الشاعر رياض النعماني يكتب في ذكرى إستشهاد الثائر الشيوعي خالد احمد زكي بطل ملحمة ( هور الغموكة) :

بغداد- العراق اليوم:

  كما الخليفة عمر بن عبد العزيز ..  تخلى عن دفىء ووثارة حياته الاوربية ،... عاف كل شىء وراءه ، معطيا وجهه لرياح الخطر الفاتن ،  لان طبيعة الثائر جزء من وجوه ووجود المستقبل المرهون بفكرة التضحية  ، وإلحاح الاندفاع الحار  نحو  شمس سواحله البعيدة  .. كأن الثائر بهذا  شاعر منذور لمغامرة المجهول الخلاقة .

  قادما من بريطانيا الى بغداد ليلتقي الشاعر عبد الرحمن طهمازي ... يتحاوران ويختلفان في المعنى الذي أتخذه شكل الحركة انذاك ،  فعزيز الحاج لم يكن بمستوى تاريخية  هذه المهمة الكبرى ، والعراق بلد مفتوح على هبوب عواصف دم شرسة ، لان المشروع الاميركي - البريطاني لا يقايض فيه شيئا  والروس تعودوا المهادنة والتفريط ... وفي هذا السياق كانت تكمن مقدمات انقلاب ١٩٦٨ الذي اطاح بحكم عارف .

  سافر خالد الى الجنوب .. وفي منطقة ( الجزرة ) بمدينة الحي

كان عليه ان يلتقي بالشاعر مظفر النواب ليهىء له طريقة ولوازم سفره نحو هور ( الغموكه )

   عبد الرحمن ومظفر ينقلان نفس الانطباع عن شفافية وضوئية وعمق وبسالة ونزاهة  الشهيد خالد الذي قاد مجموعة ثورية  معزولة في هور ( الغموكة ) .. قاتلت ببسالة نادرة واستشهد الى جانب عدد من رفاقه الشجعان .

 المناضل عقيل حبش كان احد هذه المجموعة وهو لا يزال حيا وشاهدا على عظمة هذه الملحمة البطولية .

  قال لي الشاعر كاظم الركابي .. عندما جاءت الشرطة بجثمان خالد الى مدينة الناصرية  ارتجلت المرأة العظيمة  ام الشاعر زهير الدجيلي مخاطبة الشهيد خالد :

   سبع اجدود إلك .. والناس جدين

    جد اليلطم العايل على العين

 جيل الجيل ووليدك يوصونه .. يرضون العظم  ، واللحم يشونه .....  صويحب من يموت

        المنجل ايداعي .

( يوم ٣ حزيران ١٩٦٧  استشهد خالد ورفاقه )

علق هنا