجه أول اختبار حقيقي لمصداقيته.

وقال المراقب علي التميمي، أن " المساعي كانت حثيثة من قبل عمار الحكيم و (العراب الكبير للمشاريع) برهم صالح، لتأمين غطاء نيابي لحكومة مصطفى الكاظمي، حيث وقف الرجلان ومعهما رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي وراء ترشيح الكاظمي لهذا المنصب، وقد مرر الرجل بطريقة أو أخرى حسب الظروف الصعبة التي واجهت كل القوى السياسية بعد استقالة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي".

وبين أن" الفكرة الأساسية كانت تبحث عن تحالف نيابي قوي يتجاوز المائة نائب على الأقل، لغرض تكوين جبهة تدعم الكاظمي وحكومته، الا أن هذه المساعي اخفقت بعد أن رفضت قوى عديدة الإنضمام لتحالف غير معروف النوايا ولا يحمل أي مشروع سياسي واضح، قدر ما هو تحالف قائم على التوافق على مصالح ضيقة، لذا جاء الإعلان فقيراً، ولم يتجاوز عدد نواب هذا التحالف الأربعين نائباً".

فيما قال الكاتب حسن الخفاجي، أن"تحالف عراقيون الذي اعلنه الحكيم أمس، لا يؤمن كما هو واضح سوى بمشروع المصالح في الدولة، لا مشروع دولة كما قال احد نوابه، حيث يبحث حزب الفضيلة مثلاً عن أستعادة موقعه الوزاري في الحكومة أو على الأٌقل الحفاظ على مواقعه التي استحوذ عليها في وزارة العدل طوال السنوات السابقة، فيما يريد الحكيم تأمين استمرار حقيبة وزارة النفط لصالحه، لاسيما وأن منافسيه الأقوياء، كالتيار الصدري ينوون السيطرة على المواقع والمراكز المهمة في الوزارة ضمن حملة التغييرات الإدارية التي ستشمل وكالات الوزراء والمدراء العامين ورؤساء الهيئات والأجهزة وغيرهم".

وأضاف أن "هذا التحالف الصغير، لن يكون ذا تأثير ملموس وحقيقي في المشهد السياسي، لاسيما ان الحكومة تواجه تحالفين قويين، هما البناء، وسائرون، لذا فأن مساعي الحكيم، ومن معه من هذه القوى الصغيرة، لن تفلح في كسر هيمنة ونفوذ هذه القوى الفاعلة والمؤثرة، فالكاظمي لا يستطيع قطعاً أن يمنع عن التيار الصدري استحقاقاته الإنتخابية والشعبية والسياسية، ولا يرفض طلباته ومطالباته بالحصول على المواقع الادارية المتقدمة في الدولة، ولن يضحي الكاظمي بتأييد هذا التيار القوي والمؤثر من أجل سواد عيون الحكيم، أو حتى عيون برهم صالح -رغم قوة وعمق العلاقة التي تربط بين برهم صالح وعمار الحكيم ومصطفى الكاظمي - !

وتأسيساً على ذلك، فإن تحالف الحكيم الجديد -بكل متناقضاته-  لن يحصل من كيكة الكاظمي سوى على ما يتناثر من أطراف وبقايا هذه الكيكة، وسيكتشف النواب الذين دخلوا لهذا التحالف -من غير نواب تيار الحكمة- أنهم خدعوا، وإن حالهم سيكون حال المرأة التي قيل فيها :

لا حظت برجيلها .. ولاخذت سيد علي ".

واشار الى أن " فكرة هذا التحالف كانت تختمر في رئاسة الجمهورية، وكان برهم صالح يدفع بقوة بإتجاه تشكيل هذا التحالف، لتأمين موقعه القوي الذي حصل عليه، ونجح من خلاله في تمرير الكاظمي وحكومته بعد ان رفض قبل ذلك مرشحي الفتح والبناء بشكل غير واضح".

فيما قال المواطن، علاء حسن، ان " هذا التحالف غامض، وأيضاً ليس هناك سبب واضح لإعلانه، غير ان بحث عمار الحكيم عن مصالحه، جمع معه قوى شيعية صغيرة، ونواباً منفردين أغلبهم جاء لغرض الحصول على منصب حكومي بارز، أو  للحصول على درجات خاصة له، او لأقربائه، وهذا واضح جداً".

وأضاف في تدوينة تابعها (العراق اليوم)، أن "الحكومة الحالية مطالبة بتقديم جرد بالدرجات الخاصة، وإعادة توزيعها، وستكون هذه الدرجات اختباراً لمصداقية هذا التحالف الذي يشبه (المخًلط يالوز)  حيث سيظهر الخلاف سريعاً جداً، وسيتفكك بأٌقرب وقت، ولن تسمع من نواب ( عراقيون)  سوى تبادل التهم والكشف عن أسرار ما دار".

واختتم تدوينته، أنتظروا قليلاً، وتالي الليل تسمعون حس العياط".

علق هنا