يحسين بضمايرنه في رفحاء الثورة.. كيف قضى شيخ الرواديد سنواته مهاجراً في سبيل الإنسانية

بغداد- العراق اليوم:

لا أكثر قسوةً من أن تعيش وتكون شاهداً على تزوير التأريخ، ولا تستطيع أن تقول كلمتك الحق في وقت لا يعلو على أصوات التضليل والتزييف صوت، أنها مصيبة، والأكثر وجعاً أن يصيب سهم التجريح، والافتراء، والكذب، من هم الأولى بالإجلال والاحتفاء والتكريم. لكن هذا ما يحدث في عراق تسيطر عليه " مجاميع فيسبوكية" مجهولة، وتقود الرأي حملات صفراء تعادي كل ما يمت للعراق الجديد بصلة، تحت أردية العدالة، والمساواة، والإنصاف، وتنجح هذه القوى القابعة في الظلام بأستخدام ديماغوجية فاضحة، في قلب الحقائق، فتجعل الضحية جلاداً، والجلاد ضحية!.

فمنذُ عامين تقريباً، تواصل أجندة بعثية صدامية، ومعها جوق من المطبلين، وأصحاب الاجندات المعادية لشرائح الضحايا والشهداء، هجومها على شريحة لا تتعدى الثلاثين الفاً ممن نجوا من المقابر الجماعية، وعاشوا سنوات الاحتجاز والمظلومية لمدة ثلاثة عشر عاماً متواصلة في صحراء قاتلة، قتل منهم المئات بنيران القوات السعودية، قضى منهم المئات كمداً ومرضاً، وسلمت القوات السعودية الى النظام الصدامي المئات الذين اذيبوا في احواض "التيزاب"، أو غيبوا في المقابر الجماعية، هؤلاء الثلة المجاهدة، لم تكف اقلام البعث ومناصريه عن مهاجمتهم، والنيل منهم، والافتراء عليهم، حد وصل بنائب تافه بوصفهم (أًصحاب سوابق ومجرمين)، في إِشارة الى ان كل من عارض صدام كان مجرماً ومن أصحاب السوابق.

لكن الذي لا يعرفه العراقيون، أن هذا المعسكر كان مقراً ومستقراً لقامات عراقية شامخة، واسماء لا يمكن ان تدنس مهما حاول المضللون، ومهما افترى الكذابون، ومهما تجاهل المتجاهلون لهذه الفئة المجاهدة، ففي هذا المعسكر عاش شيخ الرواديد وأيقونة الثورة العاشورائية المباركة الشيخ الراحل ياسين الرميثي، صاحب قصيدة " يحسين بضمايرنه"، نشيد عاشوراء الأبدي، وقبس الثورة التحررية من العبودية، نعم في هذا المعسكر قضى هذا الشيخ الطاعن في حب الحسين سنوات مع ابنائه المجاهدين من ثوار الرميثة الباسلة، وعاش محنتهم في إحتجاز تعسفي، وفيه كان الرجل يواصل الايفاء بمقولته، حيث أمنت هذه الثلة بالحسين قولاً وفعلاً، وقضت سنواتها الطويلة في رحلة الإحتجاز  الجديد.

نعم، من هذا المعسكر النائي في صحراء منسية، كانت الظلامة العراقية ترفع للعالم، عن قسوة نظام طائفي مجرم، قتل وشرد مئات الالاف من العوائل، وأباد قرى وعشائر كبيرة، سبقها جرائم ضد مناضلي اليسار العراقي الذين غيب شبابهم، واعدم خيرة رجالهم دون أن يستنكر العالم ما يجري بعد أن كانت آلة النظام الاعلامية قوية ومؤثرة في المشهد العربي والدولي، حتى جاءت رفحاء فكسرت تلك الهيبة، وأزالت ورقة التوت عن عورة نظام الاجرام.

نعم، أيها السادة، في هذا المعسكر قضى عراقيون اصلاء سنوات من الضيم والعزلة، والاحتجاز القاسي، هناك، قضى الشيخ الثائر كاظم الريسان شيخ عشائر حجام في جنوب العراق، سنواته الأخيرة، ومن مضيفه هناك كانت الثورة العراقية تتأجج، من هناك قرأ  ابناء عشائر الظوالم وال جويبر والعساجرة والاحلاف وال بو محمد والخزاعل وغيرها من ابناء القبائل الاصلية بيان الثورة والتحرر لكل الشعب العراقي، فلمَ هذا الحيف الذي يسقط الآن على هولاء، ولمَ يصورهم البعض على أنهم سبب خراب العراق.

في الفيديو المرفق يتحدث المجرم النافق محمد حمزة الزبيدي بوضوح عن اوامر صدام المجرم بحق عشائر الناصرية المنتفضة، ويذكر كاظم الريسان بالأسم، مطالباً بتسوية اراضيهم وبيوتهم وقراهم عن بكرة أبيها، افبعد كل هذا تريدون دليلاً عمن يحارب هذه الشريحة اليوم!.

علق هنا